حسين حبش
(سوريا/ بون)

حسين حبشليبق الامتحان في هذيانه
ولتبق الدفاتر متألقة بالأسطر
وأنتَ تدير شؤون البياض في عزلة السرد وذهول الأقلام.

فتنةٌ توقظ من يديها الفارهتين بسالة الحبر
وتؤرق سرة الألواح ومشارف الحجر..

تنهمر جذوة الحيرة على مطالع الأحرف ومخارجها
جملٌ تقلِّد النوافير وتتناص مع العبث
والنفخ في شغاف الريح.

تتكور الغرائب في نعمة التحريض
وتتبعثر أشلاء الورق في نذور اللهب.

أيتها المتاهة
أيتها الجهالة صديقتي،
تتسع الينابيع في أنفاس القول وشجن المنعطفات
وتكبر جنة النقش على مفاتن الحبِّ.

ريشة تطوق الطيران وتفك براثن الأفق
وصورة المشيئة تتعثر في التقاط الفراغ المحير.

فلتطمئن مهلة البحث
فلتطمئن عضلات النثر القوية
وريثة العدم وقيافة المجهول.

غدٌ عنيدُ يتقدم..
شرارة تحلُّ سيور اللغة من فزعها الأبله والساكن.

تنهمر رعشات الشفق وتهب السناجب
من جروف الخيال في عناد كالأعجوبة.

لهوٌّ يرشح من تجاويف الرهوة
ومخدع الغيب الأثير.

لتكن الشبابيك جسورة أمام بهلوان الأبجدية
لتكن سطوة الأدلاء محتارة ومقصوصة الرفاهية.

مشاكسات تتمرن في شهيق العراء
أسئلة تحاذي قبة الشمس
أعجوبة تغمس جسدها العاري في أحشاء النيران

هتك مندلع يهتف:
لبيك أيها الكائن الشارد
لبيك في امتداد الجسارات
وشحذ أطراف الصلصال العنيدة.

اجتياحٌ مضرجٌ بعظمة الارتطام
إيقاع يرنُّ في السويداء
صدوعٌ مباركٌ
احتمالاتٌ
خفةٌ
لا يقينٌ يسمو في أروقة المستحيل.

انزياحٌ وحشيٌّ يتبرعم في سجع المأساة
مفردةٌ فارعةٌ تجتذب الخيلاء إلى رخاء النقائض
وجذوة الاستبسال.
جنوحٌ بهيٌّ لا يركن إلى جدب الأكيد
ويرقد في مراجيح الصاعقة
مطمئناً لغزلانه القلقة..

لا ضبطٌ للظنون ولا أضابير لأحابيل الكشف
نثرٌ يسنده سفك الزمرد وهالة الإرتقاء في أتون الشغف.

فلا تدلفنَّ إلى بلاط الرجوع والتراجع
ولا تركنَّ إلى شظف الأسلاف
ولا تحاولنَّ أيضاً الإكتمال على صهوة النَّهب.

مباغةٌ كريمةٌ محفوفةٌ بالشروخ
تحتفي بالزحف والطوفان،
بهجةٌ في حنجرتها وهيامٌ يبرق في أليافها المكتنزة بالوجد.

إذاً ليبق الإمتحان في ذهوله
ولتبق الدفاتر جديرة بالارتعاش وغنائمها الفريدة
من سبائك الكلمات.

تشظٍّ حاذق
دوَّامة تطلُّ برأسها من قبة المشهد
رهان الأهمِّ
حرفٌ يتيه في حرفٍ في بهجة لغوية شرسة.

حسٌّ يُغَيِّب الرطانة حين يندلع زناد المناوشات
افتراضٌ يتفرس في رغائب النَّص.

نصوصٌ تبرق في عطف المحال
وتسكن هيبة المجازفات
ثمَّ تنثر لآلئ الجنون فوق المصاطب والحافات
أمير الوهم والخدش
شاذٌّ في عاداته
استثناء عن أقرانه..

خليل الشبهات
شريرٌ يجانب العقل
ليس له حدٌّ
ليس بجازمٍ
محجه الغيب وركونه كرسيُّ الأعجوبة

بون 3/1/2005