اعترافات
مدينة ضيّقة
لا تتسع لي
لا تصلح لأخي الصغير
في مدينة أخرى
في سرير آخر
كنتُ امرأة أخرى
تأخرتَ
تأخرتَ عليّ
أطفأتُ آخر أعواد الرغبة
أغلقتُ نوافذ الجسد
لن تهبّ قريتي الصغيرة
علي مدينتك الشاحبة
كلّ صباح
عليك أن تغادر
جفّ الهواء
ولم يعد بوسعك
أن تركله بعيداً
المدينة الخائنة
ستنساكَ
على عجل
تربي أبناء جدداً
تعطيهم ثديها
وتخنقهم به
بقرط صغير
في أذني
ودعوات أمي
خرجتُ من القرية
وعند باب المدينة
أضعتُ القرط
هززتُ جذع السماء
تساقطتْ
دعواتُ أمي
ومطرٌ
غسل رائحة القش والتراب من عينيّ
فتاةٌ خائبة
فتاةٌ لاهثة
فتاةٌ جميلة
متى أحبوني
انتبهتُ
لم أنتبه
أفلستُ
ضاعتْ دفاتري القديمة.
***
نحيلةٌ
كما تريد
أهتم بكلّ شيء
على نحو يليق بامرأة تحبها
هاأنا أستخدم فرشاة أسنانك
ولساني يجيد إعادة الكلمات
بهدوء ورصانة كما تدّعي
أحبّ الموسيقي نفسها
أقتني كتبك
تدهشني الأماكن التي تزورها
أشبهك كثيراً
صيّرتني أنتَ
لم أعد أحبك
كغصن وحيد
على شجرة ساهمة في الخريف
أفكّر أي ريح ستكسرني
تصيّرني عصا يابسة
أيرسلون ثعابينهم ورائي؟
أفكر أيضاً
إلهي
لا تدع ثعابينك تبتلعني.
***
تخلصتْ من ثيابه
ألقتْ عليها التحية
عشرون عاماً
خبأتْ رسائلها
أحلامها
وانتظرت أن يأتي
لم تحمل الأزهار إليه
وضعتها على قبره
قبره
... زهرتها
آ خر الليل