(شاعرة ليبية مواليد بنغازي 1973، لها: «بهجات مارقة» 2004 مركز الحضارة العربية - القاهرة، «ينتظرونك» 2006 مجلس الثقافة العام)
صيرورة الكتابة هي تسمية الأشياء المحيطة، النبش في جوهرها، إعادة ترتيب سياقاتها. هل تسعنا هذه الكتابة بكلّ مفرداتها، بكلّ جنونها، كي نسرد علاقتنا بها، كي نذهب إليها، كي نلمس أطراف أصابعها التي أمسكت القلم لتكتب نصّاً؟ نازك الملائكة، وعبر ملفّ مجلة «نقد»، هل أستطيع أن أتحدّث عنك، أن أستخدم حواسي؛ عينيّ اللتين قرأتاك يوماً وأذنيّ اللتين استمعتا إلى صوتك عبر كاسيت أهداه لي أحد الأصدقاء؟
أين سأخبئ التذكارات (قصاصات الصحف) التي كُتبت عنك كشاعرة وعن رحلتك مع الغربة والمرض؟ «فيمَ نخشى الكلماتْ؟/ إنها باب هوىً خلفيةٌ ينفذ منها/ غَدُنا المبهمُ فلنرفعْ ستارَ الصمتِ عنها/ إنها نافذةٌ ضوئيةٌ منها يُطلّ/ ما كتمناه وغلّفناه في أعماقنا/ مِن أمانينا ومن أشواقنا/ فمتى يكتشف الصمتُ المملُّ/ أننا عُدنا نُحبّ الكلماتْ؟».
ثمة أشياء تستدعينا كي نقول، ونصوصكِ تكلّمت معي، صادقتني بحميمية صُوري التي أرصّها بطريقة غير مرتّبة على حائط غرفتي، بإيميلي، بأشياء كثيرة. ومن هنا بدأت الحكاية: مقعد في الحديقة، أصدقاء، قرّاء ينتظرونك، وأنا أعد لكِ طبق الحلوى.