(من الشعر التشيكي)

اسكندر حبش
(لبنان)

 vspace=ما عدا أسماء من مثل سيفيرت ( نوبل للآداب العام 1984) وهولان وهولوب وزبينييك، قد تكون معرفتنا بالشعر التشيكي، شبه معدومة، ليس فقط لأن هذا الشعر لم يترجم إلى العربية، بل أنه حتى لم يترجم كثيرا إلى اللغات الأوروبية الأخرى، وأقصد بذلك اللغتين الفرنسية والإنكليزية اللتين تبقيان مصدر اتصالنا الأساسي بما يحدث في مختلف أرجاء العالم. أضف إلى ذلك، نجد ان الشعر التشيكي، مثله مثل باقي الأدب في أوروبا الشرقية (سابقا)، تعرض لاضطهاد كبير، بسبب الحالة السياسية التي كانت موجودة هناك طيلة عقود من الزمن، أي انه حتى في تلك البلاد، نجد الكثير من الشعراء الذين لم يستطيعوا النشر، وكأنهم كانوا بحاجة لأن يسقط ذلك الجدار كي تخرج كلماتهم إلى النور، حتى وان كان البعض يمارس طقوس "الساميزدات".
نكتشف اليوم - نحن الذين لا نعرف الكثير عن أدب تلك البلاد - تنوع هذا الشعر وغنى تياراته المتعددة، بفضل " أنطولوجيا الشعر التشيكي المعاصر، 1945- 2000 " الصادرة حديثا في فرنسا عن منشورات "غاليمار" ضمن سلسلتها الشهيرة "شعر"، التي نحت في السنوات الأخيرة إلى اكتشاف - أكثر فأكثر- شعر العالم، ما يتيح لنا هذه الإطلالات المتعاقبة على ثقافات العالم الشعرية. يجيء الكتاب - وعلى قول الناشر الفرنسي - ليأخذ موقعه في هذه الغرفة الواسعة: "غرفة الأصداء" التي تبني نفسها شيئا فشيئا، وتضع أمامنا عبارات العالم بأسره كما أغانيه.
المختارات الشعرية، التي قام بها الشاعر التشيكي بيتر كرال ( يعيش في فرنسا منذ زمن بعيد) والتي تصدرها الدار الفرنسية اليوم، هي في الواقع - وبحسب ما نقرأ في المقدمة - نسخة منقحة ومزيدة من مختارات سابقة كان قد قام بها كرال نفسه وصدرت في العام 1990 عن منشورات "بيلان". مع هذه المختارات الجديدة، يتبين لنا أن شعراء من مثل هولان وهالاس وسيفيرت وغيرهم من الشعراء التشيكيين، لا يشكلون ظواهر غريبة معزولة، إذ يقعون في سياق ثقافي شعري له امتداداته العريقة، وان كانوا يعتبرون من كبار شعراء العالم في القرن العشرين.
الاختيار الذي يقترحه علينا كرال، يرتكز بشكل أساسي على أبرز التيارات والاتجاهات الشعرية - الفردية والجماعية - للشعر التشيكي المعاصر: النزوع إلى الشعرية البحتة، ابتسامة السوريالية السوداء، التفاصيل اليومية عند مجموعة 42، الصمت عند الشعراء "الصوفيين"، اليأس والانهيار عند شعراء "الأندرغراوند" أي شعراء الستينيات والسبعينيات الذين كانوا من المنشقين على النظام السياسي. تيارات واتجاهات عديدة، وهي ان دلت على شيء فإنما تدل كم ان الشعر التشيكي المعاصر هو ابن مختلف التيارات العالمية وكم انه حاضر فيها ليشكل ركنا من أركانه المتعددة.
لا شك ان هذه المختارات تشكل مدخلا حقيقيا إلى" قلب المادة"، وبخاصة إنها تأتي ضمن سلسلة تعتبر اليوم من أفضل سلاسل الشعر في العالم. من هذه الانطولوجيا، اقتطفنا بعض القصائد، وهنا تجدر الإشارة، إلى ان الشعراء المختارين، في غالبيتهم، هم ممن لم يسمع بهم القارئ العربي بعد ( أفترض ذلك)، أي حاولت في اختياري ان لا أترجم تلك الأسماء التي ذكرت سابقا، بسبب وجود بعض نصوصها بالعربية.

***

بوهوسلاف رينيك

31 أيار 1892 - 28 أيلول 1971. ولد في مزرعة في جنوب بوهيميا، حيث قضى فيها نحبه. ارتبط بالمجموعة الشعرية التي التفت حول الشاعر الكاثوليكي يوسف فلوريان. ترجم شهر تراكل إلى اللغة التشيكية. حتى العام 1936 عاش مع زوجته الفرنسية ما بين غرونوبل وبوهيميا التي لم يغادرها مطلقا بعد ذلك. بعد الحرب العالمية الثانية - وما عدا فترة قصيرة في الستينيات - لم ينتشر شعر رينيك إلا عن طريق " الساميزدات"، ولغاية نهاية الحكم الشيوعي. يوصف شعره بالرمزية المتأخرة التي تجنح صوب التعبيرية الوجيزة ذات التطلعات الروحانية. لا يزال لشعره الأثر البارز على شعراء الجيل الجديد.

تصفح

لطيف أن نتصفح
كتاب مزامير الليالي من دون نعاس،
أن نبحث، في الظل، عن اكتشاف
حروف السلام المزخرفة.

هل هو القمر، النجوم،
النهاية، حاشية غيمة حارقة؟
فوقنا غصن مليء بالثلج
الضباب فوق حقل

حيث تستيقظ بتموجات وهدوء
بداية الدروب
الحروف المتفتحة،
ذكرى جليد البارحة.

من " الثلج على العتبة - 1950 "

***

فرانتسيك هالاس

31 تشرين الأول 1901 - 27 تشرين الأول 1949. ينحدر من الطبقة العمالية الفقيرة، انتسب للحزب الشيوعي منذ صباه، لكن ذلك لم يمنعه من التردد على زملائه الكتاب الطليعيين والكاثوليك. إلى جانب فلاديمير هولان، يعتبر هالاس واحدا من الذين فتحوا الشعر التشيكي على "الباروكية المعاصرة" والذي يشكل أحد روافدها الأساسية. عمل ناشرا للشعر في إحدى دور النشر حيث ساعد العديد من الشعراء الشبان على نشر أعمالهم إلا أنه غداة الحرب عين كموظف في وزارة الإعلام.

بأكملها خريف

ثوبها كان من خريف
ومن خريف شعرها
من خريف عيناها

فمها كان من خريف
ومن خريف نهداها
من خريف أحلامها

حياتها كانت من خريف
ومن خريف حضنها
من خريف ابتسامتها

طعمها كان من خريف
ومن خريف حنانها
من خريف كآبتها

كلها من خريف كانت
مثل قصيدة جميع القديسين.

من " وإذا - 1957 "

***

يان زارادنتشيك

17 كانون الثاني 1905 - 7 تشرين الأول 1960. ابن مزارع، أكمل تعليمه الجامعي، ويعد من الشعراء الكاثوليك البارزين في فترة ما بين الحربين العالميتين وهو التيار الذي عبر عن نفسه في مجلة "أكورد" التي كان يصدرها. أوقف العام 1951 بتهمة الخيانة العظمى وأطلق سراحه العام 1958 بعد موت ولديه من جراء التسمم بالفطر، لكنه عاد إليه بعد أسبوعين ولم يخرج منه إلا قبيل وفاته بثلاثة أشهر. يوصف شعره بالغنائية المبتورة، كما يعتبر بأنه شهادة "عارية" عن هذه الإنسانية.


فيما مضى

فيما مضى
كنا، بشغف، نرمي الكلمات، هذه النرود
مهتاجون ومتحمسون
لكي نعرف كيف ستنتهي القصيدة
في كل مرة
وبأي مجد ستخفي من أجلنا
ذيل الواقع
لكي نتكهن بالمستقبل المحارب

لكن في النهاية، لا أحد يهتم بذلك
نهتم فقط، بحلم مضطرب في الفجر
أو برعد بعيد

تبقى المنازل منتصبة والناس يتنزهون
من الاثنين وحتى السبت يمضي الوقت دائما بخيره وشره
ودائما ثمة سلف نستطيع معها اقتطاع القليل من المال
يمتد الوقت إلى ما لانهاية
كما الخمر.

وبينما نحن على هذه الحال
يقرر أحدهم، من خلف ظهرنا، أن يقلب العالم
                  رأسا على عقب
كما يقلب نادلو المقهى الكراسي على الطاولات
                  حين ينتهي الليل
وهم يحركون ممسحة رطبة
لتهوئة الصالة


بين أعقاب السجائر
تبدأ التكهنات، تتحقق برعب،
عندئذ يخترق النور، من دون شفقة، قاع الليل
بالرغم من الظلمات الكثيفة يظهر كل شيء
تحت الأرض كما عند النجوم يتهيأ كل شيء
من أجل الارتقاء الكبير.

من " كتابات ما بعد الموت، 1946 - 1950"

***

أولدريتش ميكولازيتش

26 أيار 1910 - 13 تموز 1985. مارس مهنا عدة قبل أن يصبح محررا في الصحافة والإذاعة.أشرف - في مدينة "برنو"- على تحرير إحدى أهم المجلات الشعرية(" الضيف في المنزل") في فترة الخمسينيات والستينيات، ومنح وسام فارس برتبة شرف العام 1963. وصف شعره بالهولاني( نسبة إلى هولان، فلاديمير) ذي المسحة التأملية الميتافيزيقية.


على الورقة الأخيرة

ترحل العديد من الأشياء:
تبتعد الخطوات،
يصل البعيد إلينا، من ثم
إلى المدخنة يتألم من اللقالق،
يتبخر الحب كالدخان،
الدخان مثل أغصان مقطوعة
تضيع
حاملة كل الذي كان، النفحة المبعثرة
في العشب، السكة الحديد.

حين يحل الخريف،
حتى أنا، لا أعد واثقا من شيء
أطير شيئا فشيئا
لأغادر نفسي؛
لكن، على الورقة الأخيرة
التي تتصارع في الهواء
التي، ضربة إثر ضربة، تثيرني
تمددني، تنهكني
كرسن مصنوع من شرايينك اللامعة،
أهيم بعد ظهر يوم ضبابي
نابحا من القطارات، من الدم الخافق في صدغي
ومعه، حقل كامل من تفاح
أجمل من حقل تفاح
حين تتفتح زهوره ببطء

من " نسول الأفاعي - 1963"

***

فرانتسيك هروبان

17 أيلول 1910- 1 أذار 1971. درس الأدب والحقوق.كتب للأطفال والمسرح، ترجم العديد من الشعراء الفرنسيين وبخاصة فيرلين. امتاز شعره بالشكلانية، وهو شعر يسيطر عليه هاجس الموت وصور الليل المنسي .

أول خريف بعد الموت

نوافذ غرفتك تطل على الباحة.
لمرة أخيرة، تهوئين اللحاف.
لمرة أخيرة، تجتازين الباحة حتى الباب
                  الصغير
وتضعين يدك على المزلاج.

أصابعك، فوقه، تصغر وتتشنج،
من ثم تختفي خلف أقدامك
التربة المشققة من الحرارة،
وتتوارى الثلوج والأمطار.

مداعبة إثر أخرى
ينزلق المزلاج تحت يدك،
بعيدا عن النحاس الأصفر.
                   في نهاية الأمر
أصبحت بصمتك الأولى عارية.
اقشعررت حين لمستها بيدي.

تذبل الزهور في الحديقة.
وبسبب البرد، تتعفن في الداخل البراعم المتأخرة.

من " النجم الأسود - 1968"

***

جيري كولار

ولد في 24 أيلول من العام 1924. ينتمي إلى أسرة متواضعة، تعلم مهنة النجارة كما العديد من المهن قبل أن يتفرغ للكتابة بدءا من العام 1943. أحد ممثلي " تيار 42" الذي لعب دورا بارزا في الشعر التشيكي المعاصر. يوصف شعره بأنه يمزج ما بين " شعرية المدن والميتافيزيقا اليومية". حاز جائزة ياروسلاف سيفيرت العام 1991.


يوم 19 أذار

تماما كما قبل سنة
أنظر من النافذة المفتوحة.
المرأة ذاتها
تقطع الحطب تحت شجر البلوط العاري.
ربما اختفت عربة، عربتان
من الباحة المقابلة،
لكن الرجل نفسه
ينبش حقله.
يرفع رأسه أحيانا
كما لو أنه يتأكد
أن الشمس تراه
أن النوافذ تبقيه أمامها
ويستمر في غرس

المحراث اللامع في تربة نكشت آلاف المرات،
تربة، كبطون الأمهات، صامتة وخصبة
بأطفال عديدين.
في البعيد
صوت القطار المألوف،
في عمق القاعة تكتكة بندول الساعة
وضباب خفيف فوق السطوح.

من " أيام في السنة - 1948"

***

إيفان بلانتي

21 كانون الأول 1919 - 5 آب 1990. ينحدر من عائلة ميسورة من إقليم "برنو" (عاصمة موافيا).التحق بمجموعة 42. سافر إلى إنكلترا للدراسة بعد حصوله منحة دراسية لكنه فضل البقاء في المنفي بعد انقلاب 1948. قبل سنوات قليلة من وفاته، وضع في مصح للأمراض العصبية والعقلية. كثيرون هم اليوم في تشيكيا الذين يعتبرون بلانتي أحد أهم وأكبر الشعراء الذين أنجبتهم تلك البلاد، كما له العديد من المريدين الذين يجدون فيه "منارة تلقي بظلها على الشعر والشعراء".


لويز

ترحل الشاحنة إلى مونروج (الجبل الأحمر)
لماذا لم نعش في هذه المدينة الفرنسية
الفارغة كمسالخ، من دون سكان تقريبا

للحظة اعتقدنا ان الحياة تعني أن نموت
في ضاحية باريسية بعيدة
في ضاحية باريسية غير مفهومة وبعيدة.

من " منازل قديمة - 1979 "

***

إيفان سلافيك

ولد في 23 كانون الثاني من العام 1920.مارس مهنة التدريس، شاعر ومترجم وناشر. أبعدته السلطات الشيوعية عن الساحة الأدبية بسبب "عدم امتثاليته" كما بسبب " وحيه الكاثوليكي". لم يستطع نشر أعماله إلا في العام 1989.يمزج في شعره " ما بين الالتزام والشخصانية" بحثا عن " وحي وامتحان للمعيوش اليومي".


عشاق الضواحي

بعد ظهر الأحد، حين يقيم الجميع
في الخارج
تلمع الصحون والأواني تحت الشمس الربيعية
لم تمح المنازل بعد شجرة الصفصاف التي كبرت أكثر
في فراغ القلب الغريب

في الشهقة التي، منذ الطفولة،
لم أنجح في كتمانها


بعد ظهر الأحد حين ألتقي حبي فجأة
تحت شجرة الحور، في غبار الطريق
عند قوقأة الدجاج
أتمايل حافيا إلى جانب من كانت صبية منذ أربعة عشر عاما

بعد ظهر الأحد
حين يجتاز الساحة عشاق بثياب العيد
وعربات العائلات

بعد ظهر الأحد،
الآن
أو في المساء، بينما الضاحية تدخل
إلى غرفتها، بينما على الطاولة ترتاح
كتب، معلبات، بقايا كوب شاي


كنا ننام معا
منذ سنتين لم تزداد تجاعيدك
وتعلمت كيف أفتح الباب حين تقرعين
وبعد أن تدخلي وتتكلمي
أعرف
أنه من السهل شطب هذه اللحظة بحركة يد


هذا هو بطنك هذه هي قدماك
هكذا تستقبليني
لا شيء بعد غامضا بالنسبة إلى العالم
حيث يتحاب الكثيرون

من بين أسناني المصرورة أقول بصوت خفيض
بأن المخاطر كلها تكمن
في طبقة رقيقة من الغرابة التي
تطوف حول حياتنا


حين أضع يدي على جبينك
ولو لوقت قصير
أعرف ان ذلك سيقتلني.

هكذا يفقد أحدنا دماءه كلها
في هذه الغرفة التي يمكنك لمس جدرانها
حين ترغبين في كل لحظة
بأن يجتر القلب كل مغالاة الكون.

من " ظل القصب - 1965 "

***

لودفيك كونديرا

ولد في 22 أذار. شارك - تحت الاحتلال الألماني - في تأسيس مجموعة احتجاجية مهمة باسم " را"، استمر في تحريكها حتى العام 1948.ترجم العديد من الشعراء الفرنسيين والألمان،عمل صحافيا ومستشارا أدبيا لإحدى المسارح، كما درّس في الجامعة.

المطر العالمي

... وتبدأ هذه الليلة

في الصباح كانت بلا نهاية
في الظهيرة، بشكل كامل
عند المساء تقضم الفئران
قذاة قذاة
القش بأسره
من المستودع الكوني

من " لوائح فرح - 1990"

***

جيري بيتشورا

12 حزيران 1932 - 26 أيلول 1970.أعدم والده خلال فترة الاحتلال الألماني، طرد من الجامعة بسبب أفكاره الديمقراطية - الاجتماعية. شارك بنشاط في حركة التجديد الشعري في فترة الستينيات وذلك عبر مجلتي"وجه" و"دفاتر".انتحر في العام 1970 بسبب التدخل الروسي في شؤون بلاده السياسية.


بعد ذلك

يحدث أيضا
أن تزهر البراري.
في العشب يتحرك سهم الريح
وينساب عبر
العشب.
أعرف ذلك كله.
أرتعب منه.

مطر ناعم،
تأسره الأدغال،
يحرك الجناح،
حتى الرعد:
الله، هو آخر
من يغلق الباب خلفه

ويغادرنا،
من دون أن يتبرأ منا.

من " فجوة الذاكرة - 1984"

***

يان زابرانا

4 حزيران 1931- 3أيلول 1984. منذ مطلع شبابه تعرض للضغط الستاليني، ولم يستطع كسب قوته إلا من خلال الترجمة، حيث نقل إلى التشيكية العديد من الشعراء الروس( باسترناك، ماندلشتام...)، وان لم يتوقف عن اعتبار نفسه "منفيا داخليا".لم تنشر أعماله الشعرية الكاملة إلا منذ فترة قصيرة، وبدت كأنها شهادة عن حياته الخاصة قبل أن تكون شاهدة على عصره.


عودة

في السابعة والخمسين
عاد
بعد إحدى عشرة سنة.

عاد بذراع مكسورة
لحمت بشكل سيء،
يشمئز منها
كما لو أنها إشارة
عن موته المقبل.

ما ان مضت ثلاثة شهور
وكان لا يزال في السابعة والخمسين
قتله التهاب دماغي

قبل
أن يتوقف فمه عن مضغ
لحم الحصان الناعم
الذي غذاه سنين طوال.

من " أيقونات سوداء ثابتة - 1965"

***

فيولا فيشيروفا

ولدت في 18 تشرين الأول من العام 1935. درست التاريخ واللغات، عملت في عالم النشر وفي الإذاعة قبل ان تختار المنفى العام 1968 حيث أقامت في بال (سويسرا) ومن ثم في ميونخ(ألمانيا). عادت إلى براغ العام 1994. يوصف شعرها بأنه ينتمي إلى تيار "المينيمالية"، وعالجت فيه موضوعات الموت وهروب الزمن.


السر قرب الفجر

... انه يزهر في السر

تنهيدة صدى الحشرجة
تضيق الهواء
في حلق النائم

تشق غيمة
البدر
إلى نصفين معتمين

مع ذلك
الوضوح الذي يصعد
ليس سوى
الوضوح الذي يهبط.

من " مثل الريش - 1995"


أقرأ أيضا: