من مجموعة

"دار المسار" 1997

ضد نصيحة رامبو

كُتبت هذه القصائد عام 1997

لا أنتهي من جمع أوراقي
(النتين الأشيب يرضى بوردة)
بدلاً من أن أرمي باقتي من النافذة
ضد نصيحة رامبو

إذ ينبغي أن توقّع كرجل، صادقاً وبسيطاً وكاملاً كزر، وتقول كل هذه القمامة من حياة لم تملأ علبة كبريت. كل هذا السير ولم نبلِ حذاء واحداً

لماذا أعطي بطاقتي لمتسوِّل. حناطير الأزهار مصبّرة في الشارع وثمة صناديق أخرى باتت الليل في جلادات كبيرة قرب المسمكة
توقيعي نفسه يبدو عجوزاً، مع أنني في هذه الساعة منحت نفسي

كانت الرغبات مبريّة كالأغصان، وحين رفع عمال سوكلين الباقات المنطفئة، أمكن ملاحظة أن السيقان جميعها محطمة، وأن ذلك كله حصل قبل منتصف الليل

أراجع رسائلي العديدة. وكم يتحوّل بعضها إلى صكوك، ربما بسبب العبوس الطويل والوحدة. التواريخ منتهية. إنما ولا رقدة واحدة بالمجان. ثمة ديون تتحصل من كل ليلة حب. الألم بلا سعر ويسعك أن تدفع من ضمير ميّت

رغبتي تجعلني كرأس دبوس. لكن توقيعي عاجز تقريباً. لماذا تسافر بملفعة جارك. إذ عليك أن تدسّ اسمك أو جسدك الممروض، دون أن تكون الحوذي ولا النتين العجوز الذي لا يدقق في البطاقات
لا أنتهي من جمع أوراقي
(النتين الأشيب يرضى بوردة)
بدلاً من أن نرمي الحب من النافذة
ضد نصيحة رامبو.

جدار فيرمير

الشق الصغير في جدار يرمير قد يكون هو الذي يؤلمني الآن. إذ نهمل أنفسنا كثيراً لهذه الشقوق. أقول ذلك يبدأ من طيش. أن تعاشر وسواساً دون أن تقلم أظافره. أن ترى فاصلة وتقول إنها لن تغدو واواً مؤلمة، وتظن أن الحذر لا يؤسس جدراناً، وإنك لفرط الحديث مع العابرات لن تجد حياتك ذات يوم على السلّم.

الشق الصغير الذي اختفى من جدار يرمير قد يكون كاذباً. إذ الألم مجرد توقيع، ونحن نتكلم بعد انتهاء تاريخه.

القتلة

القتلة هنا لا يفعلون شيئاً سوى أنهم القتلة. ونقول: غادرت الملائكة ولم يفعلوا شيئاً، ونقول: نقصت الجذور، هرب المعلمون

الأذى الصائب لا يحتاج إلى آلة، كما لا يحتاج السمّ إلى أي نية، أما الفكرة التي لا تعرف الكلام فلا ندري متى تقتل

الكبرياء إذا جرحت لا تسيل دماً بل قسوة، لكن الألم يُصنع بوفرة ويُهرق على الجميع

القتلة هنا لا يفعلون شيئاً، لكنك تعلم أنهم يدفنون شيئاً في صمتهم، وأن فقدان كلمة، في لغة سرية، يعني قبراً.

نقوش

كُتبت هذه القصائد عام 1994

نقش 1

فتحنا هذا النقش وكسرناه
لم نجد سحراً
تهرب السمكة حاملة درّة في رأسها
تلك الأحجار منحوتة
من أعمار
لا طاقة على إنفاقها
مثقال واحد من الصمت
حق حياة استطاعت أن تستمر
دون أن تتنفّس
وأن تلد حياة أضعف
إلى جانبها.

نقش 2

نقش الزهرة لا يزال طرياً
الحجر
لم يمت تماماً بعد
يبقى الكلام رطباً على الطاولة
حتى يجف.

ليس كلامنا ولا غناؤنا للبشر

ليس كلامنا ولا غناؤنا للبشر
لا لأحد قلت اسمكِ
لا لأحد
تركنا الرجاء سالماً
كنا نقتل حيواناً
لنكسب درّة
لكننا لم نقتل كلمة بضربة
ولا شجرة
يلزمنا لذلك
صقيع طويل.

ما نستطيع بهذا الغياب

ما يستطيع النهر أن يفعل بهذا الماء
لا يقدر أن يبتلعه
ما نستطيع بهذا الغياب.

شارة

نُقفّي بالأحجار سطورنا
كم علينا أن نقتل منها
لِنَسكّ شارة
كم دبوساً علينا أن ننحت
من هذا الجذع الطيب
إنها أسماء فقط
لا تطيلي ألمها
عندما رفعنا الركام
حياة كريهة
فاحت من هناك.

اسمي يعدم خلف الباب

لن تخرجي ما لم تجدي طاقة شَعرك
أنا سأفعل
بمعطف أو بلا معطف
اسمي يُعدم خلف الباب
لا تطيلي نواحه
أحرى بي
أن أطيل إشفاقي نك
أن أهب للسحرة
رأساً ارتخى كله على يَدَيّ
إذ كان شَعْرك حُجْرة فسكت
كلّك نواة
ولن تتركي لي فرعاً واحداً.

ثرثرة

البئر عبد الدار
الزيزفونة ثرثارة عصافير
ولم ترسل واحداً
ما عاد حاجباك يطيران
توطّنت الرموز
وها ترحلين
تاركة ألِفاً كبيرة
على الباب.

لغو

لا نولمُ لضيوفنا أسراراً
نُقفي بعصافير حيّة
يدكِ حجة علينا
ولا نحفل
الخمرة معدودة هنا
كذلك اللغو والشتاء
بعددٍ ميت أيضاً
نعيد ترتيب الشجيرات.

ناي

حركتُ عقرَبيْ الساعة
بخلاف عينيّ
رفعت أصابعي الخمسة
وراحتيّ
فسقطت العين من وسطها
يروح قلبي يطبع نبضاته براثن وأسماكاً
حاجبكِ يقوى طلسمه في الليل
ولا أستطيع أن أُنجّي شَعْرك
وأنا أعزف له
بهذا الناي
الذي لا قوّة له على الخوف
ظلُّ الأعمى يكبر
وهو يُطَمئن الساعات.

لبلاب أسود

المعزف محلولة أوتاره
وسيقان الأزهار تقطر ثلجاً
أرخي فرعكِ
اشتهيتُ في فمكِ هذا الغصن
وتلك العشبة على ساقكِ
لا تقع منها بذرة
في حلقي.

يوم من حياة ع.ب

نمشِّط المرج
فتقع منه شعرات بيضاء
ذلك الندم
الذي تخلّفه عبارة موليّة
إذ كان حاجباك وثنيتاك
رهون حياة
سبق أن عبَّرناها
ريش أسود
لصور مخنوقة
لم تترك دماً
يدل إليها
لا علامة أخرى
أصابعي مملوكة وما يجب سِداده
لا أستطيع أن أدفعه
من بياض عينيّ
إذ لا يدري أحد من خنق هذه الشعرة
التي هي يوم طويل من حياة ع.ب
ولا من نفخ الشر
في عقدة الحاجبين.

زهرة الحياة وقلب أبي الأسود

أكلنا الأسرار حيّة
زهرة الحياة
وقلب أبي الأسود
أكلتُهما
ولم يكن لذلك أي طعم
سوى أن يديّ
رمتا كذباً كثيراً
لم يثمر
شعري نبت فارغاً من الحَبِّ
وكنت أرمي قبضة أسماء
للطير
فلا تحفل.

خمسة

أجمع على أصابعي
أفكاراً وسلالات
يبقى عدد أصابعي وحدهُ
خمسة متقرَّحة في الطين
بأبهام قدمي
أفتح مجرى للكلام
ألِف قصيرة تسدّه.

عين فارغة على الحجر

للماء قافية غريبة
وجدْتُ في فمكِ حَبّاً
وماء عند الصباح
أنتِ أَلِفي في العاصفة
أمشّط شعركِ على دواليب كبيرة
وأصعد فوقها
عين فارغة على الحجر
سالت حبراً أسودَ على العشب
عين فارغة على الحجر
الجفون تنبت طويلة
تحتها.

كان شعرك حجرة فسكت

لهذه الزنبقة وجه أسد
قطعوا بالمناجل لكِ لُبْدةً
أحاطوا قبلكِ وكبدكِ
بشعر رطب
شيبتكِ أيتها الملكة
تجلّلني الآن
في يمينكِ حظان للشجرة
وأذىً للقاصد
القلادة خطأ عليكِ
ونحن كلّمناكِ خطأ
ساعة الوصول
الغصن الذي انفصل عنكِ
دون ألم
ينوي لنا شراً
السهم تحت قدميكِ
المنجل تحت قلبكِ
كانت يدك آية
فسقطت علينا
كان شَعركِ حُجْرة فسكت
اتخذنا من نَفْسكِ ميناء
ومن عماكِ مغارة
شيبتك هطلت علينا
زنبقة أنت
والصيف أسد في وجهكِ.

ليست العصافير حجة، ليست النجوم سبباً

ليست العصافير حجة
ليست النجوم سبباً
أعطيني يوماً أيتها الشجرة
اكسيني ريشك أيتها البجعة
تنقصني أربعة براهين
لسعادتي
نهاري صدَقة
بلا زمن تقريباً
يصل المساء
وأنا ألاعب سنونوات لا تطير
عن مشمّع الطاولة
تعيشين أكثر من رجل
أيتها الكآبة
بلا زمنٍ تقريباً
كصلاة أو حيرة
أصل إلى الخمسين
أسلّم للسحرة
حياة لم أداوم على سكناها
يستنبتون فيها خشخاشهم
أفتح ورقة غار
وأقول هذا طالعك أيها الوقواق
تثقل راحتي بحلم
بعين حجر
نقّطت سواداً على السلّم
يستمر المطر كالطابعة
كذلك أشتل رموشك
أضع فواصل وحركات على شَعْرِكِ
ولا أحسن نظمه
أرتّبه في ثلاثيات
ورباعيات
ولا يغني
أترككِ تحفة أكثر مما وجدتك
عليكِ شَبَهٌ لا سحر
يزول بثانيتين قبل الصباح
عندها نكذب ثلاثتنا
بشمعتين على الخريف
ظلّكِ مفروق حتى النافذة
خطواتك أوضح بعد الباب
الحياة جارتي
لا تحاولي تخليصي بدون حيلة
لم أغيِّر في خصلاتك
ظلت محمية طوال الصيف
ما كان يجب أن تشفيني
ما كان ينبغي أن أعيدك حيّة
القلب لا يبتلع جذوره
آن أن يلفظ عيدانه
يتأخر العيد بثانيتين
ولا نحفظ أقنعتنا
بينما يستمر في الغرف
عيد اغتيال الأسماء
الهدايا لا تزال في العلب
اتركوا الشموع كاملة
حين تغادرون
دعوا الشقاء سالماً.

***

أمواج

كُتبت هذه القصائد عام 1984

موجة

لم تنتبه الموجة إلى أنها فقدت عُرفَها وهي تَقْلب وعادت شهيقاً. كان ذلك حين بات البحر عمقاً فقط. الذين يلعبون فوقه لم يشعروا بغيابه. الماء الخفيف الذي يكاد يختفي استمر يقلبنا إلى الداخل. نحن الذين، منذ تلبَّسَتْهم نسمة غريبة، لم يتوقفوا عن أن يروا أحلام أشرعة. حين يخفّ الماء إلى رائحة نتقدم ونسجل من حين لآخر بحّة مكتومة لزلزال. بقوة الإصغاء وحده عثرنا على مدونات أقدم، وحين يضيّعون أثرنا تكون اختفت أطوار متقدمة من السبات وأحجار على وشك أن تشم روحاً.

حين نسلّط ابتساماتنا على أعماق أخرى، يتابعون دون محطات والبركان الطفل يبتسم فوق الأمواج.

أحلام وبطاطا

يضعون الأسماك في الموقد. يخرجون الأحلام من الأرض. هنا حيث ضيعت شعوب البئر وتاهت أخرى خلف الطيور. نبشنا أحلاماً وبطاطا وقطفنا أسماكاً حيّة. أكلنا أسراراً كثيرة وعدداً أكبر من الينابيع، وقبل أن ينشق منا ذلك الهرم، لا نبالي بالأرض التي طارت من أعيننا.

محارة

البحر ليس هنا، لكنه بطريقة ما على الشرشف المفروش دون ثنية واحدة. لم يحتج إلى هدير. كان يطلب ليحيا نَفَساً واحداً على سطح مكشوف، وكان مستعداً لأن يوجد ولو على ظهر كبريتة. البحر ليس هنا، لكن حقول اليود تفوح من صرّة الظلام، والذي يفتح محارة لا ينسى الروح التي ابتلعها ذات يوم، والملح الذي يوشك كل لحظة أن يتنشق روحاً.

البكرة

شعرتُ الأمواج تتدفق من حنفية المياه. المرأة التي لا تظهر، ترفع فانوسها فوق الحلم، أو تفلّ البكرة الثقيلة من المكان ذاته الذي اختفت فيه الباخرة السوداء.
هكذا كانت تتفرق تلك الأسماك التي يطبعها قلبي.

الركبة

لم ينتبهوا، والذين أسرعوا بسهامهم المثلثة وكراتهم حوصروا في الركبة. هكذا غُصنا في مدينة متجلطة. شعوب لم تشعر بالزلزال، لكنها تعيش حيث اختنق. الألم يتصدع، ومنذ طردوا السنونوات لا يعيش أحد في هذه الشقوق.
شعوب لا تزال في طوافها حول البركان المدفون. الألم يعزل الجوار، وحين تعوم الركبة، الصاعقة - التي لم تُلمح - تغيب في الحجر.

زجاجتان

طاولة وزجاجتان من البارحة، الأمواج كانت تبصق هناك، وفي الصباح هلال أبيض جاف حول أشياء خضراء، وبقع

الأطفال كانوا ينقلون الزبد إلى جورهم، وأنا نقلت تلك الموجة طوال الليل، وعلى البشرة تركت هلالاً أبيض

زجاجتان تلوحان أطول في المساء، قبالة الشخصين النصفيين اللذين يطلاّن من وسط المياه

وحين أبدأ أصغي الحفيف من السرير الخالي تمتلئان على مهل، ويطفح البحر منهما.

جذور

الرائحة التي طارت فجأة، حين تحركت الأحجار. الهواء شربها فوراً في اللحظة التي ضاعت فيها عدة سفن، في حين كانت الأكوام تتجمع مذعورة بالقوة التي خرجت من أعينها. يدوسون أعشاشاً مماثلة ولا يشعرون. حين نظرتُ كان الحائط مكسوفاً، والطرف الأدنى من الطاولة والبحر. كان الملح يقوى ويكبر والمحارة تتقلب في طمثها

بطيئة هي الحشيشة التي تنفتح وتنغلق، بعد أن ذقنا ذلك الطعم النيىء والجذور الغامضة لأسماك مرّت قرب أفواهنا.

قوة الملح

المدينة التي عامت فجأة بخيال البحر، لم تختف مئذنتها لكن الملح استمر ينقف في الحجرات والمراطبين التي تفوح بمغليّ الحيتان. النساء كن يحركن ملاعق كبيرة فيها، يُبَطنَّ الغرف، ويصنعن طواقي ونوافذ من قماش الأشرعة، فيما الأرصفة والمفارق تنقشع في سخونة الحساء، وهالات السردين الكبيرة تبوخ حول المصابيح

في الصباح يطردن الدخان ولعاب العناكب من الغرفة ومن الأجساد المطبوخة اللون بصيدلة الحيتان، ويسويّن عبثاً الشَعر الذي تَطعَّج في الدوّامة.
يرتّبن القناني على الرف، مع الجذور الغريبة التي نبشوها البارحة من الشطوط، ويهلن الرمل على بقية الزيت، ثم يعدن خائفات من أن يكون أحد قد جنّ. بينما القوة لم تنقص من القناني، والغيلان لا تزال هناك، لم يسرّحها أحد من الحفرة.

حياة لم تعشها

إلى ميشال سورا

كُتبت هذه القصائد عام 1985

رجل دون أحمال

أدخل في حياة إنسان كما أدخل في شارع. أعنونُ واجهاته وزواريبه. حين أخرج أتركه طويلاً مظلماً خلفي، كهؤلاء الآباء الذين يرقبونني دائماً من بُعد، دون أن يهرعوا ليعجّلوا ولادتي

القمم الثلاث تختفي ورائي، لذا أقابل عند كل منعطف قوماً لا أتحقق منهم، وحين أشعر أن عصفوراً مرق إلى الناحية الثانية، أحزرُ أن هذا نادر الحصول في هذه المنطقة الخالية من الريح

إنهم موتى غالباً، لكنهم يستطيعون أن يبتكروا لي. أنا الذي وَعد فقط بأن يعيش. ألتقط ذكريات وأحلاماً، أعيد حرثها في الأرض الباردة التي أقطنها بخوفي.

أعيش على الينابيع المطمورة، وحول الماء الذي اصفرَّ منذ ولادتي. منذ اختفت حياتي في هذا المكان وأنا أتتبّع علامات الصيادين. أصادف أغراباً وأنتقل في الغبش الذي يلي حياتهم. لا أفعل ذلك كمزوّر. لكن بخيانة رجل واحد، قد يكفّون عن الركض في الخوف الذي يلي حياتهم. قد تتحرك الأبواب الداخلية للبحر، لأن رجلاً عاش بالكاد، يصل دون أحمال ليولد بينهم.

ابتسامة الثلج

إنهم موتى، لكنك تعمل بأدواتهم. تجلس حيث فكروا. الآثار العاصية في الجليد تتألم. تقيم حيث اختفت حياتك وبين الذين ضاعوا خارج حياتهم. تشعرون متى يعبر الواحد في ابتسامة الآخر، التي هي من اختفائه على الثلج.

فعلت ذلك بنفسك وحده
تسهر لتشغِّل الاتصال بين محطتين. تفيق فتجدهما يعملان. لقد فعلتَ ذلك بنَفَسِك وجده. ليس تماماً، لكن بقوّة أولئك الذين تنفست حياتهم، والذين، وأنت تنتقل على آثارهم، تشعر أنك أكثر فأكثر تحت البحر

تواصل حياة زهرة وحياة كلمة، وبخوفك وحده تقترب من هذا الشعب الذي هجر سقوفه وخرج يطارد الطيور

تهدي مدينة للماضي، وتموّنه بذكريات لا شخصيّة، وحين يغدو العالم ماضيك، تجلس وتتذكر الحياة التي لم تعشها.

المحطة

تخطو على لسان الحافة. تعرف أنك تماماً قبالة الثلج العظيم وخطواتك الصغيرة تنطبع بحجمها الحقيقي فوقه

في هذه الحياة التي لا أمل في أن تعاش، تخفيهم هناك، تحلم بزلزال مفتوح يسرع بدون أن يردم خلفه. تحدق مليّاً في طرف المحيط، حيث سلكت بالتأكيد من قبل. تبتلع بنَفَس واحد تلك الحياة التي تشعر بمرورها كما تشعر المحارة بالحيوان. تفكر أن من الأفضل نقل المعدّات إلى الخارج، حيث يؤمل ذات يوم أن يعاد تسخين المحطات. مع لك لا تبتسم حين تصل صناديق الثلج ويوزعون مكعباتها على الصبيان.

.. يتبع