مهدي النفري
(العراق/هولندا)

-1-
مهدي النفري دهشة الغياب
خذ هذا المركب ايها الدرب وأكتب عن طبائع العصافير انها لم تكن يوما ما
بلا أجنحة/ اُكتُب عن بيت الغابة كيف سقط الانسان ضحية ظل شجرة وعِشٍ من بقايا الريش/ اعرفُ ان الحب فيك ايها المركب لاقميص له وان وجه الريح الذي صافحتَهُ خلسة لم يكن سوى دمعة من دهشة الغياب/ هي أبواب تتهاوى كلما أصطكت الجدران لتصل مملكة السؤال/ هي حوافر الكلام تلطخ به المعنى حيث الانحسار هو المصير الوحيد/

-2-
أول الخواء
ثمة اشياء تفرض نفسها عليك من دون ان تملك اي وسيلة للتخلص منها فاالحل الوحيد هو القبول بها والتعايش معها سواء بطريقة الخداع او بدرب الاستسلام/ الليلة اقتسم مع هذا السرير أغاني لم استمع لها قط لكنها تصدح في أذني وتأت بسكاكين كأنها تريد ان تنتزع مني حتى هذه اليقظة لاأقول النوم , النوم وسيلة افتقدنا التواصل معها منذ سنوات عديدة/ قلت لعل الحل الوحيد لهذه الحداءات ان أملا جيوبي من النسيان وأكتب كل الاسماء التي عرفتها وحين أنتهي من تلك اللعبة اجلب كثيرا من الدمع وازرع حجرا واوهام من نيازك الوحشة افترشها وأحتفل بموت صارخ/

-3-
هل النوافذ جثث
ماإن تمتلأ هذه الروح بمقاصل اللغة حتى يبدا الاسترسال بدروب لانجاة من اللهاث فيها , ليتني ابتلع الخوف في فمي وأنام فأنا ايضا شهوة أيامي الخوالي ونكوص أثرها الذي لاخطوات فيه سوى وطن من القتلى ونوافذ من الجثث

-4-
خذ مثلا كيف لاتقع الارض على السماء

المسافة ليست مايُقاس بحدود البصر
هناك وجع لاحدود له
مثلا كيف يطير سريرك حتى لحدك وانت تتأمل العودة كَمَلك الى حضن الفراغ
لاتذهب بعيدا
فما بين الحنين والكلمة
جمرة تقود الورق والقصائد
وكلما انحنيت لتلتقط طفولتك من الانتظار
شاكستك الحقيقة بفكرتها .... لاترتبك ثمة شبيه لك هو أنت لاجواب له سوى مراوغة الحواس

-5-
لاموسيقى في خيبة الرغبة

-6-
آن لهذه الجثث المكدسة في قلبي أن تكُف عن الدسائس

-7-
زخم الليل
هذه الخطيئة الخارجة من غيمة قلبي تفرك عيني كي لاأكتشف ليلا آخر غير هذا الفراغ الشاغر بين كتب الاخبار/ اريد ان افلح مرة واحده في خسارة المديح فسنواتي التي تركتها مؤجلة في كهف الاحتمالات أعيد الساعة ترتيبها من جديد كي لايتبعني كابوس الصمت/ هاأنا مكتضا بكل الاختيارات التي تقود الى اللاشيء/ وكل الدروب الهاربة مني الى درب اسماؤه مزينة بالوحشة /لاأحد يفتح شرفة الغابة للعصافير فكل الخصوم هناك يدخرون التأويل قبل ان تصيبهم جمرة الغفلة

-8-
فزاعة
لستُ خائفا من الليل لكن مايخيفيني ان اصعد باتجاهي وحيدا وانفرد بالحنين هناك / افكر كثيرا في هذا التراب / التراب الذي سيجمعني للابد هل سنكون اصدقاء اوفياء هل نتقبل بعض هل نكره بعض هل ستكون هناك حروبنا وامواتنا ومقابرنا ولاننسى مقاهينا واكواب الفراغ التي تجرعناها في غيابنا عنا

-9-
الندم ايضا غابه
هاانا اعود مرة اخرى كنت اود ان انام ولو مجرد بالحلم لكني عدت / هل يعود الموتى ؟
اردت ان اكتب لك عن طيشاني وعن هروبي المستمر من هذه الارض/ قد يصيبك الملل من كل ماستجده هنا لكن عليك ان تتحلى بالصبر وعليك ان تثق بي ولو لمرة واحده / لااريد ان اقرع الطبول من اجل حفنة مجانين يدورون بقلبي في تابوت فارغ / لااريد ان اقضم الهوة بيني وبين ان اصل او لاأصل/ الندم ايضا غابه/ والحياة هنا واقفه على جذع نخلة يابس / لامريم هنا لتهز الجذع اليها/ ولاابي الذي تراكمت جذوره في السماء فأرسل الي معجزة الجرى وراء بلاد من السراب/ أعرف انني لاانتهي من هذه الصحراء واعرف ان السقوط الى الاعلى لن يجربه احد غيري/ اذن مالذي افعله في طعم لاطعم فيه؟ مالذي أفعله في مستنقع لايربط خطواتي إلا برصاص تائه/ كأنني اللاشيء ولاغيره/ كأنني أمشي وظلي يسافر وحده/ لاوشم للنهر في اليابسة لاقميص يوسف في اغتسال الدمعة/ من يجمع هذه النار من رماد قلبي؟/

-10-
مر اليوم منحدرا من أقصى قامتي حتى بلاد السهو / مر النهار وانا اجمع شطايا الماضي وقلبي العطوف يتوسل الساعة ان تتوقف عن الدوران/ يالهذا المنحدر / يالهذه الارض كلما اقتربت منها بان الدم فيها يجري كالماء/ قلت للميت فيَّ كيف ينتحل عصفور فاقد جناحيه صورتنا ويطير بلا ظلنا

-11-
فجأة نقتسم التفاحة والفأس
في كل صورة هناك مرايا تمتد لصور آخرى قد لاتشبه بعضها البعض لكنها تعرف جيدا ان جذرها واحد وان السراب الذي خلفته الملامح لايعني ان الثمر يسبق نكران المأوى / وقد يزين يتم القول بلل الطلقة وهي تغدو لتتخلى عن شرط الغاية

-12-
عرافٌ ميتٌ يحتضر داخل ازهار جافه
لست ُ عكازة نبي كي أُفكر في ملامح وجه الأعمى / ولارصاصة أتبع غائباً معتل / انني أقشر القيظ من اجل غيمه/ لا قناعة للشمس بنصيب تفاحة اختلست الحياة من التبجح/ هي شهادة التتويج لأرصفة هلهلت كثيرا للفقد/ هي ذاكرة حنجرة غمرتها الجمرة حتى توجت بالغصة/ أيها العراف يامنافس ثوب احتضارك لِمَ تعانق ازهارك الجافة دون روحك ؟

-13-
عواء على طريقة الخائف من الذئب
كم اتحاشى الشائع من زينة الدروب هنا / المدن التي عرفتها منذ ولادتي هي انحسار على شكل أقفال/ يكفي فيها انك تعطس الملح شرقا وغربا / لا حراس هناك يجففون لك دمعة مصيرك/ هناك فقط رؤوس تحدق في اظافر الهزائم/ ترسمها كقبول وطاعة يتعذر مسح الوانها / هي عواء كلما ارتفعنا بمحاذاة قلوبنا ارتدّ علينا زهد التصحر فينا

-14-
الكتابة بحبل المساومة او ضربٌ من الندم
ان تحاول ايجاد وصلة تربطك ببحر هائح لتنقذ راسك من راسك / عليك ان تبحر عميقا حدّ اللعنة ايها القاتل لااحد هناك ينتقي لك احلامك فالحجر ايضا حياة والسمك ايضا موت/ لاتقلق فالحسنة الوحيدة التي عليك ان تتعلم منها انك لن تتعلم شيئا ابدا في هذا النوم/ هناك كما يقولون حين تبدا الانفاس بالبحث عن نافذة تبدا رحلة الكتابة بخرطوم الفيل

nuffari@yahoo.com