( إلى محمود درويش)

عبدالكريم كاصد
(العراق/لندن)

عبدالكريم الكاصد"الشجراتُ الثلاثُ الوحيدات
كالراهبات" *
يجاورنك الآن
ينصتنَ
كالزائرات

*

الشجرات الثلاث الوحيدات
                              يُطرقنَ
والناس
يأتون
في موكبٍ
        صامتٍ
يضعون الزهور
          ويمضون
ما أوحشَ الشجرات..!

*

هناك
على تلّةٍ
تعصفُ الريح
تعبثُ بالشجرات الثلاث
وتحملهنّ
بعيداً
وراء التلال

*

في انتظارك
ثَمّ رصيفٌ
ومقهىً
ومستقبلون
ووردٌ كثيرٌ
          كثيرٌ
وما من قطارٍ يجئ

*

يهمسُ الموت:
"ثمّة متسعٌ
- لو تمهلتَ -
للانتظار"

يهمسُ البحر
حين عبرنا الزقاق إليه
ولم تعترضنا المتاريس:
"ثمة متسعٌ
للرحيل"

يهمسُ الليل
حين عبرنا الحدود
وصادفنا الطفل:
"ثمة متسعٌ
كي نعود"

(حين عاد إلى بيته الطفل، مستتراً بالظلام، ولم يجد البيت، آوى إلى حفرةٍ عن عيون الجنود)

*

سبعة
في غرفةٍ مظلمةٍ
كانوا
وكان الطفل
يدعو الشمسَ أن تأتي
لكي يقرأ فصلاً من كتاب الناس
كان الطفل
خلف الليل
والقضبان في السجن
وحيد

*

الشجراتُ الثلاث
          الوحيدات
               كالراهبات..
يملن إلى الأرض
يهمسن للميْت شيئاً
ويرحلنَ
كالساحرات

* البيت من قصيدة (لاعب النرد)