حاورها : صالح سويسي

"الحقائق" حاورت فينوس فايق، هذا الصوت القادم من تخوم المعاناة والعشق الكبير للكتابة ...

* ماذا عن الثقافة الكوردية والمشهد الشعري بشكل خاص ؟

لو أنني أريد أن أؤطر الثقافة الكوردية و تحديد أبجدياتها عبر التأريخ، فإنني أقول أن الثقافة الكوردية مرت بمراحل عديدة في المنطقة التي تمتد من جبال زاكروز جنوباً حتى هضبة الأناضول شمالاً والتي تسمى بكوردستان و انقسمت بين أربعة دول، بالتالي انقسمت كل المجالات تبعاً لذلك التقسيم الجغرافي إلى أربعة أقسام، منها الحياة الاجتماعية والسياسية والحضارية والثقافية والنتاجات الإنسانية الأخرى من شعر ونثر وفنون الموسيقى والمسرح وحتى السينما مؤخراً .

لكن تبقى الملامح الأساسية التي تتصف بها الثقافة الكوردية بين ثقافات الشعوب، بغض النظر عن حالة الانقسام.. من أهم ما يميز الثقافة الكوردية هو أنها ثقافة حديثة العهد على الأقل بالنسبة للمتلقي خارج كوردستان، وذلك بسبب الظروف السياسية المحيطة بكوردستان من طمس للشخصية الثقافية الكوردي من خلال محاربة الثقافة بشتى الأسلحة، وتشويه معالمها وإلحاقها بثقافات الدول التي تحتل كوردستان.. لكن المثقف الكوردي يتميز بأنه من أكثر المثقفين المطلعين على ثقافات الشعوب، وهذه بطيعة الحال وليدة ظاهرة الاحتلال، فالمثقف الذي يعيش في ظل الاحتلال يحاول تثقيف نفسه أولاً من ثقافة المحتل، ثم من ثقافات الشعوب المجاورة له، وبعد ذلك من ثقافات الشعوب الأخرى، فالمثقف الكوردي شرب من ثقافات الشعوب الأخرى، في حين أن الثقافة الكوردية هي أيضاً في مستوى ثقافات الشعوب، لكن تبقى مسألة التعريف بها التي هي مسؤولية المثقف الكوردي نفسه أولاً و أخيراً .

وعامل آخر يلعب دوره هو عامل اللغة، حيث أن غالبية الشعب الكوردي و ليس المثقفين فقط يتمكن من اللغة العربية و الإنكليزية أيضاً لدى الكثيرين، لذلك ترى انفتاحه على معظم نتاجات الشعوب وإلمامه بكل التطورات الحاصلة في المجال الثقافي العالمي، بعكس المثقف العربي في الكثير من الأحيان الذي يعتمد على الترجمة، وهنا لابد من القول أن الترجمة ساعدت الثقافة الكوردية في السنوات العشرة الأخيرة على الانتشار عالمياً، بحيث جرى نقل النتاج الإنساني الكوردي إلى معظم لغات العالم، على رأسها العربية والإنكليزية.

أما الشعر، فإنني أجزم أن الشعب الكوردي من أكثر الشعوب في العالم الذي يمتلك عددا كبيرا من الشعراء، و هنا ينطبق على الشعر كنتاج إنساني ثقافي ما ينطبق على الثقافة الكوردية بشكل عام، لكن حركة الشعر على وجه الخصوص مرت بمراحل عديدة من شعر المقاومة، الشعر السياسي، الشعر الوطني، العاطفي وغيرها ..

* قضية كوردستان، تكاد تكون الموضوع الأكثر تداولا في كتاباتك رغم بعدك عنها منذ سنوات، لكننا نلمس حنينا خاصا و رؤية خاصة لهذه القضية، ما مرد ذلك ؟ أو بمعنى آخر لماذا لا تشتغلين على موضوعات أخرى بنفس الكثافة ؟

الكوردي بطبعه وطني، سواء كان داخل كوردستان أو خارجها، و هذه الميزة موجودة لدى كل المثقفين الكورد بغض النظر عن انتماءاتهم الفكرية والدينية، وبدرجات متفاوتة، لكن كونك عايشت فترات نكسة من التأريخ السياسي لوطنك وفي ظل الاحتلال هذا ما يولد لديك الإحساس بالوطنية بكل هذا العنف، لا يمكن أن يتخلص الكوردي بسهولة من وطنيته مهما ادعى أنه تخلص، وأنا من أكثر الشعراء الذين حاولت التخلص من الإحساس بالقرف أمام نظام كان كل همه هو القضاء على شعبي، ذلك النظام الذي لم يمنحني سوى الدمار والفناء بكل معانيهما، عشت في ظله كل تفاصيل الخوف والمطاردة والموت والاستشهاد والخراب والحروب المتواصلة طوال سنوات حكمه. ولا أظن أن مسألة البعد والقرب من الوطن تلعب دوراً كبيراً في الإنتاج الأدبي على هذا الصعيد، بالعكس كلما ابتعدت زادت وطنيتك هذه نظرية بتأؤمن بها عندما ابتعدت عن كوردستان، فالتصقت بكوردستان أكثر عندما ابتعدت عنها كل هذا البعد، فالأسنان بطبعه يتعلق بالأشياء العزيزة عليه عندما يبتعد عنها، والكثيرين من السياسيين من حملة الفكر الشيوعي الليبرالي تحولو في الغربة إلى حملة فكر قومي متعصبين، الحمد لله لم أتحول إلى (قومية متعصبة)، بالعكس أنا إنسانية في كل شيء وبدرجة عالية، لكن تعلقي ببلدي وأرضي زاد ويزيد، ويبقى الجانب الإنساني في شخصيتي وفي أعماقي مضيئاً، وأنا عندما أكتب لبلدي كوردستان رغم بعدي عنها كأنني أكتب للإنسانية المقهورة في العالم كله. وأنا أشعر أن واجبي تجاه وطني كبر بابتعادي عنه، فإنني اليوم مطالبة بالتعريف بقضية أمتي إلى المجتمعات الدولية وإلى الأوساط الثقافية والسياسية الأوروبية والعالمية، على العالم أن يتعرف على قضية شعب عاش سنوات طويلة في ظل حكم دكتاتوري وعانى كل أنواع الحرمان والذل والقهر والاستبداد، وهذه مهمة المثقفين والشعراء، لذلك عندما تقرأ قصائدي التي من هذا النوع يراودك شعور أن كوردستان هي المنطقة المضيئة دائماً في نتاجي الأدبي و هذا شيء أفخر به دون شك..

* في كتاباتك تتنازعك اللغتان العربية و الكوردية، أيّهما أقرب إليك ؟

أنا أكتب أكثر باللغة العربية، و من يقرأ لي باللغتين يستمتع أكثر بالنصوص التي أكتبها أصلاً بالعربية، وكثيراً ما أترجم النصوص العربية إلى اللغة الكوردية، مع أن اللغة الكوردية هي لغتي الأم، لكن تبقى للغة العربية سحرها عندي، عموماً أكتب باللغتين تقريباً بنفس المستوى.. بالرغم من أنني أؤمن بأن اللغة لا تشكل عائقاً أمام التصوير أو التعبير، الفرق فقط أحياناً في البعض من الصور الشعرية التي تقال مثلاً في اللغة الكوردية و لا تقال في اللغة العربية أو بالعكس، أو أي اللغتين أقرب إلى الروح، بالنسبة لي لا أهتم فعندما يداهمني شيطان الشعر ألجأ إلى اللغة حسب ما تقتضيه الصور الشعرية وحسب الحالة، في الماضي كان شيطان الشعر عندي يداهمني باللغة العربية أصدقك القول، وهذه الحقيقة لا يعرفها الكثيرون، لكن وبعد أن تمكنت من تطوير لغتي الكوردية بالمستوى الذي أطمح إليه، صار شيطان الشعر في خيالي أيضاً يتقن اللغة الكوردية، لكن تبقى مسألة الترجمة، فأنا أترجم حسب المزاج وحسب ما أتمكن من الاحتفاظ بروح القصيدة، أترجم من وإلى اللغتين وليس كل القصائد التي عندي موجدة عندي باللغتين، فعندي قصائد بالكوردية لم أتمكن من ترجمتها أو لم أرغب بترجمتها إلى اللغة العربية ونفس الشيء بالنسبة إلى القصائد التي كتبتها أصلاً باللغة العربية.

* ألا ترين أن الواقع أفرز نصا جديدا يمكن تسميته "أدب المنفى" وهنا يلتقي الكورد والعرب في هذا الواقع القائم في رأيك ماذا أضاف المنفى لنصك ؟

ربما هذا التصنيف يحمل بعض الجدل، كالجدل الذي يحوم حول مفردة "الأدب النسوي" الذي لا أؤمن به وهذا نقاش آخر، أما ما يسمى بأدب المنفى، فهو بشكل أو بآخر امتداد للأدب الذي كنا نكتبه في الداخل أي داخل الوطن، لكن مقوماته والعوامل المحيطة به وظروفه تغيرت، لكن تبقى صورة الوطن على سبيل المثال هي نفسها، سواء كتبت عنه في الداخل أو في المنفى، يكون هذا التصنيف ممكناً إذا لم نكن في هذا الزمن من التطور التكنولوجي والمعلوماتي الذي يربط بين الداخل والخارج بسهولة بحيث لا تشعر ببعدك عن الداخل كما كان في السابق، ففي السابق كان الداخل أي الوطن عالم والمنفى موطن عالم آخر، لصعوبة الاتصال وعدم تطور الوسائل التي تتيح نقل النتاج الأدبي من و إلى الخارج والداخل.. ففي ذلك الزمن كان هناك بالفعل أدب أسمه أدب المنفى، وأدب آخر كان ينتج في الداخل، أما الآن و حين أكتب عن كوردستان لا أجد صعوبة في تخيلها، ببساطة الفضائيات على الأقل تسهل علي حتى عناء السفر ورؤية معالم كوردستان، والإنترنت والتكنولوجيا تختصر المسافات و بالتالي لم يعد هناك في تقديري الشخصي من داعٍ لمثل هذه التسميات، فالأدب نتاج إنساني بحت حتى ولو أنتجه الإنسان على المريخ..

*تشتغلين في نصوصك على الصورة و أحيانا على حساب اللغة؟

أعتقد أن الصورة الشعرية هي أهم الركائز التي تقف عليها القصيدة إلى جانب اللغة وبعض العوامل الأخرى، بالنسبة لي ولأن اللغة العربية ليست لغتي أجد في بعض الأحيان صعوبة بعض الشيء في إعطاء الصورة الشعرية التي بداخلي حقها على الورق، وفي بعض الأحيان الأخرى أواجه نفس الصعوبة في لغتي الكوردية لسبب بسيط وهو أنني تعلمت القراءة والكتابة في صغري باللغة العربية وتعلمت الكوردية بعد ذلك بجهد شخصي ولذا فالأساس الثقافي عندي كان باللغة العربية، لكن اللغة الكوردية هي الأم، اللغة في القصيدة مهمة لبناء ملامح الصورة الشعرية، لكن أن اشتغل على الصورة على حساب اللغة ربما هو كذلك، و هو يعود للسبب الذي ذكرته.

* كيف ترين إمكانات التواصل بين الثقافة العربية والثقافة الكوردية ؟ وهل ثمّة جهود تبذل من أجل تواصل هاتين الثقافتين ؟

أنا أؤمن بضرورة أن يكون هناك تواصل بين الثقافتين الكوردية و العربية وذلك من منطلق إيماني بأن الثقافة العربية هي الثقافة الأقرب إلى الثقافة الكوردية جغرافياً وتأريخياً، ثم أن لتحقيق هدف آخر وهو تعريف الثقافتين يبعضهما البعض من زاوية أن الثقافة الكوردية هي ثقافة أصيلة وغنية لا تقل عن الثقافة العربية و ثانياً حتى نلغي تلك الحواجز التي خلقتها أو تخلقها الخلافات و المشاكل السياسية بين الشعبين ولكي ينظر العربي إلى الثقافة الكوردية ليس من موقع السيطرة وحتى يتخلص المثقفون الكورد من إحساسهم أن الثقافة العربية هي ثقافة العدو ولا يجب الاقتراب منها، في حين أنني أرى أن للثقافة العربية الفضل الأكبر في تنشئتي الأكاديمية والثقافية والأدبية، وذلك بسبب تلك السياسة الظالمة التي كان النظام العراقي السابق ينتهجها مع الشعب والمثقف الكوردي بالذات وذلك بمحاربته ثقافياً بمنع المطبوعات الكوردية ومنع الدراسة باللغة الكوردية في المدارس و الجامعات، الأمر الذي ترك الأثر السلبي على تفكير ونتاجات المثقف الكوردي، وحتى نلغي تلك الحالة من الغربة بين الثقافتين علينا بذل أقصى الجهود من أجل تعريف المتلقي العربي بالمقام الأول بالثقافة الكوردية، لأن المتلقي الكوردي وبسبب أنه كان دائماً في موقع الضعيف إزاء السلطة الحاكمة المتمثلة بالعرب في العراق مثلاً، فكان لا يجد سبيلاً للتثقيف سوى الثقافة العربية ..

وهناك بالفعل جهود تبذل في هذا المجال، عن طريق تقديم الترجمات والتواصل الثقافي وذلك بإقامة النشاطات في كوردستان ودعوة مثقفين عرب، لكن المهم كما قلت أن العالم الثقافي الكوردي ينفتح هو الآخر على الثقافة الكوردية، وأن تجري دعوة المثقفين الكورد إلى البلدان العربية مثلاً لاستضافتهم في المهرجانات الثقافية والأنشطة الأدبية المختلفة، و بذلك نتمكن من مد جسور ثقافية و بالتالي العمل على امتزاج الثقافتين، فمتى تحقق ذلك، ستزول العراقيل التي هي موجودة على خلفية الواقع السياسي غير المستقر إزاء القضية الكوردية، ونعمل معا على خلق أجواء ثقافية مشتركة..

* كتابتك موغلة في الرومانسية، هل تعتقدين أن مثل هذه الكتابات الحالمة يمكن أن تلامس روح المتلقي المنهك أصلا بهموم الحياة ومشاغلها الكثيرة ؟

لا أعتقد أن الرومانسية انتهت، بل أخذت أشكالا أخرى، فكلنا رومانسيين لكن كل على طريقته، ودرجته، هناك من هو رومانسي لكن بدرجة قليلة، وهي تثير في تقديري عند المتلقي الذي يبحث عنها، فطالما هناك قراء شعر رومانسي، هناك شعراء رومانسيين، بل العكس برأيي القصائد الوطنية وقصائد المقاومة هي التي لم تعد تثير عند المتلقي شيئاً، وهذا الزمن هو زمن الانفتاح على الرومانسية، لكنها رومانسية في ظل التكنولوجيا، فالتطور العلمي والتكنولوجي من حولنا والقفزات الهائلة في دنيا العولمة هي التي جعلتنا نعتقد أننا لم نعد رومانسيين، لكننا فعلاً رومانسيين، غير أننا منتظمون أكثر من ذي قبل في عواطفنا، فالرومانسية القديمة كانت تلقائية وطبيعية أكثر، أما رومانسية اليوم فهي رومانسية بحسابات دقيقة، مع أنني من رومانسية غير منضبطة و تلقائية.. من منا لا تتحرك مشاعره لأغنية عاطفية ؟ أنا أعرف أن توجه الجيل الحالي يذهب نحو السرعة و أفلام الأكشن و الإثارة، لكنهم في بعض الحالات أيضاً يجدون أنفسهم فريسة للرومانسية مع قراءة نص شعري عاطفي..

* نعلم أن لك اهتماما كبيرا و لافتا بقضايا المرأة و الدفاع عنها، ماذا لو تحدثينا عن هذا الموضوع ؟

في الحقيقة ولا أريد أن أخفي أنني مقصرة جداً في مجال الدفاع عن حقوق المرأة، هذه الحالة عندي لها أكثر من سبب، أولاً لإيماني الشديد أن مامن كائن بإمكانه أن يحل أي مشكلة تتعلق بامرأة سوى نفسها، لم اسمع عن شعب ثار بدل شعب آخر لينال الشعب الآخر حريته، المرأة وكل إمرأة بنفسها هي المسئولة الأولى والأخيرة عن قضيتها، ثم لأنه وبتقديري للمرأة اليد بشكل أو بآخر في ضياع البعض من حقوقها، بسكوتها وعدم الدفاع عنها بالشكل المفروض أو المناسب وثانياً: لقناعتي التامة بعدم جدوى المنظمات التي تأخذ على عاتقها مهمة الدفاع عن حقوق المرأة والمطالبة بمزيد من الحقوق الإنسانية للمرأة، فالمطلوب ليس المطالبة بالحقوق بل تثبيت الحقوق أو ممارستها بالفعل من قبل المرأة نفسها، فالحقوق موجودة، غدا المطلوب من المرأة أن تمارس هذه الحقوق، فمطالبتها بالحقوق ومن الرجل بالذات له تفسير سلبي في قضيتها و هو وكأنها تطالب بشيء هو ليس لها وإنما تطالب به، ونقطة ثانية وهو أن الحقوق أية حقوق كانت تُنتزع و لا يُطالب بها !! فهي التي تضع الحقوق في يد الرجل بمطالبتها بها منه ..

أنا أريد الدفاع عن المرأة، لكن ليس بإعطائها صبغة الضعيفة، أدافع عنها من موقع القوة، من منطلق أنها قوية ويجب أن لا تقتنع بالقليل، ومن منطلق أنها صاحبة حقوق مشروعة وعليها ابتكار طرق مثلى تدافع بها عن هذه الحقوق وتحافظ عليها و تحسن استخدامها ..

ففي أوربا هناك مختلف المنظمات التي تأخذ على عاتقها الدفاع عن حقوق الحيوانات بمختلف أشكالها من القطط والكلاب وحتى الجرذان، لذلك أحزن جداً عندما أقرأ مثلاً في الصحف أن المرأة في بعض البلدان العربية لا يحق لها قيادة السيارات، وأحزن أكثر عندما تؤجل المناقشة في مسألة حقوق المرأة في برلمانات تلك الدول في تلك المنطقة، فالمرأة لا تحتاج لأن تستأذن الرجل لكي تقود السيارة مثلاً أو لكي تكمل تعليمها أو لكي تذهب للعمل خارج المنزل أو لحضور الندوات والمناسبات الثقافية والفكرية أو لكي تقرأ كتاباً مثلاً، فتلك الأمور لا تحتاج إلى قرار ذكوري، فلو انتظرت المرأة' الرجل لكي يمنحها حقوقها فلن تنال منه دون شك ما يجعلها إنسانة متكاملة يكون بإستطاعتها تقديم خدماتها لمجتمعها، فالرجل في مجتمعاتنا الشرقية للأسف لا يحب أن يرى النساء قويات الشخصية وقويات الحضور في المحافل الدولية خوفاً من المنافسة، حتى و إذا كان ذلك على حساب نظرة العالم الخارجي السلبية و تقييمهم السلبي لمجتمعاتنا، ففي بعض مجتمعاتنا لا تزال هناك مهن محصورة على الرجال، عل اعتبار أن مستوى رقي المجتمعات تقاس من خلال مستوى مكانة المرأة فيها.. أنا أدعوا هنا النساء لكي يتحركن بأنفسهن و لا ينتظرن قراراً ذكورياً، لأن ما من رجل مهما بلغت درجة رقي تفكيره ومهما ادعى التحرر، لأنه تربى أساسا على قيم تلغي حرية المرأة وعلى مفاهيم لا تعترف بالمرأة ككائن كامل له حقوق و واجبات مثلها مثل الرجل، ولن تلك المفاهيم راسخة في ضمائرهم بل في عروقهم

salah@mail.be

نشرت في (الحقائق) التونسية

فينوس فايق فينوس فايق من مواليد مدينة السليمانية/ كوردستان الجنوبية أو ماتسمى بكوردستان العراق..
أتمت الدراسة الابتدائية باللغتين العربية والفرنسية في الجزائر، ومن ثم الدراستين المتوسطة بالكوردية والإعدادية بالعربية في مدينة السليمانية في كوردستان.

حاصلة على شهادي البكالوريوس من كلية الآداب من جامعة بغداد قسم الفلسفة لعام 1989.
درست اللغة الإنكليزية في المعهد البريطاني التابع آنئذ للسفارة البريطانية في بغداد.
عملت منذ تحرير كوردستان الجنوبية في التلفزيون و الإذاعة المحلية (تلفزيون شعب كوردستان و إذاعة صوت شعب كوردستان) كمذيعة في القسم العربي و محررة و مقدمة برامج و مترجمة.
عملت منذ عام 1993 كمحررة في جريدة (المؤتمر) التي كانت تصدر في صلاح الدين ذلك الوقت"باللغة العربية"، وفي نفس الوقت مراسلة لجريدة (الإتحاد) التي كانت تصدر في كوردستان باللغة العربية وتصدر الآن في بغداد .
مولعة بقراءة الشعر العربي و الكوردي منذ الصغر و تكتب الشعر منذ عمر 15 سنة إلا أنها لم تنشر إلا بعد تحرير كوردستان .

مستقرة منذ 1997 بهولندا حيث عملت بإذاعة الأجانب في مدينة (روتردام) الهولندية فترة طويلة، تعمل مراسلة لمجلة (Mavis) الهولندية، تهتمّ بترجمة الشعر الكوردي إلى اللغة العربية، حيث ترجمت لشعراء أكراد معروفين، أهمهم شيركو بيكاس. وتعمل في مجال الـترجمة من الهــولـنديـــة إلى الـكــوردية والعـربية وبالعــكس، وترجمت عددا من قصائد الشاعر الإيراني المعروف ناصرا لحسامي من الكوردية إلى الهولندية بالإضافة إلى قصائدها الشخصية التي تترجمها من العربية والكوردية إلى الهولندية.

أصدرت مجموعتها الشعرية الأولى عام 2000 تحت عنوان "الخطايا الجميلة" لديها مجموعة شعرية باللغة العربية جاهزة للطبع .

تتسم كتابات فينوس فايق برومانسية كبيرة في لغة بسيطة شفّافة، ولعل أهمّ ما يميّز نصها هو الصور الشعرية التي تسعى لأن تبدو في أرقى أشكالها ولو كان ذلك على حساب اللغة في أحيان كثيرة .
تعتبر من أهم الشعراء الكورد الذين يعملون على تواصل أرقى بين الثقافة العربية و الثقافة الكوردية يقول عنها الناقد نزار جاف :

"من لم يقرأ لفينوس فايق ويبحر في مدن مملكتها الشعرية، له الحق أن يتصورها رقما مألوفا کسائر الأرقام الشعرية الأنثوية الأخرى، وله الحق أيضا أن لايأبه لاسمها ويعدها کسائر الأسماء الأخرى التي تدعي ملکة الشعر! لکن لو منح شيئا من وقته وأبحر في دنيا شعرها، حينئذ ومن دون شك سيجد نفسه ولامحالة مأخوذا ومبهورا بالفسيفساء الشعرية الحالمة ويبقى مشدودا لصروح مخيلتها المسافرة دوما في متاهات اللانهاية لفنتازيا المزاوجة بين ماهو كائن ومايجب أن يکون!"