ينظم المركز الثقافي العربي ببروكسيل يوم الأحد 5 أكتوبر على الساعة الخامسة بعد الزوال أمسية شعرية وموسيقية احتفاء بمرور أربعين يوما على رحيل الشاعر الفلسطيني والعربي الكبير محمود درويش.
ويأتي هذا الحفل التأبيني استجابة لدعوة المهرجان العالمي للأدب ببرلين القاضي بتخصيص يوم 5 أكتوبر لإقامة أمسيات شعرية احتفالا بالشاعر وتخليدا لذكراه. وقد خلف رحيله المفاجئ والمأساوي أسى كبيرا في قلوب الملايين من محبيه لإسهامه الكبير في إثراء المنجز الشعري العربي المعاصر والفراغ الهائل الذي سوف يخلفه. ويقول الشاعر المغربي طه عدنان بأن هذه الأمسية "ليست لرثاء درويش. فهو ليس في حاجة إلينا لنرثيه. هو الذي حاور الموت مذ كان على قيد الشعر والحياة. إنها مجرد ذريعة للاقتراب من نار شعره الحيّة المُتقدة والقبس منها بمختلف الألسن واللغات. وإذا كنا نُقدّر حجم الخسارة برحيل الشاعر فإننا سنستعيد قصيدته انتصاراً للشعر. قصيدتُه التي ستظل حيّة بيننا وإلى الأبد".
ويتشكل برنامج هذا الاحتفال الشعري من قراءات شعرية باللغات العربية والفرنسية والإسبانية والهولندية والإنجليزية تهدف أساسا إلى إبراز البعد الإنساني والكوني للمتن الشعري الدرويشي يشارك فيها كل من الشاعرة الفلسطينية بيسان أبوخالد، والقاصة أحلام بشارات القادمة من الضفة الغربية في إقامة أدبية ببروكسيل في إطار موسم "مسارات" الثقافي الفلسطيني، والشاعرة الألبانية بلغي أحمد تاج منصور، والبلجيكية آن مويلارت، والمغربيتين فاطمة مخفي ومباركة النبوتر، بالإضافة إلى المستعرب الإسباني أنطونيو لوبيز بينيا، والمبدعين المغاربة علال بورقية، عبد المنعم الشنتوف، محمد بلمعيزي، غباري هواري، سعيد أونوس، أحمد أمين، رحال بنباقي وطه عدنان ونظرائهم العراقيين ماجد مطرود، ضياء الجنابي، عدنان عادل، مهند يعقوب وزهير الجبوري. كما يحتوي البرنامج على أغان للفنان اللبناني المتألق مارسيل خليفة يؤديها عزيز مكيشري بالإضافة إلى الأخوين طارق وياسر طيري ويصاحبهم عازف العود السوري إلياس باشورة.
وفي السياق ذاته، ينظم الموسم الثقافي الفلسطيني "مسارات" احتفالا شعرياً كبيراً بمحمود درويش يومي 8 أكتوبر بفضاء "لي هول دو بروكسيل" و12 أكتوبر بالمسرح الملكي بمدينة نامور. وجدير بالإشارة في هذا الخصوص إن الشاعر الراحل الكبير الذي قد وافق على رئاسة "مسارات" كان قد أكد مشاركته في افتتاح الموسم، غير أن الرحيل المفاجئ أجل هذا الموعد الجميل إلى ما لا نهاية. ويؤكد المشرفون على موسم "مسارات" الذي انطلق الشهر الماضي وسوف يستمر إلى نهاية شهر ديسمبر 2008 أن كل الفعاليات والأنشطة المزمع تنظيمها سوف تكون مهداة إلى روح الشاعر الراحل وصوته الاستثنائي.
يشارك في هذا الاحتفال فاروق مردم وديديي ساندر بقراءات لمختارات من شعر محمود درويش باللغتين العربية والفرنسية، ويصاحبهما عازفا العود سمير ووسام جبران. وتسبق هاته القراءات شهادات لبعض الكتاب والشعراء من أصدقاء الشاعر الراحل وهم: بريتن برريتنباخ من أفريقيا الجنوبية، خوان غويتيسولو من إسبانيا، إلياس خوري من لبنان، ومن فلسطين كل من ليلى شهيد وإلياس صنبر وفاروق مردم ومحمود شقير.
ولأن شاعرنا الراحل سوف يظل أكبر من كل احتفال أو تأبين، فإن هذه الأمسية وغيرها لا تعدو كونها إسهاما متواضعا في الاعتراف بعبوره الجميل والصاخب في زماننا الثقافي. وإذا كان الصوت القوي والدافئ قد صمت إلى الأبد، فإن لنا كل العزاء في القيمة الجمالية الأساسية التي خلفها في تاريخنا الأدبي المعاصر.