صالح العزاز أحد رواد التصوير الفوتوغرافي في السعودية -
قصائد أخري.. للحياة تنشدها العدسة -

هدي الدغـفـق
(الرياض)

في مقالاته المؤثرة التي نشرتها بعض الصحف السعودية كان صالح العزاز الصحفي والمصور الفوتوغرافي السعودي قد كتبها واصفا حالته المرضية التي فاجأته وهو في سـفـر مع أسرته الصغيرة والتي معها نقل العزاز الى غرفة الإنعاش ،حيث يرقد في أحد مستشفيات هيوستن هناك (ومازال تحت العلاج). ومثلما هو العزاز إنسانا / مبدعاً مملوءاً بحياة الصورة والمعني. في مقالته ذكر صالح: "كنت قبل لحظات مجرد كتلة بشرية موصلة بأسلاك شائكة. كنت مثل مختبر صغير لمدة يومين. وقبل ذلك كنت اسبح في البحر مثل طائر النورس.. وأنا بعد أن حرروني من قبضة هذه الأجهزة والأنابيب.. لست أنا لكنها الرغبة في الحياة. لقد بدأت اليوم أول خطوة في حياتي الجديدة. وقفت علي قدمين مثل الكائنات البشرية الأخرى أريد أن أعود الى أهلي وأصدقائي، الى أمي وخبز أمي، الى زغب الحواصل لا ماء ولا شجر. أريد أن أضع نقطة في آخر السطر وابدأ حياة جديدة ورائعة بمذاق عظيم ومختلف".وصالح العزاز من مواليد عام 1959م. تفرغ للعمل الصحافي في بداية حياته. وتنقل بين العديد من الجرائد والمجلات السعودية في مواقع قيادية ،كما أسهم بكتابة المقالة اليومية والتحقيقات الصحافية في العديد من الصحف المحلية والعربية. وفي المسابقة العالمية لاتحاد المصورين العالمي في الصين عام 1997م حصل العزاز علي المركز الثاني. عند فوزه بالميدالية الفضية.وأقام صالح عدة معارض شخصية كان أهمها حتي الآن معرض بلا حدود الذي أقيم عام 2001م ومعرضه الثاني الذي اختارىالعزاز أن يكون في وسط الصحراء عام 1996م. وعن معرضه ذاك كتب الدكتور محيي الدين اللاذقاني في جريدة الشرق الأوسط مقالة تحليلية تناول خلالها كتاب (المستحيل الأزرق) الذي هو عبارة عن تناغم بين الصورة الفوتوغرافية والصورة الشعرية عند الشاعر البحريني قاسم حداد وصالح العزاز ويذكر في مقالته عن صالح: وفي صور العزاز التي كانت الأصل الأول لسيمفونية شارك فيها أكثر من عازف عين تصرخ بالفرح وتنبه الناس الى ذلك الجمال المنسي في الدهناء، ومدائن صالح، وينبع، وصحراء النفود، والقصيم مسقط رأس ذلك الفنان المصور الذي ترك للآخرين حوريات البحار وتفرغ لمغازلة حورية الصحراء، وطعوس الرمل الأحمر لمن يعرفها كما عرفناها معا ذات يوم علي سفوح طويق حوريات ساحرات الفتنة مكتملات التكوين. وكان صالح قد تفرغ مؤخراً ليعمل في إنتاج الأفلام الوثائقية التلفزيونية والسينمائية بين لندن والرياض. و الرياض وهي ترقب من بعيد مصورها وكاتبها صالح العزاز تضع أمام عين قارئها الكريم بعض صوره من كتابه الأخير (المستحيل الأزرق) الذي تضمن من لقطات العزاز حوالي ثمانين صورة فوتوغرافية من المملكة التقطها المصور والصحافي صالح العزاز علي مدي عشر سنوات.
لا تبدو الصورة التي يلتقطها عقل الفوتوغرافي السعودي صالح العزاز سكونا فحسب.. هي مثل هذا المصور تضج بأوكسجين يبعث بهوائه النقي إلي رئتين تخفقان.. من جديد. بأمل معطر بإرادة..
هكذا يبدو الصحفي والمصور إنسانا في كاميرا صالح... يعني ما يلتقطه. ويعنيه ما يلتقطه.
وهكذا أيضا.. أكمل بقية يومي، بعد الجلوس إلي لقطاته.. فأكتشف أن بقية يومي مملوءة بأفراخ خيال تعشش فيها عدسته الحميمة مثل جناحي طائر أسطوري ضخم

جريدة الزمان-