الصديق الشاعر عباس بيضون
سؤالي هو الآتي :
بقدر ما نسعى للخروج بالشعر من ثقل انتاساباته السابقة، وخلق آفاق جديدة، بوضع النص في منعطفات انشراحه، بقدر ما نجد عبء المفاهيم ما يزال يقيد رؤيتنا لهذا الانشراح.
ألا ترى معي أنَّ المفاهيم، القصيدة مثلاً، هي انسراب لوعي لم نشارك في تسمية حدوده، بل حملناها بكل مخلّفاتها دون أن نلتفت لمآزق المفاهيم و لعجزنا عن تسمية ما نكتبه مهما تكن قيمة النص الذي ندعي أنه غير ما كان من قبل ألا ترى معي أن مساءلة المسلمات أصبحت من الضرورات التي بها نعيد النظر ليس في النص بل، أيضا، في ما يُصاحبه من تسميات و مفاهيم؟
جواب:
عزيزي صلاح بوسريف
أظن أن العمل الشعري اليوم تجاوز البيانات النظرية التي سبقته. إن الشعر كقطع ثقافي أو بديل شامل أو طوبى أو بيان نظري أو دعوة ودعوة مضادة أو ثوره سحرية. هذه جميعها ليست شيئاً في حساب النتاج الذي يتواصل من أربعين سنة. لقد وضعت في زمن الريادة بيانات لم يسأل أحد، كما ينبغي آنذاك، عن صلها بنتاج الرواد أنفسهم، فقد كان هناك عقد سحري بين البيانات والنتاجات وكأن كلاً منها يحضر في طيات الآخر. لقد أعطى هذا للأشعار معاني كبرى وأعطى للبيانات وجوداً متحققاً على نحو خرافي. العمل الشعري اليوم يطرح أسئلته بدون ذلك العكاز البياناتي. علينا أولاً أن نستخرج هذه الأسئلة بدون أن نجعل منها وصية ولا ميزاناً.
سؤالي للشاعر عباس بيضون هو التالي:
في وقت انحسرت فيه الكتابة النقدية الجادة عن الشعر، يبدو أن إحدى مهام الشعراء هي تقديم إضاءات نقدية صافية ونبيلة وهو ما كنت تفعله لسنوات طوال، وما كانت تراهن عليه جريدة السفير عبر أقلام أخرى. لماذا يا ترى توقفَ قلم بارع مثل قلمك عن المتابعة النقدية للشعر العربي؟ هل للأمر علاقة باستفحال الكم الشعري المطبوع؟ أم بصعود نوع من المنافسات الحادة بين الشعراء العرب التي تغدو فيها مثل هذه المتابعة محض إعلانات شخصية غير مرغوب بها؟
جواب:
العزيز شاكر لعيبي
في وقتٍ ما لا يستطيع شاعرٌ أن يواصل المتابعات النقدية، فالعمل الشعري يجر إلى حيرة نظرية حادة لا خروج منها إلا بالمضي في العمل نفسه، على أمل أن يكون الإنجاز حلاً على الأقل لذاته. ثم أن عاملاً في الشعر مثلي لا يستطيع أن ينجو إلى النهاية من قلق أن يكون حديثه عن الشعر "أعلاء" لتجربته الخاصة. توقفت عن المتابعات النقدية، لكني لا أزال أتأمل في شعرنا ككل وأرى أنه رغم الفوارق الذاتية بين القصائد المختلفة، ثمة محركات مشتركة وأجوبة أكثر من شخصية واشتراكاً ثقافياً وفنياً، ذلك ما أخاف أقل من استجلابه.
هناك شعراء يجيدون فن الإلقاء الشعري وهم قلة على سبيل المثال لا الحصر أدونيس، المرحوم نزار قباني، محمود درويش، يأسرنا هذا الإلقاء الشعري. إلا ترى معي إن "الإلقاء" محاولة ذكية للالتفاف على القارئ / المستمع؟
كشاعر وناقد وقارئ كيف ينظر عباس بيضون إلى الإلقاء الشعري وهل النص الذي نستمع إليه بصوت الشاعر هو نفس النص الذي سنقرأه
كل المحبة
جواب:
العزيز مروان علي
لا أعترض على الإلقاء فنحن نسمع الشعر حتى حين نقرأه بأعيننا. إلقاء الشاعر لا يزال قراءته الخاصة لشعره، ولو في لحظة متعينة. أما جودة الإلقاء وتأثيره فهما أمران عائدان للجمهور، شأنهما شأن الكتاب. حكم الجمهور مسألة لها ظروفها وتقع غالباً خارج العمل نفسه.
تحية لعباس بيضون
- يأسرني تواضعك وأنا أقرأ مقالاتك وحواراتك. ربما مقالاتك السياسية أحيانا لا تعنيني لأنني أجهل الشأن السياسي اللبناني وأكاد أقول أنني عاجز عن مواكبة تناقضاته. الحوارات الصحافية مع شعراء هي عادة فرص كبيرة لهؤلاء للتلميع و الترويج الذاتي، وأحيانا يضعون أحشاءهم أمام المحاور والقارئ للتفرّج على نرجسيتهم المتفاقمة. بالنسبة لعباس بيضون الأمر مختلف تماما فنحن أمام ورشات تأمّلية حقيقية ومتجدّدة وتجريبية في الشعر، لذلك نقرأها ونتلقّفها بتلهّف في لحظة شعرية يلفّها الفراغ النقدي وخراب اللحظة الثقافية الشامل.
هل ترى معي أن قصيدة النثر تحمل مشروعا للإطاحة بالذات، فتصبح اللغة أداة لسحلها )أي الذات( ودفعها لمناطق سرّية و معتمة. فالعربية بكل حمولتها الميتافيزيقية صاغت ذاتا إلهية مطلقة من المتنبي إلى جبران النبي ثم أدونيس اله الخصب. ما الذي طرأ بعد ذلك؟ هل انفصلت قصيدة النثر عن الذات الجماعية تماما، و كيف نصنع آلهتنا الآن ؟
لا يتردّد عباس بيضون في التواصل مع الجيل الجديد والتصريح أن الشعريات الصاعدة يمكن الاستفادة من بعض منجزها وهذا سلوك نادر يحسد عليه الجيل اللبناني الشاب. ألا ترى معي أن التجارب الجديدة تعيش نوعا من العزل في المشهد الشعري العربي، حتى أن الاحتباس الشعري الذي تعيشه قصيدة النثر الآن يمكن أن نعزوه إلى هذا الأمر. يمكن أن نعزوه أيضا إلى أسئلة الماضي التي تعود للطفو الآن، فالشاعر الجديد ربما قد لا تعنيه عمودية الفراهيدي ولا أفقية سوزان برنار.
فالكبار مازالوا يحتاجون إلى ألقاب أكبر، وما يكتب من جديد ليس له مكان لتسليط الضوء عليه. الأجيال الجديدة ليس لديها مجلة شعر ومواقف ولا الكرمل الغائبة، وهذه المنابر كانت مختبرات نظرية وإبداعية لها الفضل في صناعة أسماء. لكننا الآن نعيش حالة سديمية زادتها الانترنت التباسا. الكتاب الشعري لا يصل وهو صناعة فاشلة في العالم العربي. كيف ترى الحالة الآن؟ وهل تتفق مع البعض الذين يرون أن ثمة شعراء من الأسماء المكرّسة ينتعشون في ظل هذا التصلّب في الشرايين و يريدون الإبقاء على هذا الوضع ليستمرّوا في الواجهة رغم أن آبارهم أوكحت؟ هل سرّ تجدّدك الدائم هو إنصاتك المستمر للكتابات الجديدة ؟
جواب:
العزيز هشام فهمي
أحسب أن قصيدة النثر ليست متألهة. ما فعله كثيرون في الريادة تأليه الشعر نفسه. أظن أن الشعر الآن يشك في نفسه وربما يتهكم منها ولنا أن نقول أن جزءاً من معركته يدور مع ذاته.
ليست متابعة الشعريات الشابة منّة من أحد ولا تنازلاً أخلاقياً. إننا نفعل ذلك لخدمة أنفسنا، لنبقى في اللحظة والعصر، ولنضيف نبض اللحظة إلى أبنيتنا، التي لولا ذلك، غدت شائخة وبائدة. إن الشكوى من تخلف العصر تحتاج، لكي تكون مشروعة، إلى محمول معاصر للغاية، بدون ذلك تغدو ضرباً من الشيخوخة والعجز عن فهم المتغيرات. إن لم تكن ضرباً من نرجسية لا ترى، بعد من نفسها ومن مكانها.
لا يهمني كثيراً أن أتهم الأسماء المكرسة، تلك هي أيضاً شكوى بارانوييه، ثم أنها أيضاً متأخرة عن اللحظة إذ إلحاح الشبان على نيل اعتراف السابقين لا يعني إلا أنهم لم يوجدوا بما يكفي في لحظتهم.
السؤال الأول:
إلى أي درجة تستطيع في الظروف السياسية المتأزمة في لبنان ومحيطه، الانعتاق والحفاظ على مساحات ٍ حرة ٍ للتأمل !
دون أن تكون لاهثا ً وراء أولويات اللحظات الراهنة سياسيا ً ومأخوذاً بدورك كمثقف لتركيز البوصلة المتخلخلة، وبالتالي محاولة الإبقاء على توازن ما! في الآراء..في المشهد العام خوفا ً من...!؟
كيف تبني علاقة استقلالية الشاعر والكاتب وكيف تحمي الاثنين معا ً من العنف المتصاعد المحيط ؟! من عدم تسربه إلى داخلك َ !
كآلية من آليات ِ الدفاع ِ عن الذات ؟ .
السؤال الثاني:
بصفتك َ أحد أقطاب الرأي الثقافي في لبنان "السفير الثقافي"
هل حرية التعبير النسبية لديكم في لبنان تحمي المثقف من نمو العنف الداخلي ! أم تحمي من التهميش فقط !؟
نحن في سوريا ننظر إلى الأمرين بعين ِ التوق ِ والحرمان !! .
جواب:
العزيزة هالا محمد
مدحت روز أليكسمبورغ في واحدة من رسائلها غوته لأنه في غمرة الحروب الأوروبية كان يواصل أبحاثاً في الفيزياء. لا أعرف مع ذلك إذا كان في وسع غير غوته أن يعتزل هكذا عما يحيط به، لكني أحسب أن الكاتب يجب أن يجد وقته الخاص، أن لا يكون ترمومتراً ولا مرآة لما يجري. تقولين بالطبع إن هذا لا يخرجه من الدوامة التي تضرب على نوافذه. هنا المعادلة الصعبة، الموازنة بين وقتين، إيجاد تقاطع بين لهاث الواقع وهدوء التركيز. الفن في النتيجة عملية دينامية وتوليد من متباينات.
إذا أخذنا التجربة اللبنانية في الحساب، حرية التعبير هي دائماً معطى هش، قلقنا عليه يمنعنا من استثماره كما ينبغي. حين تفتقد حرية التعبير مقوماتها الأخرى، نفهم أنها ليست نهائية وأن الكارثة التي نخشاها لن تجد صعوبة في الإطاحة بها.
عباس بيضون لمناسبة احتفاء جهة الشعر:
أولا:
سعى ويسعى الكثيرون من الشعراء العرب على تأسيس فكرة ريادتهم، أو زعامتهم، لواجهة ما، هي في مكان الادعاء أكثر منها في الفعل والمعاش. فهذا الشاعر مبتكر حداثة غير مسبوقة، وهذا رائي اللحظة في تنبؤاته، وذاك المخرب الأكبر..إلخ
مع تجربة عباس بيضون، وأقواله المعلنة، صار الشاعر شاعرا ليس إلاّ، شاعراً يكتب معاشه، وكيفما أتفت هواجسه بأحباره، دون ضجيج أو تسيّد زعامة.
وما يلفظ في اللسان، هو أيضا، في الكتابة.
صدرت الآن (المجموعة الشعرية) لك، حاوية على كل مجموعاتك السابقة.
والسؤال، هو، مع هذا الصدور، أليس إصدار (المجموعة الشعرية)، وما سبقها من جهد إعداد وترتيب، تحيل، هي الأخرى إلى فكرة تأسيس ما، وإن كان مختلفا؟
بمعنى تقديم شاعر مكرّس واسم متداول؟
هل يغريك ذلك، إذا كان هناك ما يغري في الكتابة ونشرها؟
ثانياً:
هل آن الأوان للخروج من قصيدة النثر ؟
نجد أن معظم ما كتب عربياً ضمن ما يسمى ( قصيدة نثر)، يصنف حسب المرجعيات الأوروبية بأنه (شعر حر). مع هذا، وعلى الرغم من مرور أكثر من نصف قرن على بدء انتشار هذا الشكل في الكتابة العربية الحديثة واتساع نشره في العقود الأخيرة، نلاحظ أن بعض المؤسسات الثقافية والأكاديمية العربية مازالت تنكر على هذا الشكل حق الوجود، على ما يظهر عليه.
ما هي الإشكالية الأساسية، برأيك، في العلائقية المتوترة بين هذا النص الحديث والمرجعية الثقافية العربية. وهل آن الآوان لمراجعة تاريخية التوتر، والقبول بالتعايش بين مختلف الأشكال التقليدية والحديثة؛ أم أن التجديد وحركيته المستمرة تتطلب من الكُتّاب الحديثين مواصلة المواجهة مع كل ما هو تقليدي؛ بل، وربما، البحث عن صيغ إبداعية أكثر حداثية، أو ما بعد حداثية، تخرج عن التصنيفات السابقة لمفهومي الشعر والنثر؟
جواب:
عزيزي علي المقري
تعب ناشري من انتظار تصحيح بروفات أعمالي الشعرية. لم أتحمّس لنشرها إلا لسبب واضح، لربما كنت أتطير من نشرها أو أجد مناسبة بين صدور عمل كهذا والسكوت الأدبي وربما الحياتي. لقد وجدت غيري سبقني إلى ذلك فأذعنت، لم يخطر لي أن في الأمر تكريساً. في بلاد أخرى قد يكون كذلك، أما هنا فقد نشرت أعمال شعرية لكثيرين لم يبق من أسمائهم إلا القليل، لا عبرة بذلك هنا، ليس الكاتب ولا الناشر بهذه الجدية ولا القارئ أيضاً. ليس النشر الكامل طقس تكريس ولن يكون، ما شجعني على ذلك هو رغبتي في "ترتيب" ما لكتبي، بعضها مفقود من مكتبتي وبعضها أسعى بغباء لأستعيره من أصحابي، بدا لي أن النشر الكامل أشبه بخزانة أضع فيها كل مؤلفي، إنه نوع من تيسير للأمور وقد يكون لطيفاً أن لا أحتاج إلا إلى مراجعة كتاب واحد أو حمل كتاب واحد. ربما أفكر أن اجتماع كل ما كتبته في مجلد أو مجلدّين قد يكون مناسبة لاختيار ما يمكن أن تنشئه كتب متفرقة على طوال أكثر من 30 عاماً فيما بينها من صلات. قد يكون مثيراً أن أعرف ماذا يحصل إذا التقت، هل تتجه إلى أن تشكّل فعلاً مؤلفاً، هل تضيء على بعضها البعض، هل تجتمع في تشكيل أو ترتيب ما حتى لا أقول بناء. سبق أن نشرت "لمريض هو الأمل" من نصوص متفرقة، من هوامش لم تتسع لها كتبي وليست هذه عادتي فكل كتاب نشرته، إلا في القليل نص ذو نَفَس واحد أو هو على الأقل مكتوب في مدة واحدة، نشرت "المريض هو الأمل" كنوع من متفرقات شعرية، لكني لاحظت أن هذه الشتات يجد في أعين بعض القراء خيطاً ناظماً أو قدراً من التشكيل، وأن من حسبته كشكول نصوص بدا أكثر من ذلك، بدا كتاباً. أنتظر تجربة كهذه لأعمالي الشعرية. حينما نشرت في مصر أنطولوجيا شعرية قال لي شاعر أنه وجدها ذات انتظام أفقي، إنها نصوص متحاذية لاختلاف فيما بينها ولا تدخل في تصاعد عمودي. لا أعرف ماذا سيقول القارئ نفسه عن "الأعمال الشعرية"، بالخلاصة معظم مجايلي لهم اليوم أعمالهم الشعرية، هذه شهادة للسن والتقادم فسحب، فسلسلة الأعمال الشعرية ليست البتة معملاً للخالدين.
لا أعرف إذا كانت معركتنا هي حقاً مع التقليد أزلية إلى هذا الحد، وإذا كان بقي شيء من التقليد لنحاربه. حياتنا اليوم ليست بلا تقليد فحسب ولكن بلا أسلوب، وما نسميه تقليداً أو ماضياً أو عصراً ذهبياً ليس سوى خرافة أيدلوجية في الغالب. أظن أن حصر معركة الشعر والثقافة مع التقليد هو رجع لما يسمى عصر النهضة عندنا. أظننا اليوم أبعد من ذلك وأحسب أن معركة الشعر الأولى مع نفسه، ومع حاضره، ومع الأيديولوجيات العربية الحداثية وبيانات الحداثة قبل كل شيء.
أخي عباس
ألا ترى أن أفكارك الجميلة ومواقفك الرصينة يأخذانك أحياناً إلى التعبير عنهما بحماسة تنسيك أسلوب النثر الفني وتنقلك إلى الأسلوب الإخباري الذي يُخفي كفاءتك في التعامل مع جواهر الكلام.
هل سرقت (قصيدة النثر) جاذبية النثر الفني وما فيه من كوامن الجمال وفنون القول والتأثير والإثارة، واكتفت بالنقر على طبلة الحداثة فلم تعد تلتفت إلى جماليات النثر كأسلوب تعبيري ذي خصائص فنية كانت موضع عناية الكتّاب حتّى وقت قريب، وغابت عن متابعة النقّاد.
بماذا تفسر غياب هذا الفن في أيامنا؟
جواب:
عزيزي محمد سعيد الصكّار
ليس لي أن أقيّم كتابتي أو أدافع عنها. رأيك فيها موضوع احترامي. إنما أظن أن قصيدة النثر شيء وما سمي بالنثر الفني شيء آخر، ربما كان النثر الفني إرهاص بالشعر لكن قصيدة النثر تمضي أبعد لا في جماليات النثر فحسب ولكن أيضاً في جماليات الحكي، وفي جمال الكلام قبل أن يغدو فناً.
كيف ينظر الشاعر عباس بيضون للمشهد الشعري العربي الحالي، مقارنة بمشهد الستينات من حيث لقاء الرؤى الشعرية العربية تيارات وشعراء من (لبنان، العراق ومصر مثلا) ما الذي استجد، وما الذي اندثر؟
العزيز ناصر الحجاج
مسألتك طويلة وأظن إنها تكاد تحيط بكل "شعريتنا" اليوم. الجواب عليها في عجالة إدعاء لا أملكه. لا بد أن نوجه بحثنا وتأملنا إلى ذلك لكن هذا كما ترى يحتاج إلى سعة ووقت ليس لنا الآن. إنما ابتسر من سؤالك ما له علاقة بالمقارنة بين الستينات واليوم، أسمح لنفسي بأن أوجز وأحكم فأقول أن شعر السبعينات وما تلاها أغنى من شعر الستينات وأكثر نفاذاً وأفسح مستقبلاً. على الرغم مما يشوب الشعرين، في جانب كبير منهما، من ببغاوية ونمذجة ومضغ.
****