عناية جابر
(لبنان)

جمانة حداد«مرايا العابرات في المنام» مجموعة شعرية جديدة لجمانة حداد، تنبّه على شغف وجدية ومثابرة الشاعرة على الاشتغال بالشعر، أسراره وعوالمه، رقته وقسوته، دواخله الدفينة، ولحمه الطريّ الحي. عن كتابها: «مرايا العابرات في المنام» الذي ليس مرثاة شعرية تستدر الدموع، بل يجيء الموت «من فوق» على ما تقول الشاعرة، كان هذا الحوار:

* تنبّهين القارئ منذ بداية مجموعتك الجديدة بقولكِ: «حلٌّ من اثنين: إما أن تهرب، إما أن تدجِّن موتكَ... لا يُقرأ هذا الكتاب إلاّ بالتدجين». لماذا هذا التمهيد التحذيري؟

إنها، إذا شئتِ، محاولةٌ لتكثيف أجواء هذه المجموعة، منذ البدء، بجملتين تضعان النقاط على بعض حروفها، وأعني بهما: إذا كنتم من عشّاق المراثي وهواة الدمع والنواح؛ إذا كنتم تبحثون عن عزاءٍ أو رجاءٍ أو رأفة؛ إذا كانت ترهبكم فكرة الأشلاء وتنفّركم رائحة الدم الطازج، اهربوا من هذا الكتاب... فأنا لستُ من هواة الشعر «اللطيف»، الحليم، الرحيم، وقد أصبح ذلك بديهياً لمن يعرف كتاباتي. أحبّ الشراسة والخطورة والحافات. الكلمة عندي لتخرمش وتجرح وتسدّد اللكمات، لا لتبلسم ولا، خصوصاً، لـ«تعزف على الكمان». الشعر ليس ليشفي ويربّت الكتف، بل ليزيدني حمّى ومآزق. أنتمي الى اللغة والمخيّلة اللتين لهما مخالب وأنياب، وأنحاز إليهما في قصيدتي. هكذا فإنّ «مرايا العابرات في المنام» ليس مرثاة رومنطيقية تستدرّ التعاطف والدموع، بل كتاب يجيء الموت «من فوق».

* يصدم، في المطلع الأول من الديوان («نثرٌ طائش على سبيل التضليل»)، المشهدُ الجنسي القاسي، ولكن الشعري في الآن نفسه، مع الموت الذي تتخيّلينه «شاباً أسمر وسيماً ذا نظرتين دكناوين». إلامَ ترمين من خلال هذا المشهد؟

هذا النصّ تجسيدٌ لتصوّري عن مواجهتي الخاصة مع شيطان الموت الجميل، ولحظة لقائي به. لا بكاء، لا تذلل، لا هلع، لا مهادنة. بل جنسٌ خالص وفجّ، جنسٌ يُعطى ويؤخذ على السويّة نفسها، متحرراً من كل شعور بالدونية أو توق الى الرحمة. جنسٌ طالع من المسايفة والتحدي لا من الانجذاب، والأول لا يقلّ عن الثاني إمتاعاً. الرعب هنا، إذا كان ثمة من رعب، تثيره شهوة الالتحام بـ«عزرائيل»، بدلاً من الفرار العبثي من مصيرٍ محتوم. هكذا أحبّ أن أرى موتي، وأن أعيشه وأفلسفه وأتأمل فيه وأتواطأ معه. هكذا أحبّ أن أنتظره خصوصاً، من دون أن أذهب الى ما ذهب إليه الكاتب جان أميري حين قال: «أنا أموت، إذاً أنا موجود». فالمقصود باشتهاء الموت هنا ليس التغزل به وتمجيده ومديح الذاهبين إليه طوعاً، بل قصف عجرفته وحرمانه التلذّذ بخوفنا منه. لكن دعيني أوضح أن الجنس في هذا المشهد تحديداً، ليس موظفاً في إطاره الإغوائي أو الإغرائي. إنه جنسٌ «ميتافيزيكي» إذا صحّ التعبير: إيروتيكية سوداء وسادية، تهدف أكثر ما تهدف الى «إذلال» الموت والدعس على رأسه بشراسة وعنف. «أنا لا أهابكَ يا موت»، أقول له. «أنا ندّكَ وأعرف مكائدك سلفاً، فلا ترهق نفسك بمحاولة خداعي»...

ثنائية

* على مستوى التقنية الشعرية، نلاحظ أنك في القصيدة الواحدة تتكلمين باسم الشاعرة تارةً، وتخاطبينها طوراً. حدّثينا عن هذه «الازدواجية».

فعلاً، اعتمدتُ ثنائية الصوت في القصائد لأكثر من سبب. أولها والأهم: أنا مؤمنة بالبعد «المسرحي» للشعر. لا المسرح بمعناه الإلقائي أو الخطابي أو الاستعراضي، بل بمعنى توتّره الدرامي والقشعريرة الروحية التي يثيرها فينا وقدرته على نبش البواطن وقلبها رأساً على عقب. الإنسان أصلاً خشبة مسرح في ذاته، خشبة تتحرّك عليها أصوات لا تُعدّ ولا تُحصى. أحبّ في شعري أن أصيخ الى تلك الشخصيات التي تسكنني. ثانياً، كانت علاقتي بهؤلاء الشاعرات سكيزوفرينية منذ البداية: فمن جهة أنا المنتحرة، ومن ثانية أنا تلك التي تخاطب المنتحرة، وتناديها من ضفة الى ضفة. جاءت هذه «التدخلات» أو التقاطعات التي وضعتُها بين هلالين، وميّزتُها عن سواها، لتجسّد صوت جمانة الشاعرة «الحيّة» في مقابل جمانة الشاعرة «المنتحرة». إنها حيلة بنائية توخيتُ أن أكسر بها مونولوغ الشاعرة لأساعد القارئ في استجماع أنفاسه من ناحية، ولأحفر أعمق (وفي اتجاه مختلف) في علاقتي بها من ناحية أخرى، عبر انتقالي من الأنا الى المخاطب، في كرّ وفر مستمرين. اعتمدتُ أيضاً، بين قصيدة وأخرى، أساليب كتابةٍ ونبراتٍ مختلفة تتناسب مع اختلاف الشاعرات في ما بينهنّ، بينما أبقيتُ صوتي أنا منسجماً مع ذاته، وعلى نغمةٍ واحدة، في النصوص كلّها. كذلك حرصتُ على جعل المجموعة في فلك حركة دائرية، هي حركة الحياة والموت، فتنفتح الدائرة في أوّل الكتاب لتعود وتنغلق في آخره، أو العكس. حتى لا تعود البداية بداية، ولا النهاية نهاية. وهذه حال الحياة والموت.

* هل اتكأتِ على نصوص هؤلاء الشاعرات كمرجع أثناء الكتابة؟ هل شعرتِ بالحاجة إليها؟

لا، على الإطلاق. سأروح أبعد من ذلك لأقول: واقع أنهنّ شاعرات كان ثانوياً جداً، وبلا أي انعكاس على المجموعة. فأنا لم أرتكز سوى على إحساسي بهنّ، وعلى ما كنتُ أريد قوله عنّي أنا من خلالهنّ. في اختصار، هنّ لسن الموضوع (ولو بدا الأمر كذلك، بناء على شروط اللعبة الشعرية التي اعتمدتُها)، بل أنا: أقولها بكل نرجسية وبلا وجل. هنّ «ذرائع» شعرية فحسب، أسقطتُ عليها لغتي وشخصيتي وكلماتي وأفكاري ووساوسي. ليس هناك من «حقيقة» موضوعية في هذه المجموعة سوى أسماء المنتحرات، والسبل والتواريخ التي انتحرن بها. نقطة على السطر. كلّ ما تبقّى ذاتية مموَّهة و«أنانية» شعرية، إلى حدّ إحساسي بالذنب أحياناً! ذنب أني حمّلتُ هؤلاء الشاعرات أناي، ومن خلال أناي كلمات ومواقف وآراء وصور قد لا يوافقن عليها لو أوتي لهنّ الاحتجاج! إنه «انتحال» شخصيات بامتياز. ولكن، لا ضير. ثم إن المنتحرات لسن ملك أنفسهنّ في هذا الكتاب، بل «ملكي» أنا، وملك صوتي الشعري وتجربتي. لقد تقمّصتهنّ وتلبّستهنّ حتى بتن محض أقنعة لي. أقنعة رائعة الجمال، لكنها أقنعة فحسب، تماماً مثلما كانت ليليت قناعاً لي في ديواني الرابع. وأنا هنا لا أستخدم «القناع» بمعناه الخائف، الجبان، المتنصِّل، بل أتوخاه فقط لكي أستثمر بعده الأدبي والتخييلي والرمزي الخصب. هكذا، أنا التي متُّ بالنار، بالحبل، بالسكين، بالسُمّ. أنا التي ارتميتُ عن شرفة شقّتي في الطبقة السادسة. أنا التي أقحمتُ البندقية في فمي وأطلقتُ النار...الخ. تالياً لم أشعر بالحاجة الى تضمين الديوان أيّ اقتباسات من نصوص الشاعرات. جلّ ما فعلت أني أسلستُ القياد لتجربتي كي تتماهى معهنّ، وكي «تخترع» شعراً لهنّ، ليس سوى شعري. إنها قصائدي الشخصية من أجلهنّ. بل من أجل الشعر. أما مَن يريد أن يقرأ قصائدهنّ، فعليه بالأنطولوجيا التي كنتُ أصدرتها في وقت سابق من هذه السنة («سيجيء الموت وستكون له عيناك، 150 شاعراً انتحروا في القرن العشرين).

تعدد

* في القسم الأخير من الكاتب، تقدّمين تفسيرات وجودية وتخييلية لانتحار الشاعرات، بناء على مثلّث الدين والعِلم والأدب. أخبرينا عن هذا التصوّر.

كلّما وقع موتٌ، خضع له مؤمنٌ وسوّغه عالِمٌ واستيقظ به شاعر: على إيقاع جملتي هذه بنيتُ منطق الفصل الثالث، فقدّمتُ لموت كل شاعرة ثلاثة تفاسير، من ثلاثة منظارات مختلفة، لا بل متناقضة. وحاولتُ أن أعتمد في كل منها اللغة والمفردات التي تتلاءم معها ومع أجوائها ودلالاتها. كيف يرى الله الى انتحار الشاعرات؟ كيف يشرح رجل العلم المراحل التي مرّت بها أجسادهنّ تدريجاً حتى مرحلة لفظ الأنفاس؟ كيف تقرأ القصيدة طـــرق الموت هـــذه؟ هـــنا ايضاً تتعدّد الشخصــيات، هنا أيضاً شعرٌ حيــث ليس من المتوقّع العثور عليه: داخل تقرير المحــقّق في سبب الوفاة مثلاً.

* كذلك تفتتحين كل «مرآة» من مرايا الشاعرات بصورةٍ فوتوغرافية أو بلوحة أو بمرجع بصري على صلة بطريقة انتحارها. لماذا لجأت الى هذه العناصر داخل المجموعة؟

الركيزة الأساسية لهذا الكتاب هي النصوص أولاً وأخيراً. لكنّي شئته أيضاً متعدّد الطبقة والخامة والمادة (مثلما هو متعدّد الصوت والنغم والشكل)، حافلاً بإحالات شتى، منتشَلة من الثقافتين النخبوية والشعبية، من العصرين الورقي والالكتروني، ومن الفنّين القديم والجديد. لكنّ الإحالات، أكرّر، ليست الكتاب. إن هي سوى مرافقة مضلَّعة له، توخّيتُ توظيفها في سياقات تتناغم مع النصوص الشعرية وأجوائها، ومع أساليب الموت وطقوس الانتحار المتنوّعة، حتى لتشكّل امتداداً لغوياً وبصرياً وتجهيزياً «خارجياً» لها: امتدادٌ تجريبي متشابك ذو بنية متاهية، وهو ليس «ضرورياً» للقصائد، لكنه امتدادٌ ينسجم معها ـ خصوصاً أني قمتُ بإخراج المجموعة بنفسي ـ وينسجم خصوصاً مع رؤيتي الشعرية وتكويني التخييلي ووعيي الثقافي. هكذا ولد «مشروع» هذه المجموعة من الأساس.

مشروع

* ماذا تعنين بكلمة «مشروع»؟

كل مجموعة شعرية هي عندي مشروع، أخطّط له تماماً مثلما قد يخطّط روائي لحبكة قصّته. أعمل على البنية والهيكل والتصوّر العام، قبل أن أشحذ همّتي وأغوص في الجوهر. ما عدتُ أجد نفسي معنيةً بجمع قصائد متفرّقة وإدراجها في كتاب، بل ينبغي عندي أن يكون الكتاب «عملاً» له منطق واحد يحرّكه، وتيمة أساسية ينبش في تربتها ويدور في فلكها، وبنية متشعّبة ولكن متجـــانسة تتواطأ مع مضمونه وتساهم في إيصال الرؤية الشعرية الى القارئ.

* وماذا عن الفيلم القصير والكولاجات التي قمتِ بتحقيقها حول الشاعرات، والتي ستعرضينها خلال أمسية التوقيع؟

الفيلم من خمس دقائق تقريباً، وهو سردٌ متحرّك، بالصوت والصورة والموسيقى، لتجربتي مع المنتحرات. إنه تعبيرٌ، بأداة اخرى مختلفة، عن مشواري معهنّ. طبعاً كنتُ أحلم، ولمّا أزل، بتحقيق فيلم وثائقي حقيقي عنهنّ، أي أن أزور مدنهنّ وقبورهنّ والبيوت التي عشن فيها، وأن أمعن في معرفتهنّ بعيداً من صورهنّ النمطية. لكنه مشروع ضخم يحتاج الى تمويل كبير. ربما أحققه في أحد الأيام، إذا وجدتُ من ينتجه ويتبنّاه مادياً.
أما بالنسبة الى الكولاجات فمجموعها ,12 واحدٌ لكل شاعرة. اشتغلتُها لتكون «توثيقاً» بصرياً لحياة هؤلاء الشاعرات وموتهنّ. ضمّنتها كل شيء: صورهنّ، مقاطع من نصوصهنّ بلغاتها الأصلية، مقتطفات من قصائدي عنهنّ، صور المدن التي عشن فيها، وتوفين، صور بيوتهنّ وقبورهنّ حيث توافرت، لقطات من طفولتهنّ، تمثّلات الأساليب والأدوات والطقوس التي انتحرن بواسطتها، أساطير وبطلات حكايات أحسستها تشبههنّ، صفحات جرائد من بلدانهنّ، معلومات عن أبراجهنّ، روزنامات الأسابيع التي قضين نحبهنّ خلالها، غلف كتبهنّ...الخ. إنه شغل متكامل ومتناغم على اللغة والشكل، على المعنى والصورة في آن واحد، أردتُه تجسيداً ملموساً ومرئياً لكل الظلال والخيالات والاستيهامات التي تراءت لي داخل هذا النفق الطويل الذي مشيتُ فيه إليهنّ. علماً أن قسماً لا بأس به من هذا التوثيق مخترع، أفسحتُ فيه للوهم لكي يندسّ بين الحقائق، كي تمّحي الخطوط (الواهية أصلاً) بين الواقع والخيال...

* هلا أعطيتنا مثالاً على ذلك؟

على سبيل المثال، صفحات الجرائد بمانشيتاتها التي تعلن موت الشاعرات مخترعة. صنعتها بنفسي على الكومبيوتر. ثم ألقيتُ عليهنّ ظلالاً إيروتيكية لا تمتّ الى واقعهنّ بصلة. أيضا دسستُ حالي في تفاصيل كثيرة، من قصاصات أوراقي الى أجزاء من وجهي في صورهنّ. كيف لا، وهؤلاء الشاعرات هنّ، في آخر المطاف، أنا، وأنا هنّ. لعبة المرآة هذه هي منطق المجموعة الشعرية ككل، وقد وجدتُ من الطبيعي تجسيدها في الكولاجات أيضاً. هكذا اخترعتُ واقعاً بديلاً وصوراً وحيوات أخرى، تبيّن أني «متورطة» في «جرائم» هؤلاء الشاعرات ومتماهية معهنّ، كما تعبّر عن ولعي بفنّ «تلفيق» الواقع (falsification du réel)، الذي هو أصلاً في تصوّري مرادفٌ لمعنى الكتابة الشعرية.
دعيني أضف ها هنا أن ثمة حبل سرّة بين الكولاجات والفيلم، مثلما هناك حبل سرّة بين الفيلم والمجموعة الشعرية، مثلما هناك حبل سرّة بين المجموعة الشعرية والأنطولوجيا. لكن حبال السرّة هذه ليست لتلتفّ حول عنق كل عمل من الأعمال الأربعة وتخنقه. بل جعلتها خفيفة واسعة فضفاضة، كي يتاح لكل عمل فرصة التنفّس بمفرده وبهوائه الخاص، بمعزل عن جميل «أشقائه». هكذا فإن كل عنصر من هذا المشروع يتكامل مع العناصر الأخرى، لكنه قادر أيضاً على العيش، وعلى قول ما وُجِد ليقوله، من دونها.

* ختاماً، في المجموعة أكثر من «تطاول» على الدين، بدءاً من كورس المطلع الأوّل الذي ينشد مقاطع شديدة الايروتيكية كأنها تراتيل وصلوات، وصولاً الى تفاسير الانتحار التي حوّرتِ فيها مقاطع من سفر التكوين، حتى ليبدو انتحار الشاعرة مشيئة إلهٍ مجرم لا يرحم. طبعاً ليست هذه المرة الأولى تتطاولين، فقد قرأنا ما يشبه ذلك، وإن في إطار آخر، في ديوانك السابق «عودة ليليت». ولكن، ما دافعكِ؟

الدافع واحدٌ أحد: لا أستطيع أن أتصوّر لنفسي ديناً لا يحتمل إلهه بعض التطاول عليه و«اللعب» معه. أنا مؤمنة، لكن على طريقتي. لا أريد إلهاً يضيق صدره بتساؤلاتي وشكوكي ودبابيسي. لا أريد إلهاً يعتبرني عبدة عمياء له («نفّذي ثم لا تعترضي»). لا أريد إلهاً «عقله صغير» ويحرد من كلمة أكتبها أو لأني أدير له ظهري في لحظة غضب أو بسبب مزحة لاذعة تُضحكني على حسابه. أنا وإلهي «خوش بوش»، ونحن «نصطفل» الواحد منّا مع الآخر. هو يستفزّني وأنا أستفزّه، ومع كل استفزاز جديد نوسّع مساحات الحرية والمجازفة والالتباس بيننا. هكذا، من طريق سوء الفهم الحيوي هذا، أكتشفه أكثر، وأحبّه أصدق، ويسكنني أعمق. ثم، ألم يقل هايدغر إن الشاعر هو «الساهر على حجـب الإله، لا على كشفه وتفسيره»؟

السفير
9 اكتوبر 2007