حاوره: عقبي حميد

الناقد السينمائي البحريني امين صالح يعد من القلائل الذين يحملون هم كبيرا و ثقيلا في ترجمة كتب نظريات و جماليات السينما الى اللغة العربية فهناك نقص كبير في هذا المجال و هو قريب من تجارب الشباب السينمائي العربي الطموح من خلال مشاركاته في لجان التحكيم في العديد من المهرجانات الخليجية والعربية كان لنا معه لقاء قصيرا و ممتعا دار حول قضايا عديده عن السينما البحرينية و الخليجية و مهرجان صنعاء السينمائي الاول فاليكم الحوار .

نبذه مختصرة من السيرة الذاتية ؟

مواليد 1949، المنامة، البحرين...
يكتب القصة القصيرة و الرواية والشعر و السيناريو و المسرحية.
مترجم ، ومهتم بالسينما بشكل خاص .
كتب قصة وسيناريو أول فيلم روائي في البحرين ( الحاجز ) والذي عرض في 1990
له العديد من الأعمال التلفزيونية في مجال الدراما و المنوعات.

من إصداراته:

  • هنا الوردة، هنا نرقص 1973
  • الفراشات 1977
  • أغنية ألف صاد الأولى1982
  • الصيد الملكي 1982
  • الطرائد 1983 (الطبعة الثانية 2006)
  • ندماء المرفأ.. ندماء الريح 1987
  • الجواشن (نص طويل مشترك مع الشاعر قاسم حداد) 1989
  • ترنيمة للحجرة الكونية 1994
  • السينما التدميرية – أموس فوجل (ترجمة) 1995
  • مدائح 1997
  • هندسة أقل، خرائط اقل (مقالات) 2000
  • موت طفيف 2001
  • الوجه و القناع في التمثيل السينمائي (ترجمة وإعداد) 2002
  • رهائن الغيب 2004(الطبعة الثانية 2005)
  • و المنازل التي أبحرت أيضا 2006
  • النحت في الزمن – أندريه تاركوفسكي (ترجمة) 2006
  • (الطبعة الثانية 2006)
  • مجنون ليلى و مسرحيات أخرى 2006
  • حوار مع فدريكو فلليني- جيوفاني جرازيني (ترجمة) 2007

-هناك تجارب بحرينية شجاعة هل يمكن أن نقول تشكلت التجربة السينمائية البحرينية و أصبحت موجودة ؟

* واقع أن مجموع ما أنتج من أفلام درامية طويلة يبلغ ثلاثة أفلام ، إلى جانب عدد من الأفلام الدرامية القصيرة والوثائقية، يعني أن التجربة السينمائية في البحرين قد تشكلت وأعلنت حضورها، وإن لم تأخذ مداها واستمراريتها بعد، وذلك نظرا لغياب المنتج- الممول، ونقص الخبرة العملية في المجالات الفنية المتصلة بالفعل السينمائي.
بالطبع لا نستطيع الكلام عن صناعة سينمائية في البحرين أو في دول الخليج، فالصناعة تستدعي توفر استوديوهات وأجهزة ومعامل، وحركة إنتاج متواصلة وخصبة، وأيضا شبكة توزيع نشطة.، كما الحال، عربيا، مع السينما المصرية. لكن نستطيع أن نتحدث عن محاولات سينمائية يجرى تنفيذها في فترات متباعدة بفضل إصرار مخرج، مثل بسام الذوادي، على تقديم فيلم كلما توفرت الفرصة، أو بفضل مجموعة من الشباب المتحمس والعاشق للأفلام.

-كنا في مهرجان مسابقة أفلام من الإمارات معا و شاهدنا أفلاما خليجية بعضها وصل الى مهرجانات مشهورة ما هي العوامل التي ساعدت هؤلاء في الانطلاق ؟

* عادة الأفلام القصيرة والوثائقية، وحتى الطويلة، لا تجد لها سوقا في الخليج، ولا في الأقطار العربية. لذلك أعتقد أن المتنفس الوحيد هو المهرجانات، التي من خلالها يعرض الشباب نتاجاتهم ليدور حولها النقاش، ومنها تنطلق إلى مهرجانات عربية ودولية أخرى إذا كانت جيدة الصنع. لقد لعب مهرجان (أو مسابقة) أفلام من الإمارات (بفضل مديره الفنان مسعود أمر الله) دورا مهما وبارزا في الكشف عن أسماء فعالة، جديرة بالمتابعة، في دول الإمارات في مجال الإخراج والسيناريو والتصوير وغيرها من العناصر الفنية. أفلامهم تعبّر عن مدى جديتهم وإصرارهم على تقديم الجديد والجيد، وتبشّر أيضا بقابليتها على التطور و الابتكار. وخيرا فعل هذا المهرجان عندما انفتح على التجارب السينمائية في دول الخليج.
في الواقع، نحن نشهد الآن اهتماما مكثفا بالسينما من خلال إقامة مثل هذه المسابقات والمهرجانات التي تحفز الشباب على الإنتاج وتزيح عن نفوسهم أحاسيس اليأس والإحباط، فهناك مهرجان دبي، ومسقط، ومؤخرا استأنف مسرح الصواري بالبحرين نشاطه في إقامة مسابقة للأفلام القصيرة بعد توقف سنوات، وقريبا سوف تفتتح صنعاء مهرجانها الخاص، ونأمل أن تتزايد مثل هذه الفعاليات في بقية الأقطار.

- السيناريو و المعالجة الدرامية جزء أولي وأساسي في العمل السينمائي ما نصائحكم للشباب اليمني الذي يتجه نحو الخطوة الأولى عمليا و خصوصا في مسألة السيناريو و المعالجة و البحث عن فكرة ؟

* أتمنى أن يكثّف السينمائي الشاب من مشاهداته للأفلام، فالمشاهدة هي بمثابة دروس نظرية لكيفية بناء الفيلم وطريقته في معالجة السرد والشخصيات والأجواء والإيقاع وغير ذلك.
الأفكار تنبع من التجربة الحياتية والثقافية والمخيلة، بالتالي لابد من الاعتناء بهذه المصادر.. أما كيفية الكتابة، فالمعلوم أن لكل كاتب أسلوبه وطريقته، ليست هناك قوانين أو قواعد أو معايير. على الشاب أن يجرب ويكتب ويحاول المرّة تلو الأخرى.

- لكم جهود في ترجمة كتب سينمائية الى العربية هل من مشاريع جديدة و ما هي العوائق التي تقف أمامكم ؟

* سينمائيا، أشتغل الآن على كتاب عن المخرج اليوناني العظيم ثيو أنجيلوبولوس، عبارة عن ترجمة وإعداد لكل ما قاله ثيو في مقابلاته العديدة، المنشورة في كتب أو مجلات، بحيث يعبّر الكتاب عن وجهة نظر المخرج في ذاته، تاريخه، عالمه، أفلامه، العناصر السينمائية التي يوظفها..إلخ.
أيضا أفكر في مشروع طموح عن الإخراج السينمائي يماثل ما فعلته في كتابي عن التمثيل السينمائي، مثل هذا المشروع يحتاج إلى وقت وصبر.

- الم يفكر أمين صالح بكتابة موسوعة سينمائيةأوكتاب يعرف بالسينما اللغة الانجليزية ؟

* موسوعة؟ لا، هذا مشروع ضخم لا أشعر إني قادر، أو حتى مؤهل، للاشتغال عليه وانجازه.. هناك من النقاد والباحثين العرب من هم أقدر مني على فعل ذلك.

- هل من كلمة على تجربة حميد عقبي السينمائية ؟

* لقد حالفني الحظ بالتعرّف شخصيا على الفنان حميد عقبي في أبو ظبي، عندما كنت عضوا في لجنة تحكيم مسابقة "أفلام من الإمارات" سنة 2006، وكنت قد سمعت عنه من قبل. وجدت نفسي أمام سينمائي مفتون حتى النخاع بفن السينما، دفعه عشقه إلى دراسة السينما و تحقيق أفلام مثيرة للاهتمام. ولاحظت أنه مسكون بشكل خاص بشعرية السينما أو العلاقة بين السينما والشعر. هذا الهاجس لم ألمسه في بحوثه النظرية فحسب، بل حتى في أفلامه (وقد أتاح لي مشاهدة بعض أفلامه القصيرة) التي تستمد مادتها من قصائد لشعراء عرب معروفين مثل: عبد العزيز المقالح ،سعدي يوسف، عبد العزيز البابطين..و كتب سيناريوها ت لقصائد قاسم حداد، وآخرين.
إنها تجارب جادة، طموحة، وتمتلك رؤيتها الخاصة.

- السينما كفن عصري و فن إنساني مهم جدا هل ستساهم السينما في خدمة التراث الحضاري و الإنساني لليمن ؟

* السينما وسيلة تعبير مهمة ومؤثرة، وقادرة على الوصول إلى أوسع قطاع من الجمهور، حتى الأمي، ومن خلالها يمكن غرس القيم الايجابية في المجتمع، وإضاءة مختلف الجوانب في التاريخ والتراث. السينما تلعب دورا أساسيا وبارزا في تعميق المعرفة الإنسانية، وفي توصيل خبرات الشعوب وتراثها.

- ما هي نصائحكم لنا و نحن نخطو خطوتنا الأولى نحو تأسيس سينما يمنية ؟

* أي جيل متحمس وطموح وجاد لا يحتاج إلى نصائح، بل يحتاج إلى دعم مادي ومعنوي، لأن مثل هذا الجيل، في اعتقادي، يعرف طريقه جيدا، ويعرف أنه سيتعثر ويواجه صعوبات وحواجز لا تحصى. وإذا استدعى الأمر توجيه النصيحة فأقول: ينبغي التشبث بالإيمان بالفعل السينمائي، بدون هذا الإيمان سوف يتداعى كل شيء.

- يرى البعض أن الفيلم الوثائقي أسهل من الفيلم الروائي هل تتفقون مع هذا الرأي و بالنسبة للشباب اليمني الذي سوف يخوض أول تجربة هل تنصحونه بالاتجاه الى الوثائقي أم الدخول فورا الى عالم الروائي ؟

* لكل نوع أو اتجاه طرائقه ومناهجه في التخلق والتنفيذ، وأيضا له صعوباته ومشاكله وتعقيداته، والتوجه إلى شكل أو نوع، سواء الوثائقي أو الدرامي، لا تحدده السهولة أو الصعوبة، بقدر ما تمليه الرغبة الشخصية والرؤية والدافع.. فالمسألة إذن محكومة بما يريده صانع الفيلم وما يرغب في قوله والتعبير عنه باللغة المناسبة، سواء أكان ذلك عبر الوثائقي أو عبر الدرامي.
شخصيا لا أميل إلى توجيه الفرد إلى ما ينبغي فعله من وجهة نظرنا بل أن ندعه يختار الهدف والطريق والوسيلة، أن ندعه يجرب، وهو الذي سوف يقرر أي فضاء يمكنه التحرك فيه بسهولة ورشاقة وحرية.

- اطلعتم على لائحة و برامج مهرجان صنعاء السينمائي الأول هل من اقتراحات أو ملاحظات أو نصائح لنا ؟

* اللائحة شاملة تقريبا ووافية.. وطموحة أيضا.
نتمنى أن يتحقق الطموح، وأن توضع اللائحة موضع التنفيذ.
بخصوص الملتقى الأول (الذي يشمل الورش)، أعتقد أن عشرة أيام فترة طويلةـ أليس بالإمكان اختصار ذلك إلى أسبوع مثلا؟

- كلمة تريدون توجيهها الى الأخ وزير الثقافة اليمني الدكتور محمد أبو بكر المفلحي رئيس مهرجان صنعاء السينمائي الأول ؟

* أمر مفرح حقا للسينمائيين، ليس اليمنيين فقط لكن العرب كافة، أن تقيم صنعاء مهرجانها الأول، لتضيف إلى المهرجانات العربية الأخرى تظاهرة فنية أخرى تليق بالسمعة الثقافية التي اكتسبتها اليمن عبر عقود. ونحن لا نشك في أن التربة اليمنية التي أنتجت وأثمرت العديد من الشعراء والكتّاب سوف تثمر أيضا سينمائيين مهمين سيكون لهم الحضور الأجمل والأقوى في الأوساط السينمائية. ونتمنى من سعادة وزير الثقافة أن يدعم هذا المشروع، ويرعى هذا الحلم ، ليضئ الساحة الثقافية بإبداع سينمائي قادم.

***