عنود عبيد

(شاعرة سعودية مواليد الكويت 1981، لها مجموعة قيد النشر)

رسالة الكتابة مذ تولّدت المعرفة بين جليد الأرض ورعشة الميلاد ما هي إلا غيبوبة حالمة تسري في رأس الزمن المثقل، وتعيد بعث الحزن كاملاً وناضجاً في أجساد تحدّها حدود مطلقة، بل يسكنها هاجس التأمّل اللامحدود. فكيف للضوء أن يخلد دون أوطان سمويّة متآلفة الأطراف؟ نازك الملائكة إنسانيّة الأنوثة في شعر معرفتي الأولى. وبين الأنثى والأنثى في جوهر القلب والذاكرة عباءة - لم تكد تكون من حرير لا يُرى لأيّ ناظر - إلا ورسخ في ظلالها الدفء العتيق الكامن في مثاليّة الشعور. بين الأنثى والأنثى أيضاً نخلة شاهدة على تخلّق بغداد جديدة في كلّ موت وعلوّ حزن وبكاء؛ بينهما ما لا يشبه مخلب الذئبة وعويل الجدران الشائكة والتسليم بالتراب.

نازك الملائكة تفرّعت في جذع الوعي حتى أثبتت أن ثمة نافذة في عمري الناعم مشرعة للياسمين، وأن في عقل القصيدة تكمن امتدادات الحياة، لكن بلغة تحمل ضمير زمنها الحقيقيّ المقبل.

وحدي أو - صحبة - الوطن الإنسانيّ الأعلى في كلّ ذات شاعرة... تشدّني بلاغة الأثر، وخلق عوالم أكثر تطوّراً واحتواءً للسائرين كتفاً إلى كتف مع الحياة، وللمقبلين نحو التجدّد بكلّ معانيه الفضفاضة من نضال وحزن وبحث وحبّ و... بقاء.

هكذا هي إنسانية نازك الملائكة لم تخلّف ضجيج العبور، كما لم تمرّ صامتةً ما بين طين وتراب.