إلى صديقي عبد الهادي سعدون
لم أقف إزاءكِ مكتوف العينين
ملأتُ سنواتي بالحزن
وواريتكِ في درج اللامبالاة
ضحكتِ عليكِ حتى الإغماء
لم أكافئك بما ينبغي من الركض
كما يفعل الخيِّرون!
ولم أذود عن حياضكِ قيد أنملة
كما يفعل الطيبون!
رأيتكِ مرات كثيرة من خلل نافذتي
مريبة كاللصوص
وجميلة في ثياب السأم
تهبين الكآبة ومودة اليأس
لم أدنو منكِ
ولم أمنحكِ فروض قلبي في نقاء أرومته
آفاتك كثيرة
مرعبة وضجرة
لا أمان لك البتَّة
في خلوتكِ تخلدين إلى الرطانة
وحياكة أثواب القسوة
لم أداريكِ كما ينبغي
ولم أساوم رعونتكِ
ذئبة الآلام
فاحشة كاللئم
وناهشة لحم البسطاء
رغم بهارجك
رغم عطفكِ الظاهر
رغم قامتكِ المديدة
لم أتآلف معكِ
لم أرغبكِ
ولم ألوي لكِ عنقي
أنت باقية في خلودكِ، يسمُّونك الحياة
وأنا باقٍ في سنواتي الداكنة
أنعم من خيراتكِ الجليلة:
الحزن
والألم
واليأس
والأسى
والغبار
.............
..................
أيتها الدرداء
شكراً لكِ.
بون 1/6/2005