طلال الطريفي
(السعودية)

لكل مرحلة أدبية أبطالها، ولكل فنٍ عرَّابه، وحين ترد القصة القصيرة في السعودية؛ يتبادر إلى الأذهان اسمٌ لا يمكن له أن يغيب؛ جارالله الحميد، الذي عزف على أحزان عشبته البرية، وصاغ لها ملحمة؛ حُق للعشبة أن تماري بها، ونقل آهاته بصوتها.. كما تراقص بقلمه بين وجوه أولها مريم، وأسس لقصة ستبقى في أذهان الكثيرين، ولم ينس رائحة المدن، إذ رسخ صورة إبداعية من صوره. أيضاً ظلال رجال هاربين. جارالله يعد حالة خاصة في عالم الأدب، بفكره وإبداعه، بعنفوانه وصخبه، برفضه وقبوله.. فقلمه يحمل سحراً خاصاً، وشخصية تؤكد أنه بطل مشهده، ومحارب من طراز مختلف.وفي حوار مع الحميد أبى إلا أن يُعمل رغبته فيه، إذ تجاهل أسئلة عدة، وأجاب عن ما وافق هواه، ومن يعرفه عن قرب؛ يعلم أنه صعب المراس، حيث يود أن تكون صورته التي يطل بها حسب رغبته، مشاكساً في ذلك الصحافي، الذي يود أن يستأسد في أسئلته ليخرج بمادة صحافية ملتهبة.وعلى الرغم من أن جارالله أبى إلا أن يجيب عما يريد؛ إلا أن نكهته المشاكسة ظلت ملازمة لحواره، إذ صب جام غضبه على بعض رؤساء التحرير في الصحف، والجميل أنه لم يرهقنا في ذكر أسمائهم، حتى لا يجعلنا في حرج من إيرادها إن حذفناه. وبتواضع رفض أن يسلم رايته لأحد، على اعتبار أنه ليس الوحيد في مجاله، وأصر على أن هنالك من يشاركونه إبداعه.وبتهكم قذف جارالله مؤلفة (بنات الرياض) بتصريح يؤكد أنها لم تكتب روايتها، ودلل على ذلك أنها لن تكتبها إلا إن كانت تملك نفس المرأة العجوز، ملمحاً بأن العذوبة لا يمكن أن تصل إلى نَفَس كالذي في روايتها.. وعلى غير ما توقعناه؛ استنكر أن يقدم نصاً حائلياً، باعتبار حائل مصدر إلهامه الذي يجزم به من يلحظ إبداعه، وذكر أنها جزء من الوطن، فهي كغيرها من المدن، ويبدو أنه نسي أن الحديث عن الجزء يعطي صورة عن الكل، فالذي يكتب عن الرياض وجدة، كمن يكتب عن غيرها، ولكن يبدو أن حائل ليست موعودة منه بإنتاج أدبي.
وأصر ضيفنا، بكل كبرياء؛ على أنه بطل مشهده الحالي.. فإلى تفاصيل الحوار الذي أجراه طلال الطريفي :

* لكل فنٍ أدبي عرابه، وإن كان للقصة القصيرة عرَّابٌ في السعودية؛ فجارالله الحميد عرابها. هذا على رأي الكثيرين، ولكن لماذا هذا الجفاء بينك وبين بعض المؤسسات الثقافية، على اعتبار مكانتك الأدبية؟

- دعني الآن أشهد (من هذه الزاوية المريرة بالنسبة لي ولأي كاتب مغيب!)؛ أن حرية التعبير في بلادنا مرتفعة السقوف إلى حد جيد. ولكن المشكلة أن هنالك من لا يزالون يعيشون غيبوبة الإمبراطورية المطلقة. أيام كان رئيس التحرير يقرأ المطبوعة حرفاً حرفاً ليجد ما يشطبه فيرتاح ضميره. ألم يقم بواجبه؟! أنا لست في حال جفاء فقط مع المؤسسات الرسمية وغير الرسمية التي تدير قطاع الثقافة في البلد. بل إني في حالة صمود وتصدي لما يريدونه في المؤسسات تلك. إنني أكتب وأجد بدائل، ولكنهم حفظوا كم اسماً وصاروا يضعون العصا الحمراء في وجهها. ثق أنني ماض ٍ في مهمتي دون النظر لهؤلاء. لتسأل نفسك فقط هل كان كبار الكتاب في العالم كله هم نتاج تدليل مؤسسات الثقافة الرسمية؟! عندما تقول: لا! أقول: نعم!. أتعلم ما هي مشكلتي؟ هي أنني وفيّ لمجتمعي ووطني بشدة، ولكن المجتمع فيه (حاجة غلط).

راية القصة

* إلى من سيسلم جارالله الحميد راية القصة القصيرة من بعده ليناضل ويكمل مسيرة الإبداع؟

- السؤال متشعب وطويل، ومن الصعب الإجابة عن كل زاوية فيه على حدة. فأنت تسألني مثلاً: لمن أسلم الراية بعدي؟ وأنا أطمئنك أنني لست وحدي الذي يحملها، إن معي كوكبة من الزملاء والزميلات إن كان قد جرى تناسيهم، فالتاريخ لا يؤمن بمسألة التغافل. لذلك سأسلمها لعبده خال، ليسلمها بدوره عبد الله حكم، ليسلمها بدوره .. إلخ. ونقعد كلنا. ثلاثون أو أربعون قاصاً من خيرة الكتاب العرب، ينبتون من ملح أرضنا فنتعامل معهم بصلف وكبرياء، فنحن أكبر منهم، غداً نموت كلنا بلا استثناء. هل تظن أن تاريخنا كأناس سيمحى؟ كلا، نعم هنالك كتاب يبعثون على الغثيان، سيئون لدرجة أنك تتأكد أن ما يدعى بـ (المثقف) هو أكثر الناس قابلية لخداع الآخرين، ولو لعب دور الجاسوس، هناك في (جسد الثقافة) طواويس صدقت مراياها وراحت تنقنق هنا وهناك، بكل حقد لا يمكن أن ينطوي عليه إنسان سوي! ولكن هؤلاء يتبخرون مع حرارة الحوار الثقافي والإبداعي الجاد. يتطايرون كزوابع صغيرة تافهة!

الروائيون الجُدد

* نَشط السعوديون أخيراً في تأليف الرواية، وغالب هذه الروايات انتُقد من كتاب عدة، على اعتبار ما تضمنته هذه الروايات من إبراز زوايا وخفايا مجتمعية. وسبق أن انتقاداتك عبر أحد المطبوعات للروائيين الجُدد، رأى البعض أن فيها نوعا من القسوة، خصوصاً أنك ذكرت أن رؤيتك اعتمادٌ على ما يقوله النقاد. فهل اطلعت على كثير من هذه الروايات، وهل تعتقد أنك حين تطلع عليها سيتغير حكمك؟

- أنت تقول إنني عرفت بموقفي المضاد من كتابة الرواية! فمن قال لك هذا؟ ومن أنا لكي أصدر مرسوماً بمنع كتابة الرواية؟ أنا قلت فقط إن أكثر الروايات التي (طهبلوا ) لها: لا روايات ولا ديايلو! ماعدا كتابات الأستاذ عبده خال، ورواية لفهد العتيق، وطبعاً الرواية الأعذب للكاتبة الأعذب رجا الصانع (بنات الرياض)، المكتوبة بحكمة عجوز ماكرة، وأنتم ترون رجاء. بالله هل ستصبح عجوزاً؟

* لا يزال الكثيرون ينتظرون رائعة حائلية من جارالله الحميد، إذ إن حائل الإرث والعمق التاريخي والأدبي، تستحق أن تكتب عنها ملحمة أدبية، وليس أقدر على ذلك من العرَّاب الحائلي.

- لتسمح لي أخي أن ألفت نظرك إلى أنني من المؤمنين (بوطني حبيبي.. الوطن الأكبر)! فأنا لا أرى (حائل) رغم أن رائحة ترابها كالشذى عندي، بمعزل عن الرياض وعن أبها وجدة والخفجي وعرعر، إنه وطن يا صديق. له ملحمة واحدة، إنه الوطن الذي خرج بزمن قياسي من عهد الاسترقاق والرعي إلى عصر تدفق المعلومات والسفر بـ (الجامبوجيت)، وصارت الصحراء الرهيبة مشاريع زراعية، وكان البدوي والقروي وابن المدينة شركاء في الحوار. العامل يصنع ما يحتاج إليه البناء من أدوات، والفلاح يزرع ما يبيعه له السمسار جيداً. الآن علينا ألا نبتعد وأن لا نتنازل، وألا نفرط في قيمة اسمها: وطن واحد عظيم نفتديه بأرواحنا، ونمهده لأن يكون محضن وباعث الوحدة العربية. من دون هذه الهوية نمارس النكوص، ونمارس خيانة الوطن! نحن أبناء أمة عظيمة. كل الأمم تمر بها دهور هزائم وانحطاط، وظلمة وموات، لكنها تنهض فتشق عنان السماء. هذا تاريخ وسياسة وسوسيولوجيا وفلسفة وعقيدة.

سياسة وأدب

* نلحظ أن موقعك على شبكة الإنترنت يحوي كتابات سياسية باسم جارالله، فهل تجد في السياسة وطنا لقلمك؟

- بالنسبة إلى موقعي على الإنترنت هو هدية من الشاعر والناقد الجميل والعذب عبد الكريم العودة، فله الشكر. أما كتاباتي السياسية فقد تزامنت مع العدوان على العراق، الذي له موقف لا يؤجله ولا يضمره ولا يقوله في الظلام. وإن كنت أحسب أن المثقف ينبغي أن يكون محيطاً بالسياسة وعلم النفس والاجتماع، وملماً بمفردات الحدث المعاش اليومي والمهمش، فما عادت الكتابة تلك التي تكتب في سويعات الأصيل على مرأى من الغسق! ولا ذلك الوحي الذي يزور فجراً، يقول ألبرتو مورافيا (الوحي؟ نعم. أنتظره قليلاً، فإن لم ينزل أمسكته من أذنه وأنزلته أنا). أنا كائن معذب بالفن والسياسة والحب، والحروف تحرق أصابعي. أشمها الآن، أحب الشوارع غير المذوقة، أحب حركة الناس، أكره الجمود، أريد أن أشتغل كلياً بالكتابة والتاريخ لها والتوثيق لسيرتي، كطائر استراح، والآن صار من واجب الآخرين سماعه.

بطولة

* يقال إن الأديب يصل إلى مرحلة يسأم فيها الكتابة واللغة، حتى الكلام، فما هي أعراض هذه الحال، إن كنت قد مررت بها؟

- الكتابة مزاج!.. ومن قال غير هذا فهو غير صادق.. هي مزاج من ناحية أنك تخطط لمشروع كتابي، في الطريق تخطط، في السكون والحركة تخطط، لكن عندما يناديك الفراش في ليلة باردة، أنا سأرمي مخططاتي وأندس تحته، ولا أداوم يومين؛ لكنه مرات: ينزعك من وسط جميل وغني وعميق؛ لتذهب ممعناً في الوحدة، محني الظهر تكتب وتكتب.. وتكتب.. ما أجمل كلمة (ت ك ت ب)! أليس كذلك؟

* هل تعتقد أنك بطلٌ لمرحلتك التي صارعت فيها طويلاً، وإن كان ثمة بطولة، فمتى سيؤمن بها الناس من حولك؟

- لا أكتمك القول إنني أشعر الآن بأنني بطل المشهد الحالي. البطولة والتاريخ والعلم كلها مصادفات، فبطولتي فيها نوع من تحدي الذات، فالذات مسمومة بالخوف وجبانة، والوعي درع الروح، والتحكم في الوعي هو سيف المثقف. فقد جعلوني بطلا، تقصداً؟ ربما؛ لكن لا تنس أنني شريك في تحويلي إلى بطل، وأنني ناتج العملية، أي (الكل)! ولكن:
لا تبتغوني لكم بطـــلاً
إنني رجل حرضته المنايا على نفسه
صار السيف بيني وبين رغيفي

جار الله الحميد..
أحزان برية ورائحة المدن

القاص والكاتب: مفلح العدوان

في المجتمع الرقمي الحديث هناك عرف يركز على أنه من عنوان منتداك أعرف تفكيرك، ولهذا فالعنوان الذي روّس به الأديب الكاتب السعودي منتداه هو "هنا نختلف..لكي نتعارف"، وكانت هذه الفاتحة لرسم صورة للمبدع جار الله بن يوسف الحميد، ابن حائل صاحب "أحزان عشبة برية" و"وجوه كثيرة أولها مريم"، و"رائحة المدن" و" ظلال رجال هاربين"، وهو أيضا في تقديمه لموقعه هذا صادم بصراحته حين يقول: " من الطبيعي أن يكون المنتدى الإلكتروني الجاد قليل الحظ من المتابعين والمشاركين، لأن تجربة مجتمعاتنا المحلية مع الكلام المدون تنطوي على نوع من (تفنية) الخوف".. وفي فقرة أخرى يضيف: "ويكره مجتمعنا الكلمة المقروءة، ويمارس مقاطعتها وذلك لأنه (كما يدعي!) يعرف مقدما أن الكلام لا يجر إلا الكلام".
ربما هذا التواصل الرقمي، أتاح الفرصة أكثر لقراءة كتابات المبدع جار الله، وجعل إيقاع التوق بأعلى مستوياته لمتابعة كل جديد، وقراءة كل كتابة يبدعها واحد من أبرز رموز الأدب في السعودية، ورائد من رواد القصة القصيرة، ومبتكر ومجدد في هذا الفن الأدبي، وهنا لا بد من الإشارة إلى أسماء أخرى في السعودية لها إسهامات وحضور على المستوى المحلي والعربي كعبد الله السالمي ومحمد علوان وعبد العزيز مشري وغيرهم ممن أضافوا إلى فن القصة القصيرة، وبنوا مدماكا في حركة تجديد في المنتج الأدبي، وهم رواد ولهم حضور في الأدب السعودي، كجزء من فسيفساء الأدب العربي بشكل عام.
وإذا كان المبدع السعودي جار الله الحميد قد اختار عزلة خاصة به، عرفها المجتمع الثقافي السعودي والعربي، فإن هذا الوضع بالنسبة لهذا المبدع، لا يمكن قراءته بهذه الصورة، فهذه الحالة عند جار الله ليست عزلة منغلقة، ولا سلبية، فهي قد تكون على المستوى الاجتماعي فقط، والتسمية الأصح هي في أنها خلوة، خاصة إذا كان الكاتب يبدع، وينشر، ويستخدم بشكل إيجابي نافذة افتراضية كواسطة بينه وبين من يريد التواصل معه.
وقد يكون ما كتبه الكاتب سعود رشود في جريدة "عكاظ" تعبيرا مشابها عن خلوة جار الله، في خياره هذا بقوله "إن من يعرفونه (ويقصد هنا جار الله الحميد) اعتادوا منه نفي ذاته في خلوته (مجلسه) حيث يمكث طويلا بملء إرادته إلا من أصدقائه الأصفياء الذين عرفوه وتواءموا مع شخصيته الممعنة في الاختلاف والتنوع المعرفي جراء مراحل حياته التي عاشها مع أيديولوجيات متبدلة وإسقاطات عديدة في زمن الانكسار والتحول والتبدل السريع للقيم.. زمن الهزائم وتقهقر الألوان الحاسمة أمام لون الحياد".
وهنا وإذ أستعيد في هذه العجالة بعض تذكرة بأديب سعودي من حائل، ما زال له حضور، رغم أن البعض، ممن تستهويهم تصنيفات الأجيال يحيله إلى أدباء نهاية السبعينيات والثمانينيات الميلادية، والحقيقة أن الإبداع لا تصنيف، ولا جيل له، أشير إلى أن جار الله بعزلته تلك تذكرني بكاتب أردني هو أديب عباسي، كان له حضور على مستوى الإبداع، والفكر، والفلسفة، في النصف الأول من القرن الماضي، حتى أن له مناظرات مع عباس محمود العقاد، لكنه اختار العزلة، آنذاك، لمدة تزيد على الخمسين عاما، لموقف سياسي كان يتخذه، ولكنه في تلك الفترة لم يكن هناك إنترنت، ولا منتديات، ولا مجتمع رقمي افتراضي، فكانت تلك العزلة تشكل حكما بنسيانه، وبغياب فعلي له إبداعيا، ومعنويا، وهذا الحال لا ينطبق على القاص السعودي جار الله الذي تداعى له كل المبدعين، والمثقفين، السعوديين والعرب، ليكونوا إلى جانبه، ولو على المستوى المعنوي، في أزمته الصحية التي عانى منها في السنوات الأخيرة، وكانت نداءات كثيرة من مختلف أنحاء الوطن العربي للالتفات إلى هذا المبدع الذي يعاني معنويا وماديا، ويستحق التكريم كرائد، وكمفكر، ومجدد.

تحت عنوان "أنت رغما عنك"، يكتب الشاعر قاسم حداد في موقعه الإلكتروني قراءة عن "أحزان عشبة برية" لجار الله الحميد، وهي نص على نص، وهي قراءة للكاتب ولما كتب في ذات الوقت: "جار الله الحميد.. هذا البدوي المقذوف في أتون الحداثة. يكتب الشعر ويصوغ عالمه بصورة ورؤية جديدتين. ويتصل بتحقيقها..ويبدو أن القصيدة - عنده - مشروع قابل البدوي للتحولات. فصار يكتب هجساً لقصة جديدة بلغة البدوي الذي سئم الكلام واللغة معاً. لأنه سئم القبيلة. وصار خارجاً. أو كاد".
أسجل إعجابي بجار الله الحميد، مرة لإبداعه المتميز، ومرات لمواقفه التي لم تزع
ها نائبات الزمن ولا تقلباته، ولكن إعجابي الأكثر، والذي أكون فيه منحازا إلى فن القصة، أسجله مضاعفا إلى جار الله لالتزامه بهذا الفن إلى درجة التعصب له، وهنا لا بد وأن أذكر ما قرأت بأنه، وبعد أن نشر فصولا من رواية له على شبكة الإنترنت، وكان اسمها (غربان الشمال البيضاء)، واضطر إلى تغيير عنوانها بسبب جرأة العنوان والمحتوى، لتصير (أنا لا أرتب الفوضى)، ثم لم يستقر على هذا العنوان فغيره مرة ثالثة، وهو بعد ذلك لم يكمل مشروعه الروائي هذا، لأنه رأى بأن القصة أقدر على إيصال صوته، وهو يرفض أن يركب موجة الرواية، متخذا بهذا قرارا حازما بشأن شكل منتجه الكتابي، وبذلك فهو يسجل موقفا إبداعيا، ليس سهلا على المبدع أمام غواية الرواية والترويج لها في ساحات ثقافية كثيرة على أساس أنها ديوان العرب الحديث، لكن جار الله مثلما هو جريء في مواقفه الوطنية والسياسية، هو واضح، وصلب في رؤيته الإبداعية شكلا ومضمونا.

المجلة
27/12/2007