صدر عن دار البدوي للنشر و التوزيع بتونس (2014) ديوان الشاعرة الكرواتية لانا ديركاك "من صفّ ناطحات السّحاب ؟.. و قصائد أخرى" (في 180 صفحة) مترجما إلى اللغة العربية، و قد أنجز الترجمة الناقد و المترجم بنعيسى بوحمالة الذي قدّم لها بتمهيد يسلّط الضوء على تجربة الشاعرة و يبرز موقعها من الشعريّة الكرواتية المعاصرة..
على سبيل التقديم
لعلّ قدر كرواتيا الجغرافي و التاريخي و السياسي الذي جعل منها عقب الحرب العالميّة الثانية و اندحار النّازية جزءا لا يتجزّأ من دولة يوغوسلافيا الفيدرالية، التي ستأتلف من ستّة كيانات هي صربيا، الجبل الأسود، سلوفينيا، البوسنة و الهرسك، مقدونيا، و كرواتيا، على يد الزعيم التاريخي، الكاريزمي، جوزيف بروز تيتو (ذي الأصل الكرواتي)، و ذلك حتى مطالع تسعينيّات القرن الماضي لمّا انبعثت، إثر غياب الأب المؤسّس للأمّة اليوغوسلافية عن الأنظار و انهيار جدار برلين و تفتّت الاتحاد السوفياتي و استعادة دول المنظومة الاشتراكية لهويّتها اللّيبيرالية السابقة، التّطلعات المحلّية و تأجّج معها خيار الاستقلال كبديل لاتحاد قسري أملته حيثيات أصبحت في ذمّة ماض متباعد و انهضمت معه، بالتالي، الخصوصيّات التاريخية و المجتمعية و الثقافية.. لعلّ هذا القدر سوف يستتبع، بالضّرورة، التّعاطي، لا النقدي و لا الإعلامي، مع الأدب الكرواتي من داخل المشهد الأدبي اليوغوسلافي العامّ من غير ما مراعاة لذاتيّته على صواعد الموضوعات و التعابير و الأداءات و الجماليات، ناهينا عن خلفيّته التاريخية و المجتمعية و الثقافية المخصوصة. و كان لابدّ من انتظار انفصال كرواتيا، المبكّر نسبيا قياسا إلى الكيانات الأخرى، عن الاتحاد اليوغوسلافي لتنزاح معه عقدة الحديث عن أدب كرواتي مستقلّ ثمّ لينكبّ، كنتيجة، فرقاء الشّأن الأدبي الكرواتي على إحياء ذاكرتهم الأدبية الجمعيّة العريقة و النّهوض بالمنجز الذي حقّقته الأجيال السابقة في ظلّ النّظام الاتحادي بما يخوّل للأدب الكرواتي، في كافّة حقوله و تلاوينه، مكانته المستحقّة بين الآداب الأروبية و العالمية.
و عليه، فعند حديثنا عن الشعر الكرواتي المعاصر، و هو ما يعنينا في هذا المقام، فنحن نقصد الشعر الآيل إلى الفترة التي تبدأ مع نهاية الحرب العالمية الثانية و تمتدّ حتى أيّامنا هذه. و في هذا الإطار هناك شاعران مفلقان سوف يبصمان مستهلّ هذه الفترة ألا و هما الشاعر جور كاستلان و الشاعرة فيسنا بّاران. فلقد طوّرا ضربا من أصالة متوسّطية جدّ ثريّة تلتئم في نطاق صورها الشعرية المؤتلقة تداعيات الطبيعة و الطفولة إلى الجوار من تراجيديا الحرب و التّصدعات الإنسانية، هذا دون القفز على الدّور الذي سيكون للشاعرين السلوفينيّين الكبيرين، دوبريزا سيزاريك، الذي برع في تمثّل الطبيعة و شعرنتها براعته في إبداع قصائد تأمّلية و اجتماعية، و دراغوتان تاديجانوفيك، المعروف بقصائده العميقة التي يستثمر فيها رصيد طفولته، في التأثير على كثير من أوجه النّشاطية الشعرية و مدّها بمرجعيّة هادية و محفّزة.
كذا سينضوي الشعر الكرواتي، تلقائيّا، إلى نفس المسار الذي سيسلكه الشعر الأروبي في عالم جديد يأخذ بتلابيت تشكّله في جهومة الخراب الذّريع الذي خلّفته كارثة الحرب العالمية الثانية، و هو ما يتجلى في النصوص التي آوتها لزمن لا يستهان به مجلة "حلقات"، خلال الخمسينيّات، و التي ستحمل توقيع كلّ من الشعراء، سلافكو ميهاليك، إيفان سلامنينغ، أنتان سوليجان، جوزيب بّوبّاسيك، نيقولا ميليسيفيك، ميليفوج سلافيسيك، غوتوفاك فلادو..؛ و الشاعرة فيسنا كرمبّوتيك. و بحلول عقد الستينيّات سيتخلّق جيل جديد سوف يجعل من التجريب و الإضافة معتقا إبداعيّا الشيء الذي ستثمر معه المدوّنة الشعرية مواهب خلاّقة ستكون لها بصمتها الدّامغة في الكتابة و التّخييل الشعريين، و ستكون مجلة "عقل" بمثابة الصوت النّاطق بطموحات هذا الجيل القويّة و النّوعية، و من ألمع شعرائه ماط غانزا، دوبرافكو هورفاتيك، آنط ستاماك، نيكيكا بّيتراك، زفونيمير ماركونجيك، تانكو مارويفيك، دانيجيل دراغوجيفيك..
و ما إن حلّ عقد السبعينيّات حتى نضج تبلور قرائح شعرية أخرى ستستفيد من رفاهية التعبير الشعري التي أتاحتها موجة ما بعد الحداثة في الأدب الغربي و ستستمرّ هيمنة هذه القرائح حتى حدود أواخر الثمانينيّات موسّسة، هكذا، مفرقا حاسما في الشعرية الكرواتية المعاصرة ستبين عنه النصوص التي استضافتها أعداد مجلاّت "قضايا" و "أوف" و "النّصاب القانوني" لكلّ من الشعراء، جوزيب سيفير، برانيمير بوسنجاك، إيفان روجيك ناهاجيف، بوربين فلادوفيك، لوكو بّالجيتاك، زفونكو ماكوفيك، سلافكو جيندريكو، ميلوراد ستوجيفيك، هومس برانكو، بيغوفيك سيد، برانكو سيجيك، ديليمير زيزيكي، باجيك كريزيمير..؛ و الشاعرتين سونجا مانوجلوفيك و زاغار آنكا.
على أنّ جملة من الأصوات الشعرية المنتمية بدروها إلى موجة ما بعد الحداثة، و التي ستنفرز عنها عشريّة التسعينيّات، ستمنح الشعرية الكرواتية المعاصرة طراوة لا يستهان بها مضفية، على هذا النحو، قيمة مضافة على هذه الشعرية ستبرهن عليها قصائد شعراء شبّان نابهين من أمثال ميروسلاف كيران، بوريس مانورا، إيفان هيرسيغ، إيفيكا بّرتيجاكا، دافور سالات، إيرفين جاهيك، توميكا باجسيك..؛ و شاعرات شابّات نستحضر منهن كلاّ من لانا ديركاك، جوزيفينا دوتبيغوفيك، دورتا جاجيك، آنا برنارديك..؛ و عديد منهم سيتناول مخلّفات و جروح الحرب الأهليّة اليوغوسلافية كما أنّه بالإمكان التقاط نبض الفلسفة الوجودية الجديدة في أعمال البعض منهم / منهن. و مع إطلالة الألفيّة الثالثة ستتّسع أكثر البّانوراما الشعرية الكرواتية و تتراكب ملامحها و من ثمّ فبالإضافة إلى الأسماء المومأ إليها لا تني تنضمّ إلى رحاب هذه البّانوراما أسماء جديدة نابهة، مثل ماركو بّوغاكار، عاملة على توكيد جدارتها من خلال قصائد و دواوين واعدة.
و إذن إلى هذه الموجة تنتمي الشاعرة لانا ديركاك التي يمكن تكثيف سيرتها الحياتيّة و الشعريّة في العناصر التالية: فقد ولدت يوم 22 يونيو 1969 ببّوزيغا، و تابعت دراستها بكلية الفلسفة التّابعة لجامعة زغرب. تكتب الشعر و المسرح و القصة القصيرة و قد نشرت نصوصها في عدد كبير من الجرائد و الدّوريات و الأنطولوجيات الكرواتية و العالمية، كما نشرت لها قصائد في "بابل الشعرية" (مشروع منظّمة اليونيسكو بروما) و في "قصائد فوق دوبروفنيك تحت المطر" (المشروع الشعري المشترك بين كرواتيا و الشّيلي). شاركت في الكثير من الملتقيات الأدبية، محلّيا و دوليّا، منها المهرجان العالمي للشعر بزغرب.. المهرجان العالمي لكورتيا دي أرغيس ضمن أمسيات الشعر برومانيا.. أمسيات الشعر بشتروغا (مقدونيا).. المهرجان العالمي للشعر بكوالالمبّور (ماليزيا).. مهرجان كريتيا الشعري (الهند).. الأنشطة الشعرية لمعرض وادي الحجارة الدّولي للكتاب (المكسيك).. المهرجان العالمي للشعر بلوبيانا (سلوفينيا).. ترجمت أشعارها إلى ما يناهز أربعة عشر لغة و حازت، جزاء جهدها الإبداعي المثابر، على جائزتي "زدرافكو بّوكاك" و "دوهوفنو هراس" الشعريّتين. أصدرت سبعة دواوين شعرية هي كالآتي:
"صليب بجانب الطّريق" (فانكوفسكي 1995).
"ملجأ مضاء" (زغرب 1996).
"حوّاء عبر صندوق البريد" (زغرب 1997).
"صندوق حديدي من أجل الظّل" (كارلوفاك 1999).
"الغابة ترسل إلينا شجرة عبر البريد الإلكتروني" (زغرب 2004).
"حفل عري الصّمت" (زغرب 2006).
"من صفّ ناطحات السّحاب ؟ " (زغرب 2006).
كما صدر لها، بالتّعاون مع زوجها الشاعر دافور سالات، ديوان مشترك موسوم ب "همس فوق الإسفلت" (وادي الحجارة، المكسيك 2006)، و كتابان يضمّان مختارات شعرية، الأوّل بالاشتراك دائما مع زوجها و يحمل عنوان "القاهرة في زغرب" (زغرب 2006) و فيه مختارات شعرية من القصائد التي ألقيت بالمهرجان العالمي للشعر بزغرب، أمّا الثاني فبالاشتراك مع الشاعر الهندي تاشوم بّوبيل راجيفان و عنوانه "الكلمة الثالثة" (كلكوتا، الهند 2007) يمثّل للحساسيّة الشعريّة لما بعد الحقبة الاشتراكيّة. هذا و سيظهر لها، بالموازاة من إصداراتها الشعرية، كتاب يجمع مسرحيات قصيرة (زغرب 2006) و مجموعتان قصصيّتان هما "لننصت إلى الملائكة" (زغرب 2003) و "راية الغبار" (زغرب 2009).
و في إطار العناية بمشروعها الشعري العميق و المائز، و احتفاء بكدّها التّخييلي اللاّفت، ستحظى تجربتها، كما أشرنا، بنقولات إلى لغات عالمية مختلفة، و كمثال الديوان الذي نقوم بوضعه بين يدي قرّاء العربيّة، نقلا عن اللغة الفرنسيّة، "من صفّ ناطحات السّحاب ؟" مردوفا ب "قصائد أخرى" ستنتقيها الشاعرة من المتن الشعري الذي راكمته على مدى سني عمرها الإبداعي و تتوزّعها مجاميعها السّت السّابقة. هذا و سيتولّى ترجمة القصائد من اللغة الكرواتيّة إلى اللغة الفرنسيّة كلّ من توميسلاف دريتار و جيرار آدم، و سيصدر الديوان، بمؤازرة من وزارة الثقافة بكرواتيا، عن دار النشر M.E.O ببلجيكا عام 2010. و لربّما تعتبر ترجمتنا هذه أوّل ترجمة لديوان شعري كرواتي كامل إلى اللغة العربية، إذ لا يتعدّى الحضور الشعري الكرواتي في السوق الثقافية العربية، وفقا لتتبّعنا، جملة قصائد متفرّقة، لهذا الشاعر أو ذاك، نشرتها بعض الجرائد أو المجلات أو المواقع على شبكة الإنترنيت و أساسا بكلّ من مصر و المغرب و الخليج العربي.
إنّ لانا ديركاك، بحكم تربيّتها الشعرية المابعد حداثية لتحسّ نفسها معفاة، إن رمزيا أو كتابيا، شأنها شأن مجايليها، ممّن طوّعوا، و طوّروا في آن معا، منجزات قصيدة النثر الكرواتية و الغربية، من عبء أمّة يوغوسلافية واحدة. هكذا، و بقدر ما كان الرّعيل السابق العملاق في الشعريّة اليوغوسلافية، كالبوسني عزّت سراييج و السلوفيني دوبريزا سيزاريك و الكرواتي سلافكو ميخايليك..؛ يعتبر التزامه الشعري بيوغوسلافيا واحدة، متعالية، فوق التزامه بإقليمه الأصلي و شؤونه المتضائلة فإن الفاعلين الجدد في الجمهوريات الوليدة يكادون يتمثّلون زمن الوحدة السياسية و الثقافية بوصفه ذكرى عرضيّة و فاترة.
و الشاعرة كذلك، أي بإزاء تحوّل كهذا، فإنّ نصوصها الشعرية لتنبسط أمام عياننا منشدّة إلى هويّتها الكرواتية القحّة و، بالتالي، إلى محلّيتها، انشدادها إلى أفق إنساني شامل تتقاطع في رحابته مختلف الألسن و النّبرات و الأخيلة و الرؤيات الشعرية. و إذا ما كانت لانا ديركاك تتصدّر حاليّا، و عن جدارة، بمعيّة الشاعرة السلوفينيّة المعاصرة ماجا فيدمار، المشهد الشعري النّسائي في شبه جزيرة البلقان كأبرز ممثّلات التيار الشعري النّسائي و المتعهّدات لنبضه التعبيري النّشيط و المتجدّد، فهي فضلا عن هذا، لا تحجم عن تجاوز نطاق شرطها الوجودي الأنثوي المتعيّن و المتضايق و استقصاء، كنتيجة، مفردات و تراكيب و أخيلة أو، بالأدقّ، اجتراح زوايا نظر رؤياويّة أوسع و أبعد و أوفى و أنجع في تغطيّة الكينونة الإنسانيّة في إطلاقيّتها اللاّتجادل إن لم نقل في مفارقيّتها المفتوحة و الشّائكة، مزوّدة في هذا المضمار بمحصولها الفلسفي المكين، نظريات و قضايا و أسئلة، و كذا بإتقانها للّغة الإنجليزية ممّا يفتح أمام مخيّلتها المتوثّبة مرجعيّات شعرية و ثقافية عديدة و مغتنية لا تقدّر بثمن.
إن جملتها الشعرية، في هذا العمل الشعري أساسا، لتبدو، من حيث سجلّها المعجمي، لصيقة، أو تكاد، بالرّباعية الفلسفية الهيراكليتيّة: الماء، الهواء، التراب، النّار، بحيث تستميل مخيّلتها مكنون هذه العناصر و إشاريّتها في ابتناء العالم الشعري الذي تقترحه: بدئيّا، صميما، طازجا، ضدّا على نوازع الاستحداث و العنف و التّدمير التي لا تسفر سوى عن وجود هشّ على مهاد كوني أكثر هشاشة، لذا ليس من المستغرب ملاحظة الاشتغال الحثيث في القصائد لمفردات الماء، الهواء، التراب، النّار، و لقرائنها أو إبدالاتها، كالمطر و الثلج و الضباب و البحر و بحر الأدرياتيك و المحيط الأطلسي و المحيط الهادي و المحيط الهندي.. السّحاب و الرّيح و الإعصار.. الغبار و الرّمل و الصحراء.. الشمس و النّور و القنديل.. و إذ نقف على أنا شعرية مرتّجة، قلقة، ترتحل، مكّوكيا، بين زمن لاهوتي (الملائكة و القدّيسون) و ميثولوجي بامتياز (ديونيزوس، أبّولو، تيزيه، هاديس، أفروديت، بّينيلوب.. توت غنع آمون، الأهرامات، المسلاّت) و زمن راهن تحيل عليه فضاءات متعيّنة (كرواتيا، البوسنة، بودابّيست، شتروغا، باريس، ميكسيكوسيتي، وادي الحجارة، كوالالمبّور، ميلاكا، الهند، بّولينيزيا..) و ما لا يحصى من مشخّصات الحياة الحديثة و رمزيّاتها، تستدرج إلى مدار ارتجاجها و قلقها الخلاّقين ذوات و حيوات و محكيات، ضمن عامليّة ضمائرية تتبادل، و أحيانا تلتبس، معها الأدوار التّلفظية لتستقيم أمام القراءة مشهديّات و توضّعات طافحة مفارقيّة، إن لم نقل فانتازية تغريبيّة و في أضعف الأحوال بّارودية يتفاعل فيها الشعري مع الفلسفي، الوقائعي مع الميتافيزيقي، المتشذّر مع الكلّياني، اتّكاء على لغة شعرية تستثمر، من داخل نفسها النّصي الطويل و كفايتها الكنائيّة و المجازية المتحصّلة، أساليب المونولوغ و الحوار و الاستذكار و الحلم.. تقنيات السّرد و التّبئير و السّيناريو و المونطاج، إذ نقف على هذا نقف، ضمنيّا، على المناخ الدلالي الذي يرين على تجربة هذا الديوان و الذي تشكّل دلالات السّفر و الوحدة و الصّمت و الحبّ و العنف و الإيمان و المعرفة و السّلام و اللاّطمأنينة..؛ نويّاتها الصّلبة التي تتنفّذ في منتسجها العامّ و تجعل من متفرّق القصائد، بأثر من هذا اللاّوعي البنائي و الرؤياوي، قصيدة واحدة مديدة في الأصل بدليل العودويّة الحثيثة لهذه الدلالات عبر كذا قصيدة و في مواقع متنائية، أحيانا، من مساحة المتن.
هو، إذن، نموذج تمثيلي لما يختلج من أصوات و خبرات في شعر كرواتيا، البلد المتوسّطي الأصيل، و ليس هناك، فيما نرى، أفضل من وازع هذا الانتساب في التحفيز على استكشافه، الإفادة منه، الاستمتاع به، و قياس ذبذبته ترجيحا، من يدري، لقرابة رمزية تبقى واردة، بقوّة الجوار، بينه و بين جانب من الشعر العربي المعاصر.. أفليس البحر الأبيض المتوسط، في النهاية، فضاء لمتخيّل مشترك قد تتباين أوجه تصريفه بين الضّفتين لكنّه يظلّ، من حيث الجوهر، واحدا.