مهدي النفري

ارتفع قليلا بمحاذاة رأسي

مهدي النفري هاأنذا أقف مرة أخرى/ أقف من جديد /لاعلم لي كيف حدث هذا/ انا لم اقف في حياتي قط/ اعني بالوقوف انني اقف ورأسي منصب ّعلى أكتافي/ لم أجرب النظر إلى نفسي / كنت اقف حينما تكون هناك حاجة ماسة للوقوف/ مرة أقف على يدي لان رجليَّ تكونان مشغولتين بشيء آخر/ مرة اقف على رأسي وأنسى بقية اعضاء جسدي/ لكني في أكثر الاوقات توقفا حين انام/ هل سمعتم بشخص واقف وهو نائم/ هو أنا / اقف هنا واحلم / عيناي مغمضتان وافكاري تدور كالرحى/ احيانا كثيرة اجرب الوقوف وانظر من السماء الى الارض كيف ينام الموتى ؟ أختبر رأسي كيف يرى الصدفة بهيئتها الحقيقيه/

-1-
الوقوف مبلولا ب كنت
لهذا الرأس الف عبور
والف تحليق دون اجنحة
ذات نهار
غاب عني
قلت لعل بهاء الاشياء خطفه
او
كان درب النسيان محطة
كنت قلقا
ليس للغياب
انما خشيت ان يعود راسي عاريا من ظلي

-2-
كي انتهك روحي وقعت في حبها واقفا
ينضج الخراب كلما هوى الحنين
هي حداءات الدروب وانا اعرف ان قلبي لامفاصل له وهو يستقصي الحجر
اذ ليس للروح حراس بما يكفي كي يستقيم اعوجاج الفقد
اريد لهذا الجسد كثيرا من الغياب
فوقتك الذي شاركتني فيه وانت تطعمني نوافذ فارغه منك ومن صباحات عمياء
هو الآن ينتهك روحي
يعيدني من جديد عاشقا مفلساً

-3-
اريد ان اكون زائري الاخير
يحدث انك ترجع من مستقبلك كالمطر مكدودا بالوهم
انك تزرع الخيبات وتحتفل بها
كصائد ينفر من فرحته
كدرب يهزمه انطفاء الخطوات منه
اريد ان انزع هذه الاشجار من شمس الشتاء
اريد لها التوبة
قبل ان يلتهمها الضياع وهي تصادق شقوق الارض
اريد ان ابكيها
قبل ان تسكب غضبها على الحقيقة وتموت واقفة من فرط الكآبة

-4-
يخيل إ ليّ أني اول الخواء واخر المطر
اعترف بأن المطر يؤرقني
وان الايام التي تجر الخوف من ورائها تسبقني كطفل فقد أُمه
اعرف ان يديّ اطراف لي تثمر كالخيبات
كلما انحنيت لالتقط قلبي
اجدني مخنوقا بالارصفة
اجد البياض يحجز مقعده والوهم
اجد عنقي لايحمل سوى وزره

-5-
مدخل الى مائدة اللاشيء
أُعول ُ كثيرا على المرايا
لانها سلالتي الوحيده
ولاني البرق الذي لاهوادة في رأسه
وكل مايتذكره رائحتك
أستبق وقع خطاك
بسم اللاشيء أحضر
وباسمه أغيب

-6-
امسك بالوردة وفي قلبي المنجل
ليست للحقيقة وجه
يقودني لكي استيقظ
وحياة ابصرها وهي تبني صمتها لتهشم طفولة قلبي
لست بمأمن وانا امسك باليقظة
ان اهبط الى الضوء وحيدا وارى كيف يوقد الماضي اغانيه للريح
هي مزامير نلوذ بها وتلوذ بالمشهد منا
هي اجوبة تصغي الى اتجاه القلب وهو يسقط الى الاعلى
مقترنا بالهوة والأسف

-7-
أكنس ظلي مني كي لايتباهى بموتى وحيدا
لست من يبحث بين اللغة عن معنى الأسف
فالنيران التي تلتهم الماء لاتبعثرها الرهبة
اريد ان أُبقىَََ على ظلي
كي لايموت رمادي
كي لاتكون اللغة شبيهتي بالاعوجاج
ثمة دروب لايسلكها عصفور ميت
وأولها الماضي
خذ مثلا كيف تنقرض الافكار حين اركن الى اللا أسماء
والى اعدائي الذي افلسوا من محبتي
اعرف انني اجلس على مائدة وحدي
واعرف اكثر
ان البوح خاتمة لدرب سلكه التيه
وان اول المطر كلام كان بيته الغموض

2012-11-18