ألا تزالُ بقيّتي تكفي لينتصر الخياليّ الخفيفُ
على فساد الواقعيّ؟
كبرنا.
كم كبرنا، والطريقُ إلى السّماء طويلةٌ
بقيّتكَ تكفي لترميم أوردة الجراح السرمدية فوق وجنتي وطنٍ لم يندمل بعدُ، والخياليّ الذي ما زال يحلّقُ فوق أجنحة المرايا والسلالم المؤدية إلى السماء لم يكن يوماً بمستوى تأملاتك.
خفيفاً كنتَ أكثر من لزوم الزوبعة حينما تنتحرُ في ملتقى القرار، وثقيلاً أكثر من ارتياد الفراش لوجنتي عاشق.
كبرتَ.
كم كبرتَ، والطريقُ إلى السماءِ طويلةٌ.
والطريقُ إلى السماءِ لم تعد طويلةً، ها قد وصلت ولم تستأذن بالسّفر، وغدرتنا ورحلتَ يوماً دون أن تأتي لكي تهذي قليلا،
هكذا كان الطريقُ إلى الفضاءِ المخمليّ دوماً طويلا...
من سيجعل ملاعب كرة القدم مسرحاً لأمسية شعرية بعدك؟
حينها... أذكر أن المقاعد الأخيرة كانت للمحظوظين ممن وجدوا فضاءً يقتعدونه، والأمامية كانت للمجانين الذين سهروا ليلة الأمس على جنبات المكان، ولصناع القرار.
أذكر جيداً حينما رفعتُ الوترَ المنقبضَ في إصبعَي يدي اليمنى إليكَ وأنا أهديكَ إشارةَ النّصر.. فقضيتنا واحدة،حينها رفعتَ الوترَ المنقبضَ في إصبعَي يدكَ اليمنى إليّ وأنت تهديني إشارةَ النّصر..فقضيتنا واحدة.
التقينا آنذاك وكأنني أعرفكَ منذ زمن، ولم أكن لأعرفك حينها إلاّ منذ زمن.
ما زلتُ أؤمنُ بعدكَ أن الشعراءَ لا يرحلون إلاّ في الصّيف لأنهم فراشاته التي تحترقُ في صداه...
على من سنقبضُ بعد اليوم بشباك خيباتنا وقد مضيت دونما استئذان؟
لا تعتذر عمّا فعلت.