حسين جلعاد
فلسطين

(مرثية الذين عاشوا في الوطن)

هذه عمّان ...

* * *

لا أم تلم العتمة في ثوبها
و ترش الصبح على العتبات،
لآنس ظلي، و أزهو
      في
          الحبو
              خلف
                  خطاها.

لا بيت الآن هنا
يستدرج خطوي
فأطير 
      إلى
            بابه
مغمض العينين خفيفا

هذه عمّان بلا شجر
هابطا
منها
بالضلع المنزوع
تتبعني النجمات جميعا
إلا إبليس يفتشني
عما أودعتني السماء
و عن أولات الحنين، و ما ضاع:
          من نبرة البدو،
          من بيت تخفق الريح فيه، و من
          عاشق أدرك المعنى
          و لئن غيبته التفاصيل :
بالله يا هبر ما كنت أخا كذب     أو صافحت يدي قط أخوان الشياطين
علام زيف أخوان الخنا وجهي     في الملصقات! ليعلو شر فرسان؟؟

***

هذه عمّان بلا شجر
و" السيل" هنا لا يسيل
و أهلي
ما زالوا في أحلامهم
يخلعون الأزياء العسكرية
كي يردوا بالخيل ويسقونها
من راحات أيديهم

ثيران الشركس هاجعة
لا ارض الآن هنا
لتحك القرن بسرتها
و القرى
غابت
في
الظلال ، ولمت جدائلها

* * *

شارع "السلط" نهر من الكهرباء
وحزن يوحشنا في المساء ،
فتنبت فوق أكتافنا ذكرى البنادق ،
عطر الجآذر ، إذ يعبرن
فيدفق خلف الحمام ناي:
} الله !!
يا قلب ع اللي مشيتك
ما عشق مشاه
و يا ليل ع اللي ضويتك
ما قمر ضواه {

تشقق أضلاعنا
حين نذكر درب النجوم القديم
فنرمي الصمت على شرفات المقاهي
و نقعي على الأرض بكامل بلورنا
لا ظل إلا ظلك 000تشبهنا الجدران ،
فتشهق فينا
والرؤوس مدلاة في الذهول :
كنا نمشي مذ نولد كالخيل ضامرين
لا ذهب
أو رتب
أو عطايا

لم تعد خيلنا تألف الريح منذ حملنا النجوم على أكتافنا
و اعتدنا البيوت الرواسي،
و الابتسام المر أمام المرايا .

* * *

هذه عمّان
و العصافير غيابي
فاغفري يا أم شقاوات الصبا
و شقائي 000
حين سقت الخراف فعادت إليك بدوني
و سلام لأهلي
كلما أشعلوا في سنوات الفاقة ،
نار الكفاف
000سلامي
كلما مر عند مضاربهم ضيف
فشبت النار مع نهوض الرجال :
                                            حيهلا
                                            حيهلا

و السلام علي
كلما همت الخيل نحو الماء
تجر أعنتها
أو صاحت :
                                            يا صاحبي !! @

قمر وحيد

أبيض هذا الليل
و هذا العمر أبيض
فقربي النوافذ من قبة السماء
علي لا أشحب في الليل وحيدا
و دعي ارتجافي يهز وحشة اللبلاب
و يؤنس قناديل الدفلى
على النهر الوحيد غرب قلبي

            سأمر بالشالات
قبل أن أعود كالعرجون القديم
فتعرفني ساعات الحائط
و تبكي....
كأجراس الكنائس
مرة كل عام

ماذا لو ظلت روحي
بين القلائد معلقة
...على طرف السرير !!؟@