أعلنت وزارة الثقافة في سوريا نتائج مسابقة محمد الماغوط الشعرية لعام 2994. وقد فازت بالجائزة الأولى مناصفة جولان حاجي عن قصيدة (نادي الظلمات) وهنادي زرقة عن قصيدة (إعادة الفوضى الى مكانها). وفاز بالجائزة الثانية تمام حسين تلاوي عن قصيدة (شعرائيل)، وفاز بالجائزة الثالثة محمد عارف عن قصيدة ( قدم مبتورة).
علماً أن عدد المتقدمين للمسابقة قد بلغ 78 متسابقا. وسيتم تكريم الفائزين في حفل سيقام لهذه الغاية تحت رعاية وزير الثقافة السوري في 19 - 1- 2..5.
****
مرآة فان غوغ
لقد أضجرتنا الأبديّة.
ثملين بآلامنا
نبصر السكاكين الكبيرة تسد أبوابنا بالبروق
نقفز عن قش كراسينا
ننفض عن أكتافنا
أهداب العيون التي تظلّل رعبنا
ونسأل ثانية :
متى ستجف أكتافنا من حبر الملائك السهرانة?
ثم نرمي أحداقنا الثقيلة بين زبد البيرة
كي ترانا
وقوارب رؤوسنا المثقوبة
تتهادى وسط ضباب الغرف الموصدة
كيف سنخرج إذن،
والسحب لا تغسلنا إلا بدماء المجهولين?
نحن جبناء الحياة الوديعين
أجسادنا حفر أمطرها الأرق بالبرد
وصمتنا أقدم من غبار نسيتّه الأخوات
في شقوق المرايا القديمة
شاحبون وحمقى وجميلون
أجمل من المنعطفات الم ميتة بين الجبال
وأهدأ من جوز تسقطه النسائم على الصخر
ارتدينا الجلود التي تخلع ها الثعابين
فجرا في ظلام جحورها
وأصابعنا المحروقة بالكستناء المشوي
تذوب الثلج بالدبس
وحملنا على ظهورنا المحدودبة
صدفة أرواحنا الثقيلة الخاوية
تحرسنا القطط الجائعة في آخر الليل
والسماء تلقي بفروها البارد على قلوبنا
صرنا الأصداء الصاخبة للشهب
تجول في الشوارع الخالية
ظلالنا أطول من صباحات العطل الغائمة
ومفاتيح غرفنا الممتدّة داخلنا
اختفت في مرايا الباصات.
نصعد يأسنا،
يمضُّنا العرقُ الذي ترشُه الأدراجُ على أنوفنا الكبيرة
والأوراق اليابسة تخشخش بين ضلوعنا
ونحن نعترف بأننا لا نحب حياتنا
وبأننا وحيدون وننتظر اللمسة
نلبس قمصانا بلون النُّدوب القديمة
ونفرّق الهواء الأسود بجمر سجائرنا الرخيصة
ونهرول مع القطط المبلولة في رذاذ الخريف
إلى عتمات الغُرف المهجورة
لنتمسّح بأكياس العدس الثقيلة
ونغفو بين سلال الخبز اليابس
وصناديق البصل المتعفّن.
تفقّدنا عيوننا في نوافذ الفنادق الرخيصة
وحصرْنا الألم في زوايا أرواحنا القاتمة
حتى انفجر بنا
وتعق بتنا سيول الحبر الهادرة في الأزقّة والمنامات
أفزعتْنا الأناقة
والابتسامات تأتلق في شقوق الأبواب المقفلة
والأذرع الممدودة إلينا كصلبان من لحم
حتى نفدت دموعنا التي ادخرناها لآثامنا
تقرقع عظام جدّاتنا المعلقة في مشاجب الخزانات
فتنقلب رؤوسنا تحت المخدّات الباردة
ولا ننام حتى الفجر
سرنا يلهبنا ولا نتكلم
نحلم أن نعود نجوما من نبيذ
تسبح في أرحام أمهاتنا الضامرة
أناملنا مغموسة في حليب الجواميس السوداء
واليمام ينثر غبار الزيتون على حواجبنا الغريقة
لكن العالم مستقيم كضربة الملاكم الأعمى
أسماؤنا تجف على الشفاه المشققة
وآذاننا قواقع يتردّد في عتمتها صخب الدم
اللهب الثاقب يسيل من أحداق العابرين
ويحرق أقدامنا
فنلتصق وحدنا بصمغ الأرصفة
متسوّلين فخّخوا موازينهم المعطّلة
على حديد الجسور الزرقاء
ظلالنا مقصوصة من أعقابنا
ونظراتنا تتساقط بين أحذيتنا
معاطفنا المستعملة تحفظ برد أمنياتنا
وأقدامنا لا تعرف متى ستركض
كي تجرنا من حياتنا التي تمر
مثل أشجار يلمحها ركّاب القطارات الناعسون
وتتأتئ
مثل بنت قذف بها الصرع من أراجيح العيد.
ظلالنا المطحونة تغادر الحانات
وترفع وجوهنا المجهولة، زرقاء كشفاه المخنوقين
جواربنا المثقوبة تتكور على روائحنا
تحت الأسر ة الضيقة
ونحن نهوي عبر الدوائر التي يشقها
في الهواء غرقنا
ونتفتت في نفق قلوبنا الضيق،
الشقراوات اللاتي ارتمي ن من القطارات البطيئة
إلى زوارقنا
تلفحنا أنفاس غرقهن الصامتة
ونحن أيضا، صامتون
وكأن اخوتنا قد ماتوا
أمام العربات المحطّمة
المرمية على شفير الوديان
صدؤنا يشده العشب الى المنحدرات
ومفاتيحنا لا تحر ك شيئا .
الشوك تحت أظفارنا
ومآقينا تفلت رمادها الهادئ
كي ننسى مصبنا
ونراك (فنسنت) في بئر نومنا،
الطلقة ترقص بين صدغيك النابضين
والنجوم التي تناثرت في لحيتك الحمراء
تبرق في عيون المحتضرين تحت سماوات غريبة،
تفرغ جيوبك الممزقة من الغيوم والصلوات
ونجمة المساء فوق السهوب السوداء
تدنو من جبينك الملوح
نحن غرباؤك الدائمون
صواعق ك الناعمة تنفش أرواحنا
كذيول القطط الغاضبة
نحن أحفاد متاهات اندثرت
ننتظر شعاع النبيذ القاني ينبثق من عينيك الحائرتين
ويدك الأخف من جناح فراشة
كي تهز مهد عيوننا
لكننا تغيرنا;
تطهرنا من الأمل
ولم تعد وجوهنا بحيرات الشمس
حيث نعد العجول المترنحة على أسنان أمهاتنا القوية
وننثر التبن على شفاه الخيول المريضة
وصداع المسمومين يخفق في محاجرنا
تركنا أصواتنا تحت شواهد التلال المحروثة
لعلنا نحب آباءنا
العماء يدفئ جوع عيوننا
وخطواتنا تنسانا في الوحل
ونحن ننسل بين الأكباش النائمة
لنصبغ بالحناء أثلام قرونها
ونرسم بالفلفل الأسود
ملاكا ينام فوق رخام المنازل المستأجرة
نشرب المجرات التي تترقرق في كؤوس شاينا الثقيل
وننعس فينسرب النور من راحاتنا المضمومة
والعصافير السوداء تموت في مداخننا
قبل أن تشحذ برد الأسلاك سيقانها النحيلة.
والآن، يسيل غسق وحدتنا إلى قلوبنا
بذورنا أتلفها النور
وألمنا أشد صدقا من الخبز السّاخن
وألسنتنا المدماة تتململ بين أصابعنا الم شعرة
ضامرة كذيول السحالي الهاربة.
ما عادت نجوم الشتاء القليلة تتنقل في أجسادنا
ولا قبلات الأرامل الحارقة
تغوص في جباهنا مرساة من نور هادئ
وأنت .. هاوية زرقاء غرست أمام المرآة
بين كفيك ترتجف
أذن مقطوعة تسمعنا
نلمسك:
أنت ضفة مرآتنا
وعسل نظرتك عشاؤنا الأخير.
***
السّائسُ الذي استيقظ َ سنطوراً
في الكتــاب الخامس من طبيعة الأشياء ، يضيفُ
لوكريتيوس السنطورَ إلى سلسلة المستحيلات ، طالما
إنّ الجيـــادَ تستبقُ البشر َفي أوان نضوجها ، ففي
الثالثة من عمره سيكون السنطورُ حصاناً مكتملَ النمو
وطفلاً يلثغُ. ستوافي الحصانَ منيَّتهُ قبل الرجل
الذي سيقاسمهُ الجسد نفسه خمسين سنة أخرى ،
وهو يجرجرُ وراءهُ نصفهُ الميّت.
…. بوُغِتُّ .
في بيتٍ لم تطَأْهُ قدمايَ من قبلُ
عُرِّيتُ رُمِيتُ مُقيـَّداً جُوِّعْتُ
ومعي للحيارى كنزٌ تبعثرَ:
أغنياتٌ أو ثمارٌ يلمِّعُها الندى
بذورٌ لاشتِ الشمسُ هضابَها الممسوسة
وجذرٌ شعَّـثـَـتـْهُ الظلماتُ
أهداهُ البركانُ للزوبعة.
فنسيتُ ما نويتُ أن أقول
وما عادَ السكونُ إليَّ قطُّ.
حامَ ونجمةَ الصُّبح
خفقانُ ساعاتي الأولى
أطفأتُ الكلماتِ وتماوتُّ
وترامى رمادٌ بارد
أولمَ رهبانٌ فوقهُ قلوبَهم للموت
فما تلكّـأوا وما أبطأَهُم ندائي.
أورثوني في المهبِّ قنديلاً تدلّى
إلى وجع المخاض الشاقّ.
حتى قَلبـْتُ مائدةَ العرس
وبالنبيذ اغتسلتُ
وغُـلِّق في مقلة الشيطان بيتي.
بريقٌ جفَّ أشعلَ فوقي القشَّ والذهبَ
ونظـَّفـتِ العقربُ سقفَ التراب.
بدأ الغبارُ
وذرَّتِ النجومُ بديدَ الثواني.
عينايَ دائختان تخافان عليَّ منّي
تُحملِقان بما لسـتُ أدري
هي خطوةٌ انكفأتْ حُتِّـمَ أن تضِلَّ
ثمَّ أظلمَ المخبأ مرةً أخرى
ولم تنُبْ صرختي عنّي
ولم تُخِفـْني أوصافي.
ما تطوَّحَ رأسي مسعوراً من كُـوَّةٍ لكُـوَّةٍ
ولا تهدَّلَ في الأعِـنَّـةِ لحمي
لكنّي تخبّـطتُ ومُرِّغْتُ
وعسلَ الملوك دنَّسْتُ.
فمَنْ يا تُرى مَرَّ مُوَشْوِشاً:
أيُّها الشّاحب، مِنْ أين أقَبـَلْتَ!
ارجـِعْ مِنْ حيثُ أتيتَ
ارجـِعْ واندثِر!
وهل يا وقتُ
يا باباً هُشِّمـَت مفاتيحُه
يا عيناً لا ترحمُ
تفتحُ شبـّاكَها السندسيّ
تشدُّ حاجباً قوَّسَهُ الذهولُ
سـتُدمي بسهمِكَ المكسور بطني
ما لم تحبَلْ بيَ الغيمةُ الأمُّ
ولم يلِدْني غيابي؟
فاتـَّـئِدْ، إذاً، يا ليلاً يركضُ
ويا سماءُ ارتفعي:
قبضُ ريـح ٍ هِبـاتـُكِ
رُمْحٌ أنيـنُكِ
الأفراسُ استراحَتْ في فجْوةِ النّوم
كالشمس في خاتـَم ِ المغنزيوم
بينما التيوسُ بعيداً بجَلاجِلِها
تتبارزُ عند تفتـُّح الأغصان
والبحرُ من ورائي
يلجمُ ثيرانَهُ بنبالٍ من فضـّة.
ولادةٌ جَرتْ في الأخدود
هادئةً كشـجَن ٍ ناعم
جاءَ مربوطاً يحبو في نَفق العالم.
عضـَضـْتُ أسمالَ يُتـْمي.
ذوى الذيلُ شقـَّرَتـْهُ التفـّاحـة ُ
فاضتِ الأباريقُ ظلالاً.
تضـوَّعَتْ حشائشُ مجزوزةٌ.
المشـيمة ُ تخطـَّفَتـْها القِطط.
انحنـيتُ لألعـقَ عن المهماز الذي أَدْمـاني
نثارَ المنشارِ المتطايرَ
عن الحبلِ المقطوع
(أقيسُ بهِ سـَمْتَ الأفلاك)
والحَرُّ يفلقُ ما تهجسـُه البزرة ُ تحتي
ويسخـّنُ ، في صُرَّةِ كتـان ٍ،
ملحاً أسمرَ تركـَتـْهُ على السـَّوْط ِ دموعي
لن يـُعتـِقَني ممّـا فاجَأني.
ثقــُلَ الضبابُ،
وأرختِ الأشجارُ،
رائقـة ً بعد ذرْفِ الدّمع،
ستائرَ كم تـُـقـْتُ لِلـَمـْسها
فماذا يصدُّكِ،
يا جذوراً ضاربة ً سـُكـنايَ
في يـبوُسةِ الرّوث وقـُلامةِ الحدَوات،
ماذا يـُثقـِلكِ
أنْ تـَسـْتولِدي وجهي
إنْ تـعثــّرَ في رحمه كحـَجَرٍ أزرق
شـُدَّ من عـُرْ فهِ البلـَّور إلى حوَافـِرِ الريح؟
الإصطبلاتُ التي أوصدَتـْها يداي
تـُرِّسـَتْ بأكياسِ حنطةٍ مبقورة
بالحذَرِ اسـتضاءَتْ
وفتوقُ العتـّالين تحت خطاطيفهم خـُنـِقــَتْ
فمـَن سيرفعُ معي، بدون أن ترفرفَ عيناهُ،
نصـفيَ الميتَ إلى العربةِ المتحـدّرة ِ
صـوب اخضرار ِ الموج
حيث يربضُ قبري في باحةِ منزلي؟
طلـَقاتٌ فارغة ٌ مصـفوفة ٌ أمام الأقفال.
هي ذي أيـّامي
الآتية ُ الماضية .
شباط 2..4
عامودة
****
إعادة الفوضى إلى مكانها
سيحبها إذا لم تأتِ
الأخت الصغيرة
سمراء بفم كبير
قد يحبها أحد
إذا أتت دائماً
وفي الموعد المحدد.
/
لم يحبّها أحد!
/
ضعي قليلاً من مساحيق التجميل
أطيلي الوقوف أمام المرآة
سينتظرونك إذا تأخرت،
وسوف يحبّك أحدهم
إذا لم تأتِ.
أسبرين للأزهار
الأخت الصغيرة
تكتفي بقبلة على الخدّ
وتغادر.
/
لديّ من الأزرق
ما يكفي لنهار لا ينتهي
ومن العصافير
ما يكفي لسماء أخرى،
أحاول الكفّ عن قضم أظافري
كلما عدتُ إلى البيت
متأخرة.
/
"ليس لديها من الأسبرين
ما يكفي
لتسكين
وجع
أزهارها".
أمنية مكسورة
لم تكن غريباً عني كفاية
لتكتشف
أنّ لي عينين جميلتين.
/
لم تكن غريباً كفاية
لتقول لي
إنّ ما يعوزك
هو بقائي.
/
الصدفة أم الخيبة
ما يجعل قلمك ينكسر
قبل أن تكتب
ما تتمناه
لي.
مطر متأخر
تَعِدُني دائماً
ولكَ أسبابك
أن تتأخر
أو لا تأتي
فأنا أنتظر.
/
وحين تصل
متأخراً كعادتك
عصبياً كما ينبغي
تدّعي أن حالة الطرق سيّئة،
وأنَّ المطر
قد فاجأك
/
ربما لم تنتبه
أنّ المطر تأخر سنة
على الأقل
منذ أن قررت
مواعدتي.
مجرد راكبين في حافلة
بحرارةٍ
يسأل عن الجميع
الكلُّ يتلقى قبلته
حتى زوجات الأصدقاء،
وحدي مَنْ نصيبها
فقط
نظرة
/
يتجاهل كرسياً بجانبي،
ويجلس في أبعد زاوية
من
عيني
/
يدير ظهره لي،
ويتحدث عن نساء أحببنه
وعن سابق قصد
يسقط اسمي من الحافلة
في
أول
شارع
فرعي
/
أدير له ظهري
وأتحدث عن رجال أحببتهم،
وعن سابق قصد
أسقطه
من
الحافلة
في
أول
شارع
فرعي.
النفس الأخير
كنتِ
كما أرادوك تماماً
قميصاً للحب
ورمانةً للشهوة.
/
كانوا يتسلقون نبيذك
ويرمونك
من أعالي النشوة.
/
كنت باباً
يهمّون بإغلاقه
كلما هبّت ريح.
/
كانوا في حضنك
يلفظون
النفس
الأخير.
غصن وحيد
كغصن وحيد
على شجرة ساهمة في الخريف،
أفكّر:
أيّ ريح ستكسرني
تصيّرني عصاً يابسة
أيرسلون ثعابينهم ورائي؟
/
أفكّر أيضاً
" إلهي
امنحني ربيعاًً
وابعث ملاكك
ينفخ من روحك
بين فخذيّ".
/
إلهي
لا تَدَعْ
ثعابينك
تبتلعني.
زهرة آخر الليل
تخلَّصَتْ من ثيابه
عشرين عاماً
ألقت عليها التحية
خبأت رسائلها،
أحلامها،
وانتظرت أن يأتي
لم تحمل الأزهار إليه
وضعتها على قبره.
قبره
زهرتها
آخر
الليل.
مرآة
نحيلةٌ
كما تريد
أهتم بكل شيء
على نحو يليق بامرأة تحبّها،
ها أنا أستخدم فرشاة أسنانك
ولساني يجيد إعادة الكلمات
بهدوء ورصانة كما تدّعي.
أحب الموسيقى نفسها
أقتني كتبك
أحتضن الأماكن التي تزورها.
أشبهك كثيراً
صيّرتني أنت
لم
أعد
أحبك.
عشب يطلع من راحة يدها
لم يكن قلقاً
ما يحرّك الأشكال
في سكونها
لم يكن ظلاً،
ولا زغباً،
كان وقتاً
يسرح تحت السرير،
وعشباً
ينبت
في راحة اليد.
ذكريات
غرفة تضجّ بالآخرين
مزهرية
تماثيل
شموع
وقليل
من أزهار جافة
/
ذكريات
/
ألم في مكان ما
لا أدري من ارتكبه
أضع عطراً من رجل قديم
ذات حب.
/
أحاول أن أقنع
رجلاً آخر
أنني ابتعته لأجله.
رنين
لم ينتبه الغيم
لدبيب النمل في شقوقي.
الهواء الأخضر الجميل
لا يغريني بفتح نافذة،
وتلك الزنابق البيضاء
لم تغرني بزجاجة عطر جديدة.
هل توقّف قلبي عن الرنين؟
أيّ لون أزرق
أعلّق على عيني؟
الجاحد
أنتَ
أنتَ
الجاحد
المارق
فوق سكينتي
لا تفلح
في اللحاق
بدقات قلبي
أ لهذا تخلصتَ
من الأجراس
ومن رنّة الكؤوس في غيابي؟
صخب في الغرفة
ساعة معلقة على الحائط
تلهث وراء عقاربها
بين صورة الأحياء
أموات
/
عبثاً
تكنس الصدأ
عن الأيام الرتيبة،
تحاول إغواء عصافيري
باليقظة.
وجناحاي الهرمان
يصفقان
في آخر نشيد
لصخب الحياة
في هذه
الغرفة .
صدى
- لمن تغنين؟
ربما لثلاثة رجال ..
رجل يحبني
رجل أحبه
ورجل لا يلتفتُ إليّ
لكنني أنتظره.
- تغنين لكلّ الرجال؟!
ما الفرق؟!
ربما في ماضٍ آتٍ
سأعرف
أنني كنت وحيدة في الغرفة
حين انتبهت إلى الصدى.
بنفسج الوقت
تذكرين جيداً
حين أخبرك:
" صوتكِ يرنّ داخل روحي
ورمال بيتي
منسوجة بعطرك"
تذكرين جيداً
أنك أحصيتِ النمش الصغير
في ظهره،
وأنت تطعمين النار
بنفسج الوقت.
لا تبدئي بالعويل
لا تبدئي بالعويل الآن
مازالت أمك على قيد الحياة.
مازال ذلك الرجل الشرس
يحبك ويضاجع امرأة أخرى.
مازالت أزهارك تخضرّ
رغم إهمالك المتعمّد لها.
ما زال أصدقاؤك يغادرون
واحداً تلو الآخر
دون مشاكل
دون ذكريات حميمة.
لا تبدئي بالعويل الآن
لن يذهب بك حذاؤك
إلى أي مكان
هو الآخر
الأبله
سيظلّ ملتصقاً بك.
****