هنادي زرقة
(سوريا)

طِر أيها الحمام

هنادي زرقةأفرّ
حمامةً..
حمامةً..
من شجرة العائلة
/
الصباح
يفتح لي نوافذ المدينة0
/
كان عليّ
أن أؤوب باكراً
كي لا يذبحوا الحمام0
/
طِرْ أيها الحمام
طِرْ أيها الحمام
قبل أن يقفل
المساءُ
أقفاص المدينة.

***

اللاذقية

كانت مستعدّة
للقيام بأي شيء
كأن تخترع طقساً جميلاً
مقاهي
مواعيد
وعشّاق.
/
أو أن تدّخر حزناً
ومطراً خفيفاً
يليق
بتسكعنا.
/
وحيناً
وكأنه واجب عليها
أن تدرّب هواءها

على أنوفنا
أن تَمُدَّ أرصفة
لأحذيتنا.
/
كان على أشجارها
أن تحتمل زفيرنا
ورغبتنا
في حرق
كل ما هو
أخضرٌ وحي
/
كل ذلك
لم يمنعنا
من مغادرتها
في
أول
حافلة.

***

حلم..

في صباح ما
لم يحدث
أنّ البحر
ارتدى قبعته والتحق
بالمراكب المسافرة..
جمع زرقته في كيس
واستلقى على الصخور
كبحار عجوز
/
لم يخبرني قصصاً
عن مناديل تبللت
وهو يغادر
/
في عينيه
ترفرف أغاني الحزانى
يصل أمواجه ببعضها
غير أنّ الهرم أصابها..
/
كان البحر
يدرك أنّ حلمه
في السفر بعيداً
قد حملته الغيوم
حلّقت به فوق اليابسة..
هناك
ثمة مَنْ أسقطها
مطراً
في غير موسمه.

***

عليكَ أن تغادر

عليكَ أن تغادر
جفّ الهواء
ولم يعد بوسعك
أن تركله بعيداً.
المدينة الخائنة
ستنساكَ
على عجل،
وتربي أبناء آخرين
تعطيهم
ثديها
وتخنقهم به.


أقرأ أيضاً: