من مجموعة

"دار الآداب" 2004

ورقة جميلة يظنّونها ميتة

­ 1 ­ عاريات صالة الشتاء

أوراق كبيرة يظنّونها ميتة لأنّها
لم تسقط من السماء
الأشجار العالية لا تلد نجوماً
بهذا الحجم
كذلك كنت أرتجفُ أمام تمثال لمايول
قائلاً في سرّي: هكذا يفعلون بورقة
جميلة يظنّونها ميتة. لقد جعلوا
أجساداً خالية من الرغبة غير
قادرة على أن تؤذي نفسها. لا يصحّ
مع ذلك أن نخلط بين الأشجار
والثريات،
بين النفوس الميتة وعاريات صالة
الشتاء اللواتي كنّ في عزلة المانيكانات
خلف الزجاج. لا تقلقنا علامات القبو كلّما
شعرنا أنّنا نحتجز الخوف هنا وثمّة ما يشبه
بصمته على القماش. ليس هذا بالطبع
أثر أفعى. إذ نحدس أنّ خفقة قلب
يمكن أن تترك أثراً سيّئاً وقشر
برتقالة دائريّ يلتفّ على
معنى أليم
بالوسع تقشير الكذب نفسه بطريقة أخرى
الخيانة قد تكون في تركيب آخر للسطور
لا نصدّق ظنّاً سيّئاً لنجعل منه
عقاراً شافياً قد يخدمنا أكثر من
ألم حقيقي ويكتمل من دمنا ودماغنا
لا نصدّق خيانة لنسمعها ترحل
معزوفة في الظلام
ذلك أشبه بتقشير معنى لكن دم
الكلمات فينا وعذابها، ولا يسعنا
كلّما نزعنا قلباً للبصلة أن نجد
في النهاية جذراً للشقاء
دم الكلمات فينا لكننا نرى
حركات الزجاج الصحيحة ومقابلها
حركات العاشق العسراء، ربّما
نشعر بأمان في المقهى. الساقي
خالد ويمنحنا قدراً واحداً بكلّ كأس
قد نصلب الأذى على كرسيّ
ونربح بطاقة رخيصة للدينونة
إذا ما يئسنا من عناق كامل فإنّنا
لا نشتري أكثر من ذلك بضربة قلب
لا نرمي نواة مرّة بين قلبين ولا نلقي
قشوراً في الفراغ، فما يطلع من
خطأ صغير ليس شعرة
الحذر ولكن لسان اللاّشيء
المارّ
نتجنّب أيضاً أن نلقي قشوراً في
الفراغ فلا بدّ أنّ شرّاً يحصل عندما
ترمي حماقة كبيرة في خطأ مجهول

­ 2 ­ أغنية الخمس بنسات وفتيات الزقاق

أوراق كبيرة وليست تامّة
الإنكليزيّات يثرثرن مع أنّ مايول
صوّر دون وعي الخمس بنسات في
رأس الموديل العارية
ودون وعي يتنفّس المطر في ضمير
الجوّ ولا يُسمع على البلاط
أنّها أغنية الخمس بنسات
وفتيات الزقاق
هل كان هذا حريم مايول يتوجّه
عائداً من النبع إلى حجرة التواليت
هل هي شهواته التي لا تُسمع وهو
يبصّ بالبيريه إلى عارياته. وبالضبط إلى
الركبة التي تشعّ مكسورة على بقيّة الجسد

أوراق كأخمص القدم أو الرّاحة
المكفوفة لكنّها أيضاً وجوه كاملة
القطرات كاملة في ضمير الجوّ ولا تُسمع
أنّها اللحظة التي تتمّ فيها قصص
وذكريات قبل أن تنفصل المعزوفة، أمّا
هذا الحبّ فيتعذّب على الغصن دون
أن يعرف كيف يتمّ

­ 3 ­ رمز لليد

أوراق كبيرة أنّها أيضاً
أيدي الملهاة الكثيرة ولا
نحزن إذ تتساقط علينا
بهذا العدد. بإصبع
واحد نملك رمزاً
أكبر لليد. بعين
واحدة نجد حرفاً
للقدر. لذا أتكلّم عن
حاجبك بخوف وعليّ أن
أبقى طويلاً تحت العقاب. علينا
أن نتكلّم بحذر عن
إبهام القوّة المقطوع. عن طُرُق
المصير غير المتساوية عن
لغة الجبين الغامضة التي
لم تفهمي منها سوى
خطّ الفراق

­ 4 ­ بابا بيكون

أوراق كبيرة سوداء
إنّها العيون التي تصلح
نواويس رحميّة
الأهداب الكبيرة التي تصلح
أقفالاً للقدر

لا يقدر بابا بيكون الهارب
على أن يلمس الأرض
أو يطير
في البرتقاليّ المصنوع بممسحة
الباب مصفوق أمامه
ثمّة أيضاً جدار العين
الكلمة التي هي أمر
واللسان الذي يسقط
فوق المطرقة

الأفكار وحدها تقدر على
أن تبيت في
ملاءات قذرة، حيث
بثّوا عدماً كثيراً
على القماش
يا للسخرية، إذ نقف مع
مسوخ سحريّة لا تستطيع أن
تطير. ثمّة أطراف ملائكيّة
ننتقل بها
لكنّ اللوحة بلا هواءٍ
ثمّة ما يتناثر من الناقوس
والجرّة الرحميّة لكن
ورقة جميلة
تولد مع ذلك، أو يسقط
هدب - دون دعوة
للعدم - على فتحة
الباب أو فتحة
الكاميرا
إنّها خمس بنسات تسقط أيضاً
من رأس فارغ ولا نملك
أن نجيب البرد
بنفخة جميلة
كما تفعل القطارات

­ 5 ­ ورقة جميلة يظنّونها ميتة

كما يفعلون بورقة جميلة
ظنّوها ميتة، كذلك انقطع
هاتفك في المحيط وامتلأ
صوتك باللباب والمحار. إذا
قوّست عينيك باتّجاه هذا النداء فلن
تخاطري. إنّه مقنّع
بورقة خضراء. هذا وجه
مرثيّة هي مع ذلك خفيفة
غير أليمة. شعراء
البرد تدثّروا بالأوراق، لكنّنا لن
نضع قناعاً حيّاً ولا
نتدفّأ بقفّازات حيّة، وإن
كان الثمن حبّاً كاملاً. حياة
المرثيّة طويلة والقطارات
تحيي البرد بنفخة جميلة قبل
أن تتقدّم والنهايات
تتلاعب خلفنا

­ 6 ­ أهداب

أوراق كبيرة على نهديكِ
حين تنامين في جلد حيّ. إذا
كانت هذه لغة جبينكِ
فسيحبّها. سيحبّ
أهدابك على وجهه ويذوقها
بلسان الصلّ طويلاً
لئلاّ يخاف. رموش
المرثيّة السميكة أو بصيلة
الفجر، أم لباب الرحم
ونباته الدمعيّ. سيدخل
لسانه في أذنكِ
وعينيكِ ولن يطمئنّ
سيطير في عطركِ وفي رعبه
ودواره فقط
يصير
رجلاً

­ 7 ­ أنفاس

أنفاسكِ تبحث عنه لكن
يحزنه أكثر أن لا
يلمس رموشكِ أن لا
تكوني ورقة شافيةً
أنفاسكِ تبحث عنه ولا
يستطيع أن يتخطّى
خفقة قلبه التي قد
تتحوّل مع ذلك
إلى قبضة. يخشى كالطوارقي
أن يتبدّد في أنفاسه. أكان
عليه أن يتمدّد هكذا
كحبّة زبيب أو نواة داخل
قشّر اللحظة. أكان
عليه أن يقيم في فاصلةٍ
مخلوعة لا تقدر مع ذلك
على أن تتحوّل. أَلَمْ
يخطر له أن يعلّق نَفْسَه
في شجرة أو يتركها
في بقعة مبلّلة لئلاّ
يصعدَ
في حبال المطر، أن يتجاوز
خفقة قاتلة قبل أن
يتسلّق إلى البرج الهوائي. أنفاسكِ
تبحث عنه ويحزنه
أن لا يلمس رموشِكِ فهكذا
يفضِّل
أن يريح عينيه. أن
ينام كالنواة، أن
يتركهم يقصّون
الأجزاء الطريّة من روحه إذ
الحب ثمرة من الصحراء ومعناه
يقسو كالنواة التي لا
تعطش ولا تنكسر

­ 8 ­ تعريجة شقّ الفنجان

قلبكَ يكاد يختنق أو ينفجر
في حلقكَ. تمسكه
بأسنانكَ التي
لا يلمع بعدها شيء.
أسنانكَ حدّكَ يا سيّدي
وهكذا هو تقريباً
جلد عينيكَ وعليكَ
أن تدافع هنا. هذه
اللّمعة التي هي خزف وجودكَ
بدون ثقل. ووجودك
لا يزن مقداراً أكبر من
القسوة ولا أكثر من
اسم للقسوة. لا تعجبْ
إذا لم يحتمل اسماً
آخر في ضميره، إذا لم
يجعله ذلك أكثر أماناً. لا عجب
أن قصمه شكّ واحد أو أعجزه
عن حمل نفسه على كتفيه.
لمعةٌ هي أيضاً توتّر
الجسد الذي يساوي
صفراً. الدم
الذي في درجة
السبات. مع ذلك
فإنّ أقلّ رغبة
تقصم الجسر وتجعل الخروج
ثقيلاً عبر تعريجة
شقّ
الفنجان

­ 9 ­ أقفال

الشعر المسدول لا يرفع
العاشق الذي ينام
بلا وزن
في الماء. إنّه مليء
بالمشابك لكنّ البوق
يستدعي أوّلاً الأمّ الميتة التي
جعلها الخَرَف مستيقظة. يخافها
لكنّه يلاقيها عالماً أنّه اليوم أكثر
ضياعاً في شعرها الذي
يُنَوفرُ كالعرعر في كلّ ناحية. إذ
عليه أوّلاً أن ينقذ اسمه من
غابة الأسماء التي كلّ
وجه فيها قفل، ومن
دهاليزها التي تطول
كأظافر
الموتى

­ 10 ­ البجعة

ألم تجدي حين وصلتِ الشجرة
المجنونة ترمي
أكفّ الملهاة عليه. ما كان
ممكناً الحفر على الشرايين ولا
تركها تسير في الأرض. ربّما
كان أفضل قصّ الأظافر أو
احتمال سخرية الجرح الذي
يتسبّب عن حذاء رخيص. ربّما
تساقطَ الأذى المكتمل كأوراق
مخمليّة وصلبان من خزف. ربّما
لم يعد هناك سوى الأجفان الطويلةِ
الرموشَ فوق وجوه
الملحمة. أكنتِ وصلتِ
في الخريف الحيّ لولا أنّ
تمثال البجعة الفاتنة كان
كامناً لك. لولا
أن صعدتِ إلى رأس الملحمة
أسرتِ البوق وحرّرتِ
الماء

­ 11 ­ خبز المغفرة

تقصّين شعرك وتطعمينه
للحملان. أظافرك أيضاً جزء
من خبز المغفرة. قدّمتِ أيّتها
الأمّ ثمرة بطنك وأنت تظنّين أنّهم
قطعوا من لحمك ولم تزهري. هل
بقي جسدك مع ذلك
صائماً. هل نبت
فيه العرعر أم كانت
الشوكة حقّاً بطول الملاك.
قدّمنا قطعة الصبر
الوحيدة ولم يكن لها
أيّ طعم في عشاء التضحية. كان
ذلك كبداً حيّاً على
بساط المائدة ولم نأكل.
حيوانات كثيرة سبقتنا
إلى الجوف حيث وجدنا
ألماً تحجّر في طول الملاك، قلباً
من الصبر في الغلاف
الحريريّ، نواة من الضجر في
لحم السرّة، حبّاً منطفئاً
داخل
حبّ
لم يتمّ

­ 12 ­ شعرة الرّوح

وأنت الذي خبرتَ باكراً
باكراً يتم الكبار. يتيمَ
اî كنتَ أم العتبة فقد تركت
في الغرفة أجيالاً من الصمت. سواء
نزفتَ من طفولتك أم
من حقيقتك فقد بقي
غلافك رطباً وكذلك
فمكَ. العشب
أمامك طريّ بالدم، الكلمات
بالنّبيذ، وأنتَ
خلَّفت دَعسة مبلّلة ومسحت
بجلدكَ الطريّ جدراناً
وعتبات

سواء كانت حياتَك هذه أم
البصمة القانية، فقد بقيتَ
طويلاً جرحاً في النظر، فسخاً
رقيقاً على أديم عينيك وشعرة
خالدة في لحم
الرّوح

­ 13 ­ جملة صحيحة

خطوات وحواجب من أيّ
كوكب وأيّ لسان. لم
تقل إنّ رسائل المرضى التي
لم تتوقّف كان لها نفس حرف
القدر. لم يقل أحد
إنّكَ فعلتَ صواباً
بقدمين ثقيلتين. إذا
كان الأمر لا يعدو فقدان
كلمة فإنّ قبراً
في اللّغة لا يضير. الوضوح
مع ذلك شفّاف حتى القسوة،
والخجل جملة صحيحة أيضاً. لكنّنا
لا نعرف كيف ندخل قلعة
ولا عبارة بلا أبواب

­ 14 ­ الصدع

لا تقل إنّك لست هنا. أنت
غريب بهذا الاسم فلا تفركْ
حاجبك من أجل أن لا تعود. الشقاء
حجّر ذقنكَ وجهبتكَ. الشقاء
خرط قلبكَ. هذه
ليست الحمى ثرثارة المساء ففي
الصدع، الذي لم يرم فيه
أحد شيئاً من زمن، تحجّرت
الكلمة وهناك هذه
الشوكة الطويلة
والناعمة
لصبر جميل

­ 15 ­ الصبر الجنونيّ

لا تعيش بيننا
لكن نظرتَ عالياً.
كان مرضكَ يتوالد
في السقف حيث
من معنى غريب التفّت
أفعى نادرة.
أكان هنا ندم أكثر
من النظر في راحتين وإطباقهما ثانية
على لا شيء. أكان
علينا أن نرى أيضاً فسخاً
رقيقاً على الكبد. نور
أزرق يزورنا أحياناً ونحن نتأمّل
شكل أذقاننا في الحائط ونقول
هذه هي أصابع العائلة
هذا هو الفطر السامّ - إذ
اشترينا كلّ شيء بدريهمات
عسل قليلة - هذا هو الصبر
الجنونيّ

­ 16 ­ لا أجسر

أدخلُ تحت جلدكِ
تكونين لي جسراً ولا
أجرؤ. لا أقطع
ورقة توت وأنا عار
دون أن أختفي. لا أعبر
عن ركبتيك دون أن
تطير نفسي

أترك نهدكِ حرّاً أكثر
من ذي قبل. أترك
إجاصتكِ كاملة. لم أسمع
شيئاً في شعرك لم تسمعي
شيئاً في قلبي. كم
ساعة مضت ونحن نائمان،
كم ليلة ولا أجسر، وأقول
أقطع هذه الدمعة بغصن
عارٍ
ولا أنجو

­ 17 ­ سمّيني أيّتها الجميلة

المطر يُعَنقد في جلدي
المطر كسَّر إبره فوق السيّارة
إذا كان الشارع حريراً
تلك اللّيلة
ولم أجسر
أنزع رموشكِ كلّها
أرى الوردة عارية
والندى يُعَنْقد في رئتي
ولا أجسر
أنام تحت راحات
مبتلّة
عرقاً وهلاماً
تحت لسان أسود
أسمع الوردة تصفر في قلبي
أدخل جلدكِ
أسمع الدم يصفر في شرياني
أسمع غرغرة بلعومكِ
ووجع أسنانكِ
ولا أغفو
من تكات رأسكِ
أجني صمغ أذنيكِ
وثمرة لعابكِ
وسواداً كثيراً من حلقكِ
يدفعني خفقانكِ
يدفعني لسانكِ
لأتبدّد على صرّة قلبي
أترك قميصي تحت جلدكِ
بصلتي تحت قلبكِ
أدخل في هليونكِ
في عين ورقة الحور
وحيّة الأجراس
لكن لا أصيب
أقول الاسم على رأس إصبعي
ولا أصيب
أقول إنه لسع الشفة
وما من حرق ظاهر
أسمعه يصفر في بلعومكِ
أجني نملاً من إبطك
أعبّ هلاماً
حتّى أبري لساني
لكنّ الكلمة خشبة
ولا أتقدّم
أقطع على لسانك
ولا أنجو
الغصن مشبوك بالكلمة
مشبوك بالاسم
سمّيني أيّتها الجميلة
الغصن يتغذّى من عنق المقلة
وأنا أسبح
تحت الحدقات

­ 18 ­ زيارة الموتى

نتهادى أغصاناً في العيد. لئن
رفقنا ببعضنا ولئن
ابتسمنا لأنفسنا فلأننا
نضجنا للحنان قبل الحبّ
إذا حيَّينا الموتى بالزهر
فلأنّ من الهواء
صُنعت تلك الورود
ومن اللاّشيء تلك الرقّة
الفانية
التي لم نصبر على ظهورها.
ربّما هي نادرة لكنّها
بلا سعرٍ الأيدي
القادرة وحدها
على تحسّس الأثير، العيون
التي ترى في الفراغ، والنفوس
التي تكتفي بالرمق
الموتى وحدهم يتحسّسون ذلك
الهباء الذي تصنعه الرّوح
قبل أن تغدو فراشة
من كلّ ما بَطُل ولا تعرف
حتّى الذاكرة
أين ضيّعته.
ربّما هي ثمينة لكنّها
تُتداول الآن
بنقود الموتى
إنّهم عصافيرنا وما نرميه
أو ننساه
طعام لهم
نخشاهم أكثر من ضربات قلوبنا
ونحدس أنّهم القوّة التي تغلق أجفاننا.
الرأفة التي لا تقال
نتوسّل بها أنفسنا
ما لا يقال
هو كلّ تلك النجوم المعروضة
بلا ثمن
لم أكلّمك يا أمّي بهذا القدر
كما أفعل الآن وحدي
وأنت يا أبي
كلّما ناديتُ أسمع نجوماً عدّة
من كلّ صوب
وليس ما أقوله
سوى الترّهات
التي آمل
أن يكون لها سعر
في الأبديّة
إذ نفكّر أنّ المراثي لا تذهب هدراً
والهشيم لن يدّعي حياة
أكثر رخصاً
إذ في الأكذوبة مصير أفضل
للحماقات
وللأرواح البالية
لا حاجة لأن نرى أحلاماً شفّافة
بمجرّد أنّنا سجناء قرص أبيض
وجرعة لطيفة كبيرة
قبل النوم

­ 19 ­ ساعي الحياة

أوراق جميلة يظنّونها ميتة
لم يكن هاتفاً باسمكَ
لكن هكذا كلّمك قدركَ
الصغير إذ وصل ساعي حياتكَ
متأخّراً وإذ سمعته ثانية
على طريق الجبل لم تحفل.
ما لم يطر كان أكذوبة
والثلج الذي دفنّا فيه
الأكاذيب خفّ إذا كان
الأرق قصيراً ولم نخف
من ليلة بيضاء في الوادي
أكان سرّاً أن تصغي
إلى عظام جبينكَ ولا تدري
اسماً لجرح على الحاجب ولا
صوتاً لكتف أصمّ. قلتَ
إنّها لغة مريضة وامتدّ
الصمت معبّداً أمامكَ
في المطر وقلتَ
إنّه الإصغاء الذي استمرّ
بلا قوة يحجّر
الصمت. هل كان ذلك
محض حرفين تصالباً داخل
الساعة أم مجرّد
عنوان اختفى كالحاجب. هكذا
أمكن لراحة اليد الصغيرة أن
تحكم بين عينين شائحتين.
أوراق جميلة والرّموش
مبلّلة تغطّي الجسد. السماء
ليست خرقة لكن ما من
ريح تنفخها إلى الجسر. ولا ننتظر
من النفس أن تكون ريشة ولا
أن يخرج الألم والرغبة
من الإبهام. لتكن
رأس دبّوس فلن تنفجر
روحك، أو تخرجَ
قطرة واحدةً. أيّها العدوّ
أيّتها المقلة ألاَّ تشتدّين
بقوّة الأذى إذا
أمكن أن ننتزع من وسطكِ
أوراقاً كبيرة وأجفاناً
طويلة السّاق. علّنا ننظر
كأطباق كاملة، كحبّ
يُقطف عنوة، كبطن
السماء القذر والرّطب، كلسان
الألم الأملس المسنون
الذي لا يحزّ. علّنا ننظر
من عين الجسد وقدح
ورقة الحور في
نهار
بلا
أجفان

.. يتبع