( إلى محمود درويش)
     "الشجراتُ الثلاثُ الوحيدات
"الشجراتُ الثلاثُ الوحيدات
كالراهبات" *
يجاورنك الآن 
ينصتنَ
كالزائرات
  *
الشجرات الثلاث الوحيدات 
                              يُطرقنَ
والناس
يأتون 
في موكبٍ
        صامتٍ
يضعون الزهور
          ويمضون 
ما أوحشَ الشجرات..!
  *
  هناك 
على تلّةٍ 
تعصفُ الريح 
تعبثُ بالشجرات الثلاث
وتحملهنّ
بعيداً
وراء التلال
  *
  في انتظارك 
ثَمّ رصيفٌ
ومقهىً
ومستقبلون
ووردٌ كثيرٌ 
          كثيرٌ
وما من قطارٍ يجئ
  *
  يهمسُ الموت:
"ثمّة متسعٌ
- لو تمهلتَ -
للانتظار"
  يهمسُ البحر
حين عبرنا الزقاق إليه
ولم تعترضنا المتاريس:
"ثمة متسعٌ 
للرحيل" 
  يهمسُ الليل 
حين عبرنا الحدود 
وصادفنا الطفل: 
"ثمة متسعٌ 
كي نعود"
  (حين عاد إلى بيته الطفل، مستتراً بالظلام، ولم يجد البيت، آوى إلى حفرةٍ عن عيون الجنود)
  *
  سبعة 
في غرفةٍ مظلمةٍ 
كانوا 
وكان الطفل 
يدعو الشمسَ أن تأتي 
لكي يقرأ فصلاً من كتاب الناس 
كان الطفل 
خلف الليل 
والقضبان في السجن 
وحيد 
  *
  الشجراتُ الثلاث 
          الوحيدات 
               كالراهبات.. 
يملن إلى الأرض 
يهمسن للميْت شيئاً
ويرحلنَ 
كالساحرات 
  * البيت من قصيدة (لاعب النرد)