ليليّةٌ في ليلٍ عاصف
أصخرةٌ في مهبّ الريحِ ، أنتَ ؟
إذاً
لأيّ معنىً تهبّ الريحُ ؟
ربّتما أرادت الريحُ أن تنأى ... وتهدأَ
أنتَ ، اللحظةَ ، الصمَدُ
والريحُ تعرفُ أن الصخرةَ احتفلتْ بعُسْرِها
فكأنّ الريحَ تُخْتضَـدُ ...
تقولُ :
وحدَكَ
لا أهلٌ
ولا بلدُ ،
وليس مَن تُغْمِضُ العينينِ إنْ دنتِ المنـيّـةُ .
أنت الواحدُ الأحدُ ...
فاهدأْ
وكُنْ مثلَ ما أنتَ :
الطريقُ إلى بغدادَ أعقدُ ممّا كنتَ تعتقدُ .
فاهدأْ
ودعْ طائرَ الليلِ الشحيحَ يقُلْ شيئاً ؛
ودعْ ريحَ هذا الليلِ تـتّـئـدُ ...
لندن 26.04.2012
*****
الهاتـفُ يخـتـنـقُ
كانت تئِنُّ ...
الصوتُ عبْرَ الهاتفِ المبحوحِ مختنقٌ .
وفي طرَفِ الحديقةِ ، عند بابي ، صفرةٌُ من كستناءَ عتيقةٍ .
في نبتةِ الزيتونِ ، ثَـمَّ ، براعمُ اخضرّت ، وأتلعت الرؤوسَ بـخُضرةٍ صفراءَ
كالزيتونِ ...
كان الصوتُ مختنقاً :
أُحِـبُّـكَ !
كيف غادرتَ المدينةَ ، هائماً ، في الفجرِ ؟
كيفَ عرفتَ أن تصلَ المحطّةَ ؟
ليس من تاكسي ، هنا ، في الفجرِ ؟
لا عرباتِ خيلٍ
لا زوارقَ ، بَعْدُ ، في القنَواتِ ...
كيفَ بلغْتَ مُنتبَذاً بلندنَ ، قبلَ أن أصحوْ ؟
أُحِبُّكَ !
أنت دوماً هكذا ...
...............
...............
...............
هل تذكرُ البارَ القديمَ ، هناك في باريسَ ... حيثُ الشاحناتُ ؟
ألم تغادرْ ، فجأةً ، كاليومِ ؟
لكني أحبُّكَ .
أنتَ دوماً هكذا ...
لندن 30.04.2012
القدس
1- مايو 2012