عباس بيضون
(لبنان)

توماس تراسنترومر قال برودسكي انه سرق من صور ترانسترومر. لم يكن برودسكي وحيدا في ذلك فأنا أيضاً سرقت من ترانسترومر عنوان مجموعتي «الموت مقاساتنا». كان لي عام 2005 حظ اللقاء بترانسترومر والحديث معه بالطريقة الوحيدة الممكنة، أي نقل كلامي إلى السويدية ونقل السويدية إلى لغة متفق عليها بينه وبين زوجته. في ما يلي شذرات من هذا الحديث:

كان توماس ترانسترومر على كرسي عادي في مقهى وسط المدينة، أما على كرسيه ذي العجلات فكانت تجلس زوجته، لم يكن هناك أبسط من ذلك ليبدو كل شيء عادياً، ليبدو كرسي ترانسترومر، الذي هو قفصه، ومرضه بالتالي مألوفين تماما بل غير ملحوظين في ساحة البرلمان وتحت شمس الربيع، ترانسترومر الذي رأيت صورته لأول مرة في رسالة بالانترنت من عدنان الصائغ الشاعر العراقي الذي يعيش في الكويت كان مختلفاً عنها، لم يكن على وجهه الإعياء الذي على الصورة ولا الغربة التي بدت عليها وسط المحتفلين به في السويد. كان وجهه مرتاحا بل وفتياً كأن العجز أعاده جزئياً الى نوع من الاستسلام الطفولي للحياة والأشياء، أكاد أقول إن العائلة كانت سعيدة في هذا المكان، كان على الطاولة بعض النقل والبيره، العائلة حول الطاولة في عدم انتظام وكأنها في بيكنيك، توماس يتناول حبة فستق ويضعها في فمه، الابنة تذهب وتعود وجنب ترانسترومر المرأة التي هي الآن كل عالمه تقريباً. جميلة وقوية وحاضرة بقامتها الكبيرة وأناقتها وصوتها، كانت جنب ترانسترومر وعند يمينه وهو في كنفها وديع وصامت ومطمئن. كانت هذه صورته لكن صوته ولغته وجزءاً من ذاكرته في هذه المرأة التي لا يتحرك إلا عبرها. كون الاثنان لغة لهما وحدهما. إنها أصوات ترانسترومر الخرساء وحركات يده وترجمتها هي، ليس الأمر هكذا فحسب، الأرجح أن جانبا من كلام ترانسترومر موجود أصلا فيها وهي تسترجعه من تلقائها وكل طفولة ترانسترومر في جزر البلطيق محفوظة في صدرها. أخباره ولقاءاته وربما بعض أفكاره وقراءاته أيضا لا تحتاج الى كلامه لتجيب عن أسئلة كهذه، إنها تسمعه في داخلها. لا يهمنا فقط التقنية والتدريب اللذين تكبدتهما لتصل الى ذلك، تهمني أكثر «معجزة» الحياة بشخصين في الداخل، بقدرة كائن على أن يكون بالإضافة الى نفسه شخصا آخر. أو أن يحول نفسه وذاكرته الى شخص آخر. أن يوجد اثنان على الدوام مع بعضهما كتوأم سيامي. أو أن يكون للشخص قرينه اdouble بالحقيقي. إنه سحر فعلي يتم ببساطة إنسانية. بالحب وبالاستعداد البشري ليتجاوز المرء نفسه، الحديث يتم عبر حلقات، أسأل بالعربية، يترجم قاسم حمادي «مترجم ترانسترومر» الى السويدية، تلتقط السيدة ترانسترومر الكلام من حمادي تنقله الى توماس الذي بأصوات غير مفهومة وحركات يسلم زوجته الجواب الذي تفكه الى سويدية ينقلها حمادي الى العربية. إنها عملية تشبه الأواني المستطرقة، مغامرة صغيرة تتحقق في عدة مراحل للوصول الى الهدف المحبوس في غرفة مغلقة، لاستخراج هذا الرصد المحروس في صمت ترانسترومر الذي شلته جلطة دماغية وأفقدته صوته. عملية طويلة نسبيا وتحتاج الى كثيرين للحصول على هذا الكلام الذي قد يكون أيضا غير مقروء أو ممحو أو محيّر. واحد من موضوعات توماس الأثيرة في شعره تأمل العالم والأشياء كنص ممحو وغير مقروء. الأرجح أن صمته قريب من شعره، إنه يبقى معلق العينين بهذا الذي لا يقدر على تهجئته، هذا النص الذي ينتقل من ترجمة الى ترجمة بدون أن يفصح أو يبين. كنا نحن الأربعة، بدون أن ندري، نلعب شعر ترانسترومر الذي قال إن الشعر بالنسبة له ترجمة، نظرة الى الشعر أجدها أصوب من اعتبار ان الشعر هو اللغة الأصلية، الشعر ترجمة بكل ما تعنيه الكلمة من انحراف عن الأصل وأخطاء لغوية.

شعر ترانسترومر كان مفاجأة لي. كنت بدأت الملل من جادات الشعر الكبرى. بدا لي أن شعر ترانسترومر بدون أن يستفز الذاكرة وبدون أن يدخل في تجريب مقصود أو بدون أي تنكر للشعر لا يبني على مثال شعري قائم. لا يتعمد شعر ترانسترومر أي صدمة ولا أي إبهار أو أي تفنن صارخ. وبدون أي نزوع تدميري أو هجومي أو انقلابي على الشعر يجد طريقه الجانبي والفرعي. طريقه وحده الذي يضعه ليس ضد أحد ولا في منافسة مع أحد.
ليس في الوسع ترسم هذا الطريق. إنه جديد لكن الجدة ليست مطلبه الأول. بل ربما يهمه أكثر أن يكون جديدا قديماً. أو يكون جديداً بدون ماركة الجدة ولا إعلاناتها. إنه مختلف وجديد لأنه اختار مدخلاً ليس مجهولا بقدر ما هو مهمل. مدخلاً غير إمبراطوري ولا مكرس. لقد بدأ من مكان آخر، وبدون أن يقصد وجد إمكاناً آخر للشعر، بل أتاح للشعر أن يبدأ في مكان آخر، لا بد أن مفهوما أكثر توسعا أو أكثر إزاحة للشعر هو الذي سمح بذلك.

قد يكون صعباً أن نقول من أين يبدأ هذا الطريق، لنقل إنه ليس معبدا ولا ملكيا، لذلك نفترض أن هذا الشاعر لا يبدأ من مكان ممهد أو مصقول، نفترض أنه يبدأ من مكان لا يزال فيه قدر من الوعورة والوحشية، وأنه يمهد وسعه لكن أجزاء برية وفطرية تبقى مع ذلك، فهذا الشعر ليس دائما منقى أو مصفى، إنه على طريقة بعض القطع الخام، ما يهم هو شيء كالموسيقى الحديثة، إيجاد موسيقى في كل صوت وفي ما لا إيقاع له، أو الفن الحديث الذي يجد الجمال في المهمل والمتروك وفي كل مادة وكل شكل، يبدو ترانسترومر وكأنه يبحث في طريقه عن جمال كهذا، أي في ما يلقى على الطريق أو يهمل أو يعتبر عاديا أو مستهلكا أو مهجورا أو غير مصقول وبريا. كل ذلك لا يتعمد ترانسترومر أن يصطفيه لشعره لكنه يجده ويلتقطه ويتأمله. عليك أن تكون شاعرا أولا، أن تملك هذه القدرة على تكليم الأشياء أو على مساءلتها وليس على العالم أن يكون شعرا. إذا كان الرسام الصيني لا يجد فاصلاً بين الخارج والداخل فهذا تقريبا ترانسترومر، لذا يبدو شعره كلوحة صينية تضع عالما في مربع، عالما بكامله والرسام لا يظهر، انه الريشة التي أحيت ذلك كله. حين يرسم ترانسترومر طريقاً ساحلية او مضيقاً بين جزيرتين فإن الشعر هنا هو الريشة التي ترسم، والتي قرأت اللحظة الهاربة وربما الإشكالية لجذع مقطوع او لسنة نوم على مقعد خلفي، او لتوقف باخرة. او لمرأى غابة، اللحظة الإشكالية والهاربة التي تصادف شاعراً هو في قرارة نفسه ايضا حطاب وقائد سفينة وسائق سيارة. ليس شاعراً فحسب لكنه ايضا جده القبطان وهو ايضا المتجول والسائح، انه بالتأكيد قادر على ان يتكلم تقريباً مثلهم لكن بلغة شاعر ومهنة شاعر، الشاعر هنا يمكنه ان يغني عن الناس وان يتقمص حيوات عدة، وان يكون ايضا سويديا عاديا من أهل الجزر وممن ذاكراتهم مليئة بالشطآن والجليد والغابات. انه الشاعر الذي العالم بالنسبة له ايضا عمل شعري، الطبيعة متكلمة وحاضرة، الشاعر الذي يفهم ان الشعر يبدأ ايضا مع رحلة في العالم، رحلة في الخارج، في خارج لا يزال في احيان كثيرة كتلا وركاما، او احجاراً خشنة او مفاتن خبيئة، عالم ينتظر ان نراه، اولا ان نكلمه بلغة الشعراء.

ربما لهذا يبدو ترانسترومر قادراً بجدارة ومعلمية ايضا على ان يتخطى الشعر، ليس نحو شعر اعلى ولكن بالعكس. انه كالفنان الحديث يوكل للفن اعادة تشكيل الاشياء، الاشياء الكثيرة التي لا تنتهي، وكمثقف حديث يحول الشعر الى نص والى خطاب، انه بالنسبة اليه طريقة نظر، حساسية وليس طوبى قائمة بذاتها، يملك الشعر بالطبع هذه القدرة على تخطي القصيدة وتخطي اي قالب، انه موجود اولا كمستوى من حياة. شعر ترانسترومر يجعل الشعر تقاطعا، انه قابليه، انه جاذبيه او بؤرة استقطاب لنصوص عدة، انه ايضا اعادة تأهيل للبداهة والحكمة والمعرفة العلمية والذكريات والاخبار والسرديات والسياسة والتأمل... الخ. لنقل ان ذلك لا يعني استبدال الشعر لأي من هذه، ولا يعني انه معرفة كلية وكاملة، يعني انه نقطة جذب لشوارد كلام ونصوص من كل مكان والشاعر هو في صناعة لحظة شعرية، مس شعري من كل ذلك، مس شعري فما يجمع ترانسترومر برينيه شار الفرنسي هذا المس. انه الشرارة التي تنبجس فجأة من ملامسة محتدمة ومتدرجة للعالم، الشرارة التي تبدو خلاصة كبيرة من خلاصات العالم، اشارة كبيرة من اشاراته.

وعد بالمعنى لكن ايضا انفجار للمعنى. هكذا يبدو خيال ترانسترومر مشبعا بكل العناصر والمواد التي تسبقه. انه في الواقع تحويلها الى مادة مشعة، الى نقله هائلة للوعي، والى حدث تحويلي والى نوع من وجود عيني، عيني للفكرة، لنقل انه يعطي للمجازات ما يشبه الكشوفات، الكشوفات الاثرية ربما، ففي لعبة الخيال الهائلة تنكشف للأشياء ذاكرتها وتاريخها ونواة وجودها.
ربما لذلك تبدو مجازات ترانسترومر هي تقريباً معانيه، انها تقف بالمعاني عند هذا الحد، بل انها تَمَرئيها البعيد السري وغير المقروء. رحلة ترانسترومر اشبه ما تكون بما يرويه عن قدرة جده على الانزلاق بالمراكب بين الجزر داخل المضائق التي تتقارب حافاتها الى حد مخيف، انها تجربة مذهلة بالطبع ويتراءى لنا ان ما يفعله ترانسترومر بالشعر شيء مماثل، انه يسوقه بين المنعرجات والمضائق والمنعطفات الضيقة. انه نوع من انزلاقات متصلة، مداورة للمعاني وتخايل وظهورات سرابية لها لكن الشعر يقترب بقدر ما يجانب، ينزلق بينها بدون ان يحصرها او يعينها، انه دائما في«المقاربة» في «الدوران حول» بدون ان يعين او يسمي او يقبض على المعنى، في ذلك تزدوج عمليتان: الدقة وحتى الوضوح مع المجانبة والمداورة.

في ما يلي الحديث مع ترانسترومر:

* شعرك مليء بالمخلوقات والنباتات والمعالم، إنه شعر بيئة، نوع من كتاب طبيعيات شعري. هكذا أرى علاقتك بالطبيعة فأنت من الشعراء الحداثيين النادرين الذين هم شعراء طبيعة.

- السويد بشكل عام دولة حضارية والدين الكلاسيكي أي الكنيسة لا يلعب دوراً كبيراً في حياة المواطنين. لذا يتوجه السويديون، بدلاً من الدين، إلى الطبيعة في بعض الأحيان... إلا انهم لا يتوجهون إلى الطبيعة فقط لأجل الدين.

نا نشأت مع والدتي ولم يكن والدي موجوداً... وأجدادي لجهة والدتي كانوا بحارة، البحارة يسكنون الجزر عادة. وأذكر جزيرة «رونماره» التي كنت أزورها وأقضي صيفياتي فيها وأنا بعد صغير.
تلك الصيفيات تركت أثراً كبيراً في نفسي... فالطبيعة هناك كانت لا تزال عذراء.

* تتكلّم كثيراً عن الموسيقى في شعرك...

- عندما كنت أتابع دراستي الثانوية في استوكهلم، كنت في صفّ يهتمّ غالبية طلابه بالأدب. ومنذ ذلك الحين بدأت أقرأ شعر السورياليين الفرنسيين. في السادسة عشرة أو السابعة عشرة من عمري بدأت أقرأ الشعر وأكتبه.
عندما رحت أكتب الشعر قرّرت الاستمرار في ذلك حتى أصبح في ما بعد شاعراً، على أن تبقى الموسيقى هواية. فأنا كنت أشعر بأن العلاقة تكون أسهل وتعطي فرحاً أكبر عندما يكون المرء هاوياً للموسيقى أكثر منه موسيقياً محترفاً.

* أي من الشعراء السورياليين كنت تقرأ في تلك الفترة؟

- على الرغم من أن ترجمة تلك الأشعار، في ذلك الوقت، لم تكن دقيقة جداً، إلا انها كانت بالنسبة جيدة لأنها تركت أثراً في نفسي. أيضاً، قرأت لغير السورياليين الفرنسيين، قرأت »إليوت« وشعر أميركا اللاتينية.

* في شعرك أحداث وأسماء... نلاحظ أن »رينو إيغو« يتكلم عن شعر ترانسترومر وعلاقاته بنظريات الفيزياء... يذكر نظريتين كبيرتين ويجد معادلاً شعرياً لهما عندك. أحببت هذه المقابلة ووجدتها واعية وجدية. هل من فيزياء في شعرك؟ وإلى أي مدى يرتبط شعرك بالعلم؟

- ربما تكون الفترة التي عشت خلالها في الطبيعة أثّرت بشكل غير مباشر على صياغة أشعاري... الأمر الذي أوحى بأن هناك فيزياء في شعري.

* شعرك ليس فيه أوهام. إنه شعر لا يعلّق أملاً على أي وهم. شعر لا يؤكد شيئاً ولا يحوي يقينيات.

- في أعماقي، هناك دائماً اعتقاد قوي بأن جميع الأمور تنتهي بطريقة خيرّة وبسعادة. لذا آتي بالأمل لي ولأشعاري. لا يأس عندي... هكذا أعيش حياتي.
اكتسبت الأمان الداخلي خلال الفترة التي عشتها مع جدّي لوالدتي الذي كان بحاراً. فهو كان يقود السفن بين الجزر الصغيرة وفي المضيقات الضيقة... وكان هذا أمر محفوفاً بالمخاطر. أكسبتني هذه التجربة شيئاً غير مرئي خلق عندي نوعاً من الأمان الذي طبع أشعاري التي كانت تنمو ببطء. كنت أكتشف فيها الأمل وأترجمه كلاماً.

* في شعرك احترام للأشياء... الأشياء تعيش وتتنفّس. ما مصدر ذلك؟

- دائماً أُسأل ماذا أقصد في أشعاري... «ماذا تقصد أنت هنا؟ ماذا تقصد بهذه الشجرة؟ بهذه المكتبة؟». أقصد أن هذه هي الشجرة وهذه هي المكتبة... موجودتان. من هنا أتى الاحترام تجاه الأشياء. الأشياء التي أكتب عنها موجودة... هي حقيقية وليست وهمية.
أشير هنا إلى مجموعة قصائد كتبتها أسميتها »بلطيقيات«. في البلطيقيات على سبيل المثال، دفتر ملاحظات يعود لجدّي. هو موجود... ليس من نسج خيالي. هو موجود في منزل صيفي على الجزيرة... منزل ما زال قائماً حتى يومنا هذا منذ القرن الثامن عشر.
الأمور التي ذكرتَها عن الجمال ليست مرتبطة بالجزيرة التي أعيش فيها وحسب، بل بمنطقة البلطيق بشكل عام. أيّ شيء كان يؤثر بي هناك، كان يشكل بداية لقصيدة جديدة أو لتعبير جديد.

* كيف هي علاقتك كشاعر بالفلسفة؟

- لم أهتمّ أبداً بالفلسفة... ومنذ البداية والشباب الأول لم أحفل بها. لطالما كانت الفلسفة بعيدة عني. لم أشعر بأن لي أية علاقة بها. وكان الاهتمام الأكبر الذي انكببت عليه هو تاريخ الأدب وتاريخ الأديان وعلم النفس. حتى في أشعاري، أنا لا أفلسف الأمور.

* كتبت شعراً وكتبت نثراً كذلك. متى الشعر ومتى النثر؟

- ساعة يأتي الوحي يظهر إذا ما كانت الكتابة شعراً أم نثراً. عندها أتبين إذا كان من الأفضل أن تأتي هذه الكتابة نثراً أو نظماً.

* في أشعارك، تتكلّم دائماً عن أشياء غير مقروءة... رسائل غير مقروءة... طبيعة غير مقروءة... وكأن الشعر ليس لتوضيح الأشياء ولا لقراءتها بل لإنشاء سرّ في مقابلها... سرّ آخر مقابلها...

- عندما تقرأ آخر ما كتبته »اللغز الكبير« تحصل على جواب يفيد بأن أشعاري ليست أجوبة على قضاياً معيّنة... هي ألغاز مقابل أسئلة. هناك دائماً العالم المجهول.

* في شعرك تحاول رفض ونقض مفهوم الأنا. تحاول تدمير الأنا إذ انها دائماً مفتوحة على الخارج... الأنا دائماً تحت أنظار الآخرين، على الرغم من ذلك فإن شعرك سيرة...

- الأنا غير واضحة... هذا صحيح. لكن كلّ أشعاري هي سيرة ذاتية...

* أودّ أن أبدي مجرّد ملاحظة... فعلى الرغم من تكريس حياتك للشعر إلا ان انتاجك غير كبير...

- يتساءل الجميع لماذا انتاجي محدود. وكثيرون هم الذين يعتقدون بأن هذا الكتاب هو كل ما أنتجته... لكن هذا غير صحيح. فهناك مسودات أكثر بعشرات المرات مما هو منشور... لكنني لم أصدرها لأنني أشعر بأنها غير مكتملة. هي مسوّدات. وإذا لم تكتمل القصيدة فمن غير الممكن أن أنشرها. وهذا أمر يعود إلى التحرّر من كون الشعر مصدر لقمة عيشي...
- كان لي زملاء كثيرون ينتمون إلى اليسار السويدي، وأنا لم أكن أبداً من المحافظين أو الرجعيين. لكن رحلاتي إلى دول البلطيق جعلتني أكتشف كم هو مخيف ما هو حاصل وما تمارسه السلطات الحاكمة الشيوعية من قمع.

* أريد أن أسأل هل الشعر حقاً، كما هو مذكور هنا، مهم في الثقافة السويدية، أكثر مما هو النثر؟

- عندما يقرأ المرء الصحف اليومية السويدية وخاصة الصفحات الثقافية، فإن هذا يولد لديه ارتباكاً إذ لا مساحة كافية للشعر. وعندما يقصد المكتبات يكتشف أن لا مساحات كافية لبيع كتب الشعر... إلا انه عندما تنظم الأمسيات أو الندوات الشعرية، يفاجأ المرء بحجم الجمهور الواسع الذي حضر.

السفير
14 اكتوبر 2011