كتب أخبار مجنون ليلى

الوقت - حسين مرهون:

تعقد 50 مؤسسة من مؤسسات المجتمع المدني اجتماعاً تنسيقيا يوم غد (الأحد) للتوافق على عريضة باسم المثقفين البحرينيين يتم توجيهها إلى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو)، وذلك في أحدث الأنشطة المناوئة إلى إقرار المجلس النيابي لجنة تحقيق في عرض ‘’مجنون ليلى’’. وقال رئيس هيئة تحرير مجلة ‘’كرز’’ الناطقة بلسان أسرة الأدباء والكتاب التي تولت عملية صياغة نص العريضة ‘’سنحاول (عبر العريضة) إيصال صوت المثقفين إلى اليونسكو، وربما إلى الأمم المتحدة، بشأن إجراءات مجلس النواب الأخيرة’’.
وأضاف القيادي في حركة (لنا حق) عبدالله المدني ‘’إن العريضة ستوجه حالياً إلى اليونسكو باعتبارها الجهة العالمية الممثلة للثقافة’’، مستدركاً ‘’لكن المسألة قد تتطور إلى ما هو أبعد’’. وقال رئيس تحرير مجلة ‘’كرز’’ الناطقة بلسان أسرة الأدباء والكتاب أحمد العجمي ‘’سنحاول عبر العريضتين’’ إيصال صوت المثقفين إلى اليونسكو، وربما إلى الأمم المتحدة بشأن إجراءات مجلس النواب الأخيرة’’. وشكل مجلس النواب في 20 مارس/ آذار الجاري بغالبية كبيرة لجنة للتحقيق في ما اعتبر من قبل الإسلاميين السنة والشيعة خروجا عن الشريعة و’’لقطات تثير الغرائز وتشجع على ارتكاب الفاحشة’’ في عرض ‘’مجنون ليلى’’ المستوحى من كتاب لقاسم حداد ولحنه مارسيل خليفة.
وأضاف ‘’نعتقد أن هذا الإجراء خاطئ ولا ينتمي إلى القرن إنما هو يقتدي بمحاكم التفتيش’’، مطالباً في الوقت نفسه ‘’مجلس النواب التفكير ملياً في هذه الخطوة’’ على حد تعبيره. وتابع العجمي موضحاً ‘’تم الانتهاء من صياغة نص العريضة، وستعرض على المؤسسات التي ستعقد اجتماعاً تنسيقياً غداً لإقرار سلسة من الخطوات الاحتجاجية’’.
ويأتي هذا التحرك في إطار مساع يقوم بها مثقفون وفنانون وناشطون يدافعون عن حرية التعبير لتشكيل جبهة موسعة ضد أجواء الانغلاق التي يسعى إلى فرضها أصوليون إسلاميون يمثلون أغلبية البرلمان.
وسبق لنحو 53 مؤسسة من مؤسسات المجتمع المدني وأن وقعت بياناً نشر في الصحف المحلية، ودعت فيه الدولة إلى ‘’النهوض بمسؤوليتها في حماية الرأي والإبداع والثقافة في بلادنا، وعدم الخضوع لابتزاز القوى التي تريد إعادة البحرين للوراء وتعطيل مستقبلها’’ وفق نص البيان.
ولم يستجد شيء بخصوص مسعى التحرك إلى الالتقاء بجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ورئيس الوزراء الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة، رغم أن مصدراً - رفض الكشف عن اسمه بسبب أن ظروف اللقاءات لم تنضج بعد - أكد ل’’الوقت’’ أن ‘’رسائل بهذا الخصوص قد تم التقدم بها لديواني جلالة الملك ورئيس الوزراء’’.
ويُنتظر أن يتم التوافق غداً على خطوة إقامة مهرجان خطابي وتدشين كتاب توثيقي يضم وقائع ما دار من سجالات على أوراق الصحف والفضائيات والإذاعات المسموعة بشأن عرض ‘’مجنون ليلى’’، فيما رجح مصدر آخر تأجيل خطوة إقامة اعتصام تضامني ‘’بسبب أن التحرك لما يزل يدور في أروقة النخبة’’ على ما عبر.
من جهته، قال أمين عام جمعية المنتدى إبراهيم علي ‘’إن برنامج الاحتجاجات سيتواصل وسيأخذ مظاهر مختلفة ومتدرجة’’، مشيراً إلى أن ‘’الأولوية حالياً تتجه إلى تأمين توافق حول سلسلة من التصورات ووضع جدول زمني يواكب مجمل تطورات القضية’’.
وابتعد عن إعطاء أي تفاصيل أخرى بخصوص نوعية التصورات المطروحة ‘’حتى لا نعطي الطرف الآخر فرصة للقيام بخطوات مضادة قد تعيق عملنا’’، لكنه أكد من جانب آخر ‘’أن زيارة القيادة السياسية وممثلي الشعب على مستوى رئاستي مجلس النواب ومجلس الشورى والفعاليات الاقتصادية والتجارية مطروحة على جدول الأعمال’’.
وفي سياق ذي صلة، قال القيادي في حركة ‘’لنا حق’’ عبدالله المدني رداً على سؤال ل’’الوقت’’ إن ‘’السبب في البطء النسبي للتحرك يرجع إلى تركيزنا على التوافق حيال كل خطوة ننوي القيام بها’’.
وأضاف ‘’إن مؤسسات المجتمع المدني الخمسين التي سبق لها وأن وقعت بياناً بهذا الخصوص هي في حالة انعقاد دائم’’، موضحاً ‘’هي متفقة فيما بينها على ضرورة عدم السكوت عما يحصل من محاولات لتشويه صورة البحرين المنفتحة والحضارية’’ حسب تعبيره.
وتابع ‘’هناك توافق على هذا المستوى العام ونسعى إلى التوافق على مستوى جملة من التفاصيل الأخرى’’. وقال المدني ‘’إن العريضة ستوجه حالياً إلى اليونسكو باعتبارها الجهة العالمية الممثلة للثقافة’’، مستدركاً ‘’لكن المسألة قد تتطور إلى ما هو أبعد’’.
وأضاف رداً على سؤال آخر ‘’الاعتداء على الحريات بدأ قبل هذا الوقت، وجاءت الأزمة الأخيرة لتكون السانحة للجمعيات كيما تأتلف على عدد من الأهداف التي تقع على رأسها حرية الإبداع’’.
ومنذ عرض ‘’مجنون ليلى’’ الذي افتتح به مهرجان ربيع الثقافة على الصالة الثقافية 1 مارس/ آذار الجاري، شهدت الساحة المحلية فرزاً اجتماعياً واضحاً بين الإسلاميين سنة وشيعة، وسواهم من علمانيين وليبراليين ويساريين وفئات مثقفة، وذلك على نحوٍ ندر وجوده في السنوات الأخيرة. الجديد في هذا الفرز هو تجاوزه للاصطفاف التقليدي الحاصل السني - الشيعي بسبب طغيان الانقسامات السياسية، إلى اصطفاف آخر غير سياسي على قاعدة مؤيدي الانغلاق ومؤيدي الانفتاح.
ويُلحظ هنا تعطيل جملة من الاختلافات السياسية في أوساط التيار المناوئ لموقف البرلمان، خصوصاً على مستوى العلاقة مع السلطة، والوقوف جبهة واحدة ضد الاتجاه الآخر الذي يمثله تحالف الأصولييين في البرلمان. ويبدو لافتاً هنا وقوف جمعيات كانت حليفة إلى جمعية الوفاق الوطني الإسلامية ضد موافقتها على تشكيل لجنة التحقيق، مثل جمعية العمل الوطني الديمقراطي (وعد) وجمعية التجمع القومي، ناهيك عن جمعيات أخرى معارضة مثل جمعية المنبر التقدمي الديمقراطي.
ويلاقي هذا الاصطفاف الحاصل، استحساناً من شخصيات مثقفة كبيرة على مستوى الوطن العربي والعالم، وتمثّل ذلك في البيان الذي استصدرته جمعية المنتدى الثقافي اللبناني في باريس والذي ضم أسماء لفنانين وروائيين وشعراء وصحافيين كبار، منهم الشاعر أدونيس وإيتيل عدنان والعفيف الأخضر ووليد شميط وفينوس خوري غاتا وبرهان غليون وكاظم جهاد وأحمد أبو دهمان وخالدة سعيد وعبداللطيف اللعبي وآخرون.

الوقت

******

مثقفون عرب من باريس:

دفاعا عن ثقافة الحب والحياة
تتواصل حملات التضامن من مارسيل خليفة وقاسم حداد، بعد ردود الفعل علي 'مجنون ليلي'، عملهما الموسيقي الشعري الراقص الذي افتتح 'ربيع الثقافة' في البحرين. في باريس، حيث اصدر 'المنتدي الثقافي اللبناني' بيانا وقعه مثقفون عرب من شعراء وكتاب وفنانين، بينهم ادونيس وعبداللطيف اللعبي واتيل عدنان وفينوس خوري¬ غاتا وخالدة سعيد وكاظم جهاد واحمد ابودهمان وعيسي مخلوف وصبحي حديدي ونبيل الأظن وبرهان غليون وخليل النعيمي.. العفيف الأخضر، محمد مخلوف، منير الشعراني.. واخرين.
وجاء في البيان: 'مرة اخري يظهر وجه العدوان بكل ظلاميته، في حرب ماضوية تستهدف اليوم 'ربيع الثقافة' في البحرين، ومفاهيم الحب وحرية التعبير، ومسارات الثقافة والفن التي يمثلها هنا مارسيل خليفة وقاسم حداد. هذا الهجوم الظلامي علي 'ربيع الثقافة' في البحرين ليس الا امتدادا لمحاكمة مارسيل خليفة قبل سنوات في بيروت، ولكل عمليات القمع والاعتداءات التي تعرض لها الكتاب والمثقفون العرب في أكثر من عاصمة عربية. هذه التيارات الأصولوية الظلامية لاتبني مستقبلا أو ثقافة، ولاتحرر أرضا أو انسانا، لا تنبيء بربيع أو حب. وحدها الحرية، وتحديدا حرية التعبير والابداع بتنوعها واختلافاتها وثرائها، هي الرافعة لبناء المستقبل وضمان ثقافة الحياة وتحرير المرأة ولمكافحة الفقر والجهل وقمع الأنظمة واغتصاب الأرض. التحية لربيع الثقافة في البحرين، ولكل ربيع في العالم العربي... التحية لمارسيل خليفة وقاسم حداد'. يمكن التوقيع علي البيان، من خلال الموقع الاتي: www.jehat.com

*****

عبر النائب الوفاقي جلال فيروز عن امتعاضه الشديد حيال ما شهدته جلسة الأمس في النيابي، ورآه مؤشراً على أن المجلس التشريعي يدار بيد المؤسسة التنفيذية بشكل صارخ رافضاً تدخل السلطة التنفيذية في شؤون السلطة التشريعية.
وقال فيروز أن ما يحدث في المؤسسة التشريعية مستغرب جداً من خلال ممارسة تجيير المواقف وتغييرها والضغط على عدد من النواب في التصويت خلاف قناعاتهم، مشدداً على أن ما يحدث في بعض الأحيان يتنافى حتى مع القسم الذي يقسم به النائب بالحفاظ على مصلحة الوطن لأن بعض المراسيم أو القوانين التي تمرر ضد مصلحة الوطن.
وشدد على أن ما يحدث من توجيه لأصوات النواب للتصويت لصالح ما تريده السلطة التنفيذية لا يتناسب مع الديمقراطية على الاطلاق، ولا الفصل بين السلطات، وذكر أن بعض النواب مخالفين للمرسوم ويرفضونه، ولكنهم اضطروا للتصويت لصالح المرسوم خلاف قناعاتهم بعد تلقي ضغوطاً واتصالات.
وقال فيروز أن بعض النواب أبدوا امتعاضهم الشديد من ضغط الكتلة التي ينتمي إليها عليه لكونه كان جريئاً في طرح رأيه، بالإضافة لدفعه للتصويت باتجاه معين. وأشار إلى أن بعض النواب وصلوا من سفر بعيد في وقت متأخر إلا أنهم دعوا إلى حضور الجلسة للتصويت باتجاه تمرير المراسيم.
وطالب فيروز النواب بالتمسك بالأخلاق العربية والاسلامية، والشجاعة وعدم الانصياع للضغوط في قبال حقوق الناس والعمل بما تمليه عليهم قناعاتهم الخاصة بعيداً عن الضغوطات غير الصحية وغير الوطنية في اعتماد مصالح خاصة على حساب مصلحة الوطن.
ودعا فيروز المتنفذين في الحكومة إلى ترك هذا النهج، وترك النواب يفكرون ويقررون باستقلالية ومراعاة لمصالح من رشحوهم ومصالح الوطن، وأبدى خشيته من أن تؤسس هذه الحالة إلى عملية انكفاء على أسس غير وطنية.

*****

البحرينيون أجمعوا على إنكار »مجنون ليلى« والليبراليون
يمارسون قمعاً ثقافياً لا يحترم خيارات الشعب

جمال فخرو: ليس صحيحاً إنكار أهل البحرين للعرض
وكان ينبغي للمعاودة أن يكون منصفاً

اختار برنامج ''أنت والحدث'' الأسبوعي الذي تبثه قناة ال CBL اللبنانية مساء كل أحد أن يخصص حلقته لهذا الأسبوع لمناقشة التداعيات المثارة في البحرين بعد افتتاح مهرجان ''ربيع الثقافة'' بعرض ''مجنون ليلى'' وأقدام مجلس النواب على تشكيل لجنة تحقيق في العرض المذكور. وقد شارك في الحلقة الشيخ عادل المعاودة من كتلة الأصالة بمجلس النواب وجمال فخرو النائب الأول لمجلس الشورى وجمال البنا المفكر الإسلامي من القاهرة، كما تداخل في البرنامج جوني وبيرنا من الفرقة التي قدمت العرض التعبيري الراقص والموسيقار المصري عمار الشريعي، وسعياً من ''الوطن'' لوضع القارئ البحريني في مجريات ما يحدث نعرض هنا لإدلاءات المشاركين.

بدأ المعاودة حديثه بتوضيح أن العديد من الناس يعتبرون الغناء الموجود على الساحة فناً راقياً، وأنهم يعتبرون الأفلام، حتى الأفلام الخليعة فناً، بل حتى رسم الصور واللوحات ومنها الصور العارية يسمونها فناً واستدرك بأنه لابد من أن يكون هناك تعريف للفن تقاس على أساسه الأمور. مضيفاً أن كل ما يخالف الشرع مرفوض، أما إن كان مما ينفع الناس من العبر والعظات، دون مجون ودون خلاعة، ودون حالات محرمة شرعاً فهو مرحب به.
وأضاف: حتى لا تختلط الأوراق علينا لنضرب مثالاً، هناك على سبيل المثال برنامج مثل ''ستار أكاديمي'' وبرنامج مثل ''شاعر المليون''. إن ''شاعر المليون'' يعتبر من أرقى أنواع الفن المعاصر الموجودة على الرغم من بعض المخالفات الموجودة فيه، لكن بالإجمال أثبت، هذا البرنامج، أن هناك عطشاً يعيشه العالم العربي للفن الهادف الراقي كما تمثل في برنامج ''شاعر المليون''. إن فيه تصوير لواقع الأمة. هذا البرنامج بما فيه من ثقافة عظيمة عالية المستوى تابعه الرجال والنساء والأطفال، الكبار والصغار، ومن كل الشرائح. وفي الحقيقة (يستطرد المعاودة) أنا استمتعت به، رغم أن هناك حتى أكون أميناً، بعض المخالفات التي يحتاج البرنامج أن يتخلص منها.. إن في هذا البرنامج خير كثير وفيه الدليل على أن بالإمكان توفير برامج ناجحة ذات فن هادف وراق.
أما فيما يتعلق بربيع الثقافة فأود أن تشاركونني أنتم الحكم أيضاً. لقد قامت قائمة كبيرة هنا على هذا البرنامج، وادعى من ادعى أن النواب الإسلاميين ضد الثقافة وضد وضد... أنا أدعو المنصفين للحكم. فأولاً ربيع الثقافة 34 فعالية على مدى 43 يوماً ونحن لم ننتقد إلا فعالية واحدة. ثانياً: هذه ليست أول مرة يقام فيها ربيع الثقافة في البحرين، فقد أقيم من قبل لأكثر من مرة ولم يعترض أحد. ثالثاً: هذه ليست المرة الأولى التي يأتي فيه مارسيل خليفة ويقيم حفلاته في البحرين وهي ليست أول ندوة تقام لقاسم حداد أو غيره. إذن لماذا نواب البحرين وهم في مسؤوليتهم يثيرون هذه القضية؟ نحن لا نوافق بالضرورة على كل ما يحدث، لكننا نعلم أن المجتمع مكون من أمزجة ومشارب.. غير إن هناك حدوداً. وهذه الحدود ينبغي ألا يتم تخطيها. نحن لم نحضر الحفل ولكن من حضروا الحفل بادروا باتصالاتهم لجميع النواب في أثناء الحفل بأن هناك مهزلة في البحرين يجب إيقافها. بل إن وزير الإعلام نفسه اعترف قائلاً بأن ما حصل كان خطأ عظيماً. نحن بدورنا كنواب انتظرنا من الوزير أن يتخذ الإجراء المناسب ولما لم يحدث ذلك توجب علينا أن نستخدم صلاحياتنا ولا أدري ما الخطأ في ذلك.
واستعرض الشيخ المعاودة عدداً من صور المعرض متسائلاً هل هذه ثقافة ثم انتقد الشيخ عادل المعاودة، عضو مجلس النواب، نصوص ديوان ''أخبار مجنون ليلى'' مورداً النصوص التالية:
؟ يُروى أن قيساً كان يختلف إلى فقيه يقال له ''كلام بن وحش'' يستفتيه فيما يأخذ الناس عليه. فعندما كثرت الأقاويل عن صلته بليلى، وقف على ''كلام'' واستفتاه فيما يزعمون بأن علاقتهما ضرب من الزنا، فقال له ''الزنا هو بذل جسدك لمن لا تحب، أما إذا العشق حصل والشوق اتصل فلا زناً فيما قدر الله'' وقيل إن ''كلاماً'' مال على قيس وأسر له ''يا بنيّ، إعشق ما تيسر لك وتمتع بما تسنى ولا تطفئ جذوة العشق بالعرس ما استطعت'' قيل فلم يفعل المجنون غير ذلك.؟ وقيل له ''لم لا تصلي فيعينك الله على ما أنت فيه'' قال ''لو أنني أستغفره بقدر ما أذكرها لغفر لي ما تقدم من ذنب وما تأخر، ولكنني ما وقفت لصلاة إلا شاغلتني ليلى في وقفتي، وعلمي أن الله لا يحب شريكاً له، كما أنها لا تقبل شريكاً هي الأخرى، ولا يصح لي أن أكون مشركاً، وسوف يغفر الله لي ما غفرت ليلى''.
؟ وقد أخبرني ذلك المجاور أنه لما حضروا به مكة، بات ليلة يحدث نفسه كالذي في النوم يهذي ويعاتب أمرأة حاضرةً. فسئل عن ذلك فحلف أنّ ليلى كانت إلى جانبه في الوقت وانها تجلت له في هيئة أتان، تقود قطيعاً عظيماً من بقر الوحش، وتدور به حول نبع ماءٍ، يتفجر ويصيب القطيع فيغسله والبقر يطوف ويطلب من الله رحمة ليلى ورفع غضبها، والأتان لا يكف عن السعي والدوران حول الماء. فسأل ليلى لماذا تأخذ طبيعة الأتان، قالت له إن في الأتان شيئاً من رائحة الأنبياء.
وتساءل المعاودة: هل هذا هو الفن الذي ندافع عنه؟ وأضاف: لقد أجمع أهل البحرين فيما نعرفه على إنكاره. حتى رئيس الوزراء في مجلسه العامر، حفظه الله ووفقه وسدده، ذكر ان هذا الإسفاف لا يقبل عندنا ولا يمكن أن نستغل الحرية والانفتاح فيما يتصادم مع شرعنا ومع ذوقنا ومع أخلاقنا.
وبصدد مداخلة جمال فخرو (المنشورة رفقا) قال المعاودة: لا شك أنني اختلف مع جمال فخرو في النظرة، فهو، كما ذكر، من دعاة الليبرالية، وأنا لا أحكم حكما واحداً على الليبرالية، فهناك من الليبراليين من هو صادق مع نفسه، بل ربما يكون ملتزماً بأمور دينه لكنه يرى أنها مجرد حرية في حدود منضبطة، بينما هناك آخرون يريدونها انفلاتا وفوضى، بل حتى الكبائر التي أجمع عليها المسلمون يرون أنها من قضايا الحرية التي يجب أن لا يتدخل فيها الشرع.
وأضاف: تعليقاً على ما قاله الأخ جمال حين شكر لمحطة LBC إفساحها المجال للفكر الحر، فأنني أرى في مثل هذا التعبير إشارة إلى أن الرأي الحر هو الرأي الذي يستطيع أن يقول ما يشاء دون أن ينتقد. المفارقة أننا نحن الذين نطالب بالحرية أصلاً. دعوا الشعوب تختار ما تشاء. دعوا الشعوب تقول كلمتها. لماذا كلما صارت آراء الشعوب خلاف ما يريده المتنفذون تنقلب الموازين؟ من الذي يطالب بالحرية في هذه الحالة؟
أليس النواب هم اختيار الشعب؟ سواء عجبوا الليبراليين أو لم يعجبوا اليسار أو اليمين، هذا هو اختيار الشعب، وفي مجلس النواب البحرينيين أربع كتل. هؤلاء اختيار الشعب وقد اجتمعت الكتل الأربع على طلب لجنة تحقيق، لكن مواجهة هذه الإرادة الشعبية هو القمع الثقافي بعينه. لقد طالبنا فقط بلجنة تحقيق. ولجنة تحقيق هي للبحث ان كان ما حدث خطأ نشير إلى الخطأ وان لم يكن كذلك نرجع إلى الصواب. لماذا لا ينصف هذا الشعب ويحترم خياره؟ هذا هو القمع الثقافي الذي نتحدث عنه.
وعلق الشيخ المعاودة على مداخلات اثنين من فريق العمل (منشورة رفقا) بالقول: عندكم في لبنان هناك من يريد أن يؤسس قناة إباحية. تقييم جوني ورنا (يقصد بيرنا) أعتقد أنني لن أجيب عليه لأن منطلقهم وتصورهم لا أقبله حتى أرد عليه، لأنني استطيع أن أرد عليه، ولكن لا تستطيع الأخت رنا الآن أن تعيد لنا الحركات التي فعلتها سابقاً. هل تقبل على نفسها ذلك ألان؟ أعتقد أنها لا تقبل والله أعلم. ثم أن القضية ليست الآن على قناة ال LBC وهي القناة التي فيها الشروط نازلة جداً. وهذا معروف. وكل بحسب قناعته. وقد رأينا تصويت الشارع. ربما أن كثيرين ممن يسمعون الغناء ويقولون بحرمه الغناء لا يستطيعون أن يناقضوا أنفسهم من أجل التبرير لأنفسهم. وأريد أن أصحح كلمة الأخ جمال فخرو: أنا لم أقل أن الناس خرجوا من العرض ولكن قلت ناس من الذين خرجوا، يعني خرجوا بعد العرض، بعد نهاية الحفل وهناك قلة أخبروني بأنهم خرجوا. يعني قلة: واحد، اثنين، أو ثلاثة. لكنني لم أقل أن الجمهور خرجوا.
وأضاف المعاودة: أنا ضد رأي الأستاذ جمال البنا في تفسير اللمم وضد فكرة أن الحسنة تجب السيئة وان كان ارتكاب السيئة قد جاء بتعمد، لأن في هذا خطورة كبيرة في نظري وفي رأيي. أما كلام المفسرين فهو ناقص وليس كاملاً، إذ لا صغيرة مع إصرار ولا كبيرة مع استغفار. يجب ان نعرف انه لا يمكن أن تكون حياة بدون وجود فقهاء. الأمور العلمية لا تتغير: 1 +1=2 هذا منذ ان خلق الله الأرض وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها. ولكن في الأمور الشرعية، الآن نحن نستفتي ونسأل الصغار والكبار لكننا لم نلتفت إلى الطلب التالي: ما هي الأدلة من الشرع؟ الأصل أن ما يجيزه الشرع نلتزم به وما لا يجيزه نتجنبه وما ذكره الناس العوام في برنامجنا اليوم، وأنا لا أحتاج إلى ذكر ذلك: أن القرآن حرم الموسيقى والأحاديث واردة وهي صحيحة وصريحة في ذلك وعوام الناس يعرفون هذه الحقيقة حتى لو كان هناك من يستطيع أن يلعب بالنصوص، ولكن نسأل من؟ يجب أن لا يسئل في أمور الحلال والحرام إلا العالم بالشرع لذلك قال صلى الله عليه وسلم: إذا اجتهد الحاكم (يعني العالم بالشرع). ويجب أن نفرق بين المثقف والعالم فنحن في الطب لا نقبل أبداً برأي إنسان مثقف ثقافة طيبة أن يتكلم في الطب ويعالج الناس بل نعتبر هذا جريمة. فلماذا والدين هو أثمن شيء في الحياة نقبل أن نسمع فيه من فلان وعلان؟!

رأيان لا رأي واحد
وفي مداخلته على هامش البرنامج قال جمال فخرو، النائب الأول لرئيس مجلس الشورى البحريني، أود أن أؤكد على أهمية التدقيق في قضية أن هناك رأي لشعب البحرين في عرض المجنون بمهرجان ربيع الثقافة. الحقيقة أن موقف الشعب البحريني لا ينحصر في موقف الأخوة النواب. هناك 54 جمعية ومؤسسة من مؤسسات المجتمع المدني أصدروا بياناً أيدوا فيه ''ربيع الثقافة''، وقد خالفوا في بيانهم رأي النواب وطالبوهم بالعدول عن تشكيل لجنة تحقيق في ''ربيع الثقافة''. هذه الجمعيات ليست جمعيات صغيرة بل هي جمعيات سياسية ومهنية وثقافية تمثل لب المجتمع المدني في البحرين. الشعب البحريني عبر عن دعمه لربيع الثقافة ومساندته لقاسم حداد ومارسيل خليفة من خلال البيان الذي أصدره. كما أن مجلس الشورى وهو الغرفة الأخرى من غرف البرلمان أصدر بيانا يدعم فيه ''ربيع الثقافة''، ولعل الأخ عادل المعاودة يتفق معي بأن مجلس الشورى هو المجلس الذي عينه جلال الملك وهو يعبر أيضاً عن الشعب البحريني كما تبين ذلك النصوص الدستورية الواضحة. ولذلك ليس صحيحاً أن يقال أن شعب البحرين قد أجمع على رفض عمل ''مجنون ليلى''، وإنما الشعب البحريني خرج برأيين في العمل، وهذا شيء طبيعي وعادي. ونحن نؤيد الاختلاف في الرأي ولا نزعم أن هناك رأي واحد ثابت، الرأي الآن في البحرين بأن هناك عمل فني إبداعي وفكر فني يجب أن يدافع عنه. أما النصوص التي أوردها الأخ عادل المعاودة فهي نصوص صغيرة من عرض شامل. ولا يمكن أن نحاسب الشعراء والأدباء على أفكارهم، لأن هذا مخالف للدستور البحريني، فالدستور صريح في النص على أن حرية الضمير مطلقة وحرية البحث والتعبير مكفولة ولكل إنسان التعبير عن رأيه ونشره بالقول أو الكتابة أو غير ذلك. هذه المواد الدستورية سمحت للمبدع قاسم حداد وللفنان مارسيل خليفة وللفرقة الموسيقية أن يعبروا عما يجول بخاطرهم. واستطرد جمال فخرو مضيفا: من قال بأن الجمهور خرج من القاعة؟! هذا كلام غير صحيح. الجمهور بقى في القاعة وصفق للعمل طويلاً وقد كنت أتمنى لو كان عادل المعاودة منصفاً وعرض صور الجمهور الذي وقف إعجاباً وصفق حتى نهاية العرض. الصالة التي أقيم عليها العرض تسع 900 متفرج وقد امتلأت القاعة عن بكرة أبيها، بما يزيد عن الطاقة الاستيعابية الأقصى للحضور طوال ليلتي العرض، ولو كان جمهور البحرين يرفض هذا العرض في الليلية الأولى لما حضر في الليلة الثانية عدد يساوي العدد الذي حضر في الليلة السابقة، إن من الإنصاف أن نقول أن هذا العمل قد حظي بموافقة وتصفيق شعب البحرين كما حظي برأي الأخوة النواب المعارض للفن، وهذا ليس بغريب على الأخوة في الكتل النيابية لأنهم قبل موقفهم من ''ربيع الثقافة'' وقفوا ضد ''ستار أكاديمي'' ورفضوا أن يعرض هذا البرنامج في البحرين في الوقت الذي شجعناه نحن. هناك صراع في البحرين الآن بين قوتين، قوة تريد أن تعيد الأمور إلى مرحلة سابقة وقوة أخرى تريد أن تحافظ على المكتسبات الفنية.
حرية الفنون هي الأصل
وقال المفكر جمال البنا أن العمل الفني إذا كان على نحو ما ذكره الشيخ المعاودة فإن فيه تجاوز لاشك فيه لكن التعامل مع هذا التجاوز إنما يتم عبر طريقتان، الطريقة الأولى هي التعامل من خلال ''النقد'' وإظهار أن ما تخللها من معان ليست هي المعاني الفنية الحقيقة التي تأتي بخير. أما الطريقة الثانية فهي أن ندع الحرية للناس وإذا حدث أن الشعب نفسه رفض هذا العمل فإن الشعب حر في اختياره. وأنا لا أريد للحكومة أن تتدخل، بصفتها حكومة في أن تمنع أو ترفض، لأننا إذا سمحنا للسلطة أن تمارس رقابة على الفنون فإننا لن نستطيع أن نضمن إن هذه الرقابة ستستخدم استخداماً سليماً، وقد ترفض السلطة نقداً للأوضاع القائمة أو نقداً لنواح من الحكم إلخ.
الأصل في الفنون هو الحرية مع إعمال النقد وترك الاختيار للشعب وهم أصحاب السيادة. أنا لا أرى في الأمر مشكلة. هذه رواية أو مسرحية عرضت تقبلها البعض وانتقدها البعض الآخر. المسالة محلولة. الذين انتقدوها عليهم أن لا يشاهدونها والذين صفقوا لها يشاهدونها.
لو كان هناك إجبار على رؤية هذه المشاهد لكان التقدير شيئاً آخر ولكننا نلاحظ أن الناس تدفع فلوساً حتى تحضر العرض، معنى هذا أنها تريد. إذا كنا نريد أن نعالج هذه المشكلة فعلاً لنتساءل: لماذا أراد هؤلاء الناس أن يشاهدوا هذه المشاهد المبتذلة الضارة الخ؟ نحن في هذه الحالة سنعالج السبب الرئيسي وليس النتيجة. ولا فائدة من إن مجموعات متفقهة في الدين تفرض رأيها على بقية الناس. الاجتهاد مفتوح. وليس ما يقولونه هو بالضرورة السليم والصحيح. وأنا أرى أن التدخل في هذا المجالات ليس من المصلحة. ولندع الأمر للرأي العام. وندع السجال للكلمة بالكلمة. والذين يريدون أعمالاً هادفة عليهم أن يؤلفوا مثل هذه الأعمال الهادفة وسوف نرى هل سيجدون جمهوراً حقيقياً؟ الناس يريدون بمثل هذه المسرحيات والأغاني التسلية والترفيه، يريدون الاستمتاع. لا تريد الناس بحضور مثل هذه الإبداعات أن تتعلم أو تتثقف وإلا لو أرادت ذلك لذهبت إلى قراءة القرآن فهو أفضل شيء. ولكن هذا مجال وترويح القلوب مجال آخر.
لا داع للتعسف وفرض الأمور على الناس. إن وجود جماهير لمثل هذه الأعمال يضعنا أمام ظاهرة اجتماعية تستحق الدراسة. إذا افترضنا أن هذه العروض سيئة ولكن هناك كثافة في حضور الجماهير لها فإن علينا أن نعالج السبب الذي يجعل الجمهور حريصاً على الحضور.
وإذا كان المجتمع يحكمه الكبت فلابد أن يكون هناك إقبال كبير على صور ما يسمونه ''الخلاعة'' والزي العاري، لأن هذا يعوض الكبت الموجود في المجتمع. ولا يستحسن هنا أن نعالج القضية على أساس محاكمة نصوص في ظروف معينة ولكننا نعالج الأمر معالجة موضوعية. نحن نعرف الطبيعة البشرية وعندما تضعف هذه الطبيعة فإن ما ينبغي علينا هو أن نعوض هذا الضعف بعمل ديناميكي يتفق مع الطبيعة ويتفق مع الإسلام.
وبخصوص رأي البنا العام في الغناء والفنون الإسلامية قال: إن هذه الفنون، في أسوأ حالاتها، تعد من اللمم الذي افترض القرآن الكريم أنه ليس من كبائر الإثم والفواحش، وافترض أن الإنسان يمكن أن يقع فيه. والمفسرون يقولون عن اللمم بأنه يدخل فيه القبلة ويدخل فيه الضمة بل في بعض الأقوال يدخل فيه الزنية الأولى والسرقة الأولى وهذا ما قاله الطبري والقرطبي وابن كثير في تفسير هذه الآية. المفروض في الفنون أن لا تحكم بمقياس إسلامي فحسب. لأن هناك مجالات لا ينفرد فيها الإسلام. يعني مثلاً مجال العلوم ليس للإسلام أن يتدخل فيه: 1+1=2 هذه موجودة قبل الإسلام وموجودة بعده. كذلك الفنون لها طبيعة خاصة، وهي ثمرة للنفس الإنسانية بما فيها من فجور وتقوى، وهناك فنون ممتازة ورائعة وهناك فنون ساقطة ورديئة. الإنسان نفسه هو الحكم في مثل هذه الحالات وبقدر ما يكون لديه وازع بقدر ما يكون الوازع هو الحكم الذي عليه المعول. أما التدخلات سواء كانت من فقهاء أو من حكومات فمرفوضة تماماً.

****

كتب (ت):

على هامش الحوار حول ربيع الثقافة أثار البرنامج موضوع فوز الشابة العراقية شذى حسون بالجائزة الأولى في برنامج ''ستار أكاديمي'' الذي تبثه قناة الLBC ودور هذا الفوز في توحيد العراقيين خلال مراحل التصويت من أجل شذى وقد اختلفت آراء المتداخلين بطرافة حول هذه النظرة. فقال عماد رامي وهو إعلامي عراقي: ''شذى كانت صورة مشرقة للإبداع العراقي. ونافذة جديدة يطل بها العراقيون على فخرهم ومجدهم وحضارتهم وحبهم للإبداع، وذد ذكرتنا بأن الفرح موجود، وأن نفوسنا بحاجة إلى هذا الفرح وأن نفوسنا تواقة إلى ضحكة وابتسامة وفرح حقيقي''.
أما جمال البنا فقد قال: الفنانة شذى حسون جمعت العراقيين جميعاً ووحدت بين طوائفهم وهذا ما ينطبق عليه قول الرسول: ألا أدلكم على شيء أفضل من الصلاة والزكاة؟ فقالوا: أي شيء يا رسول الله. قال: إصلاح ذات البيت. إذا كانت هذه السيدة قد استطاعت أن تصلح ذات البين فإنها تكون قد أدت ما هو أفضل من المقدسات الإسلامية. لأن إصلاح ذات البيت هو أهم شيء.
وعلق الشيخ المعاودة بالقول: في الحقيقة لا أدري ماذا أقول؟! لا شك أن قضية إصلاح ذات البين مهمة نعم. ولكن هل هذا هو إصلاح ذات البيت؟! وهل نستغل طرق الحرام أصلاً للوصول إلى الحلال؟ هل يجوز ذلك شرعاً؟ ثانياً: هل هي حقاً وحدت الشارع العراقي؟ هل نستطيع غداً أن نسمع بأنه لا توجد حرب؟ هل سيرجع الأمن إلى تل عفر؟ إذا كان الأمر كذلك فينبغي أن تعين هذه التي ذكرتموها، ومعذرة أنا لا أعرف اسمها، رئيسة للعراق فتوحد العراق. ''تداورا عبادي ولا تداورا بحرام''. ما يقال هنا هو ضحك على الأمة. هذا البرنامج ينتقده حتى من يشاهده، هل نقول بأن هذا البرنامج وحد العراق؟ هذه نكتة في زمن يصعب حتى الضحك عليها. وعلقت المذيعة: هل هي نكتة في وسائل الإعلام العربية والدولية فضيلة الشيخ؟ هل هي كذلك في وكالات الأنباء: وكالة رويتر، الCNN وكالة الأنباء الفرنسية. لقد كان هناك حشد غير مسبوق لتغطية هذا الحدث فقط لأن هذه العراقية قد وحدت العراقيين.
وعقب الشيخ المعاودة بالقول: لا شك أن لكل ساقطة لاقطة. ولا شك أن أمزجة الناس حتى في وقت الحزن والحرب تهوى أمور وقد تكون بعضها حلال وبعضها حرام وهذا طبيعي. نحن لا نستطيع أن ننكر الواقع. حتى في مباريات كرة القدم يحدث أن تشل مظاهر الحياة العامة ولكن هل سنصلح الأمة ب''ستار أكاديمي''؟ هل سنحل مشاكلنا ب''ستار أكاديمي''؟ هذه مصيبة والله!!
والتقط الحديث جمال البنا ليقول: كلام فضيلة الشيخ سليم، فمسألة أنها أصلحت ذات البين هذه مسألة تخضع لاعتبارات عديدة. هل هي حقيقية أم غير حقيقية؟ هل هي دائمة أم مؤقتة؟ ولكن لا مانع من تشجيع دور الفن في نشر السلام والحب وهذا ما اتجهت إليه الأمم المتحدة عندما اتخذت من بعض الفنانين والفنانات رسلاً للنوايا الحسنة وسفراء للنوايا الحسنة. أي إن مثل هؤلاء الأشخاص لا يقدمون لنا فناً وترفيهاً فقط وإنما يمكن رسم أدوار لهم في معالجة قضايا اجتماعية وهي من قبيل أساليب الدبلوماسية الشعبية. فمثل هذا البرنامج يكون فيه خير لا نرفضه كلية ولكن نستفيد منه إلى حد كبير وما لا يدرك كله لا يترك كله. وقد لا تكون شذى حسون قامت بإصلاح ذات البين لكنها، جمعت بين الأطراف المتصارعة حتى وإن كان ليسمعوا صوتها الرائق أو ليستمتعوا بجمالها فهي من الممكن أن تجمعهم لأغراض أخرى أفضل من هذا بكثير. وعلق أحد المشاهدين العراقيين وهو كاظم الناصري على فوز شذى حسون والمناقشات التي دارت بالقول: ودي أقول في كلمتين أن شذى حسون قدمت الكثير للعراق. هذا البرنامج العالمي الذي قدمته الLBC

***

واستضاف البرنامج، على هامش التداخلات، الموسيقار المصري عمار الشريعي الذي قال في مداخلته: الموسيقى بالنسبة لي هي لمسة الجمال في الحياة. وربما لمسة الاقتراب إلى الله. أنا أقترب إلى الله كثيراً حين أسمع موسيقى أو أبدع موسيقى. أنا لا أدعي إنني أحمل فقهاً كبيراً ولكنني أستطيع أن أروي شيئاً من الأحداث التي وقعت لي. أذكر إنني كلمت الشيخ الجليل رحمة الله عليه محمد الغزالي وسألته: كلمني عن الموسيقى يا مولانا؟ الموسيقى حلال أم حرام؟ فقال بما أستعيده بالحرف الواحد قدر الإمكان: يا سيدي الموسيقى مثلها مثل أي شيء في الدنيا فيها حلال وفيها حرام وقال إن الست أم كلثوم كسبت للإسلام والمسلمين أكثر مما كسبته أنا والكثير من العلماء من أمثالي (هذا تواضع منه طبعاً). قال: أنظر إلى أغنية مثل ''ولد الهدى'' كم جلبت للإسلام من مسلمين؟ كم جعلت مسلمين يزداد إيمانهم بالله؟ كم جعلت أناس من المسلمين يكررون هذا المدح للرسول؟

***

كتب (ت):

وقد استطلع البرنامج رأي أحد الراقصين المشاركين في الفرقة وهو جوني بشارة فيما قدمته فرقة السراب من عرض تعبيري خلال أمسية ''المجنون'' فقال: أحيي أولاً مدام جوال شويري يوسف التي أدت دور ''ليلى'' بكل إحساس وشغف. المعروف عن كوريغراف السيدة نادرة عساف وفرقة ''السراب'' اختصاصهم بالرقص التعبيري. والرقص التعبيري هو إيصال فكرة أو موقف أو شعور للجمهور من خلال الرقص. وهذا الشعور قد يكون شعور فرح أو شعور حزن أو شعور حب. إن دورنا في العمل الفني هو أن نعبر وأن نوصل للجمهور الأحاسيس التي تملكتنا من خلال تمثلنا لكلمات الشاعر قاسم حداد وموسيقى الفنان مارسيل خليفة. وعنوان العمل كان ''مجنون ليلى'' أي إن دورنا هو أن نؤدي كل المراحل التي قطع فيها المجنون رحلته من الوجع إلى العذاب إلى الضرب وصولاً إلى الجنون والحب الذي أوصله للموت في آخر الأمر. نحن كفرقة ''سراب'' نتأثر ونتفاعل مع هذا الشعر وهذه الموسيقى ونحاول أن ننقل هذا التأثر إلى الجمهور حتى يشارك معنا هذه الأحاسيس، وهذا هو مقياس نجاحنا في توصيل رسالة العمل الفني بكل صدق وبكل شفافية. وأكيد أن كل عمل فني يتيح أن ينقسم الجمهور عليه ما بين مؤيد ومعارض، هذا طبيعي جداً. الجمهور كان مدعواً أن يشارك قيساً أحاسيسه ومهمتنا كانت أن نوصل له هذه الرسالة.
أما بيرنا بيروتي إحدى المشاركات في العرض الراقص فقد قالت: قد لا يكون التوصيف السليم أن نقول أن هناك مبالغة في الحركات الراقصة ولكن ربما هناك بعض الجرأة في الحركات. القصة والموضوع يسمحان بمثل هذا الأمر. فهي قصة حب، قصة عشق بين شاب وصبية تنتهي بجنون الشاب ولذلك سمي مجنوناً، حتى إن تصرفاته وأفكاره صارت مغايرة للمألوف. ربما لهذا السبب جاءت تعبيرات الشعر على قدر من الاصطدام بالحس العادي ومتخطية للمألوف. هو مضبوط تخطى حدود ما هو متعارف عليه ولكن هذا طبيعي لأن هذا الشخص صار مجنوناً. يمكن الحركات كان فيها شيء من الجرأة، ولكننا فرقة رقص تعبيري، كما قال جوني، ولا يمكن أن نعبر عن الحب دون أن نعيش هذا الحب، ومن الواضح والبديهي أن كل الناس تعرف أن أقل ما تحتمله علاقة الحب بين شاب وصبية هو أن يمسك كل منهما بيد الآخر ويهدهدها.

الوطن

****

إن الصحافة الليبرالية التنويرية التي تعمل على انارة المسالك المظلمة امام الرأي العام وتتمسك بمبادئها ولا تخضع للابتزاز هي الوعاء الذي يحتضن الثقافة وقناتها الى العالم؛ ولذلك فليس من المستغرب ان تكون هذه الصحافة مستهدفة من قبل بعض القوى المعادية للتنوير.
وفي هذا السياق يأتي الهجوم غير المسبوق والمرفوض بتاتاً الذي قاده بعض النواب في جلسة المجلس النيابي امس على الصحافة التي دافعت عن الثقافة وحاولت ثنيهم عن نصب اعواد المشانق لها.
ماذا كان النواب يتوقعون من الصحافة من موقف تتخذه في مسألة الثقافة حتى يكيلوا لها هذه الاتهامات؟!
هل كانوا ينتظرون من الصحافة ان تضم صوتها إليهم في محاكمة الثقافة وتشاركهم في اصدار حكم الاعدام عليها في خطوة ستكون وصمة مخجلة في تاريخ المجلس النيابي؟!
ان الصحافة التنويرية لا يمكن ان تقوم بمثل هذا العمل المخجل، الذي لا يستقيم مع رسالتها النبيلة ولا قدسية المهنة ولا مع تاريخ البحرين وحضارتها ولا مع المبادئ الانسانية.
كما ان الصحافة التنويرية عندما دافعت عن الثقافة فهي تدافع عن الحريات التي يجب ان يكون النواب في مقدمة المدافعين عنها وفي مقدمة من يصونها من التدخلات والفرض والسيطرة، واقصاء الآراء!
ان اشهار النواب لسيوفهم على الصحافة امر بالغ الخطورة قد يدخلنا في مرحلة سياسة تكميم الافواه وقطع الألسن وقمع الآراء المخالفة، وهذا ما لم يكن الناس ينتظرونه من النواب الذين رفعوا شعارات الحرية فوق رؤوسهم ايام الانتخابات، فهل كانت تلك مرحلة وانتهت ولم يعودوا اليوم بحاجة الى اصوات الناخبين؟!!
فالآن بعد الثقافة.. جاء دور الصحافة التي يريد بعض النواب تدجينها وتطويعها حسب توجهاتهم، واذا لم يكن فلا بد من قمعها ومصادرتها، بحيث بتنا نخشى فعلاً ان يقر النواب قانونا متخلفا للصحافة يجعلنا نتحسر على القانون الذي قدمته الدولة!!
ان الصحافة الليبرالية التنويرية ستكون عصية على محاولات بعض النواب تطويعها حتى ولو اختلقوا البدائل، أو وجهوا لها السُباب والشتائم، اوتخوين الصحفيين؛ لان رسالتها اكبر من ان يفهمها هؤلاء النواب الذين تبين واضحاً ان صدورهم اضيق من خرم إبرة في تحمل الرأي الآخر!
وأخيراً، فلابد ان نسجل باعتزاز وفخر موقف اعضاء مجلس الشورى ومؤسسات المجتمع المدني من الثقافة والصحافة، ونرجو من البعض الاقتداء بذلك لرؤية واقع افضل لثقافتنا وصحافتنا، لا محاولات جرها الى الخلف بعد هذا التاريخ الطويل والمشرف من التضحيات والجهود الكبيرة التي قدمها رجال ونساء جنباً الى جنب، لنحيا اليوم صحافة حرة متزنة وتتحمل المسؤولية الوطنية

***

عادل مرزوق

في لافتة لاقت استحسان وتشجيع حضور مهرجان الدوحة الثقافي في دورته السادسة، أهدت الشاعرة الإماراتية ميسون القاسمي قصيدتها «إدراك القيمة» للشاعر البحريني قاسم حداد والفنان اللبناني مارسيل خليفة تضامناً منها والفنان البحريني محمد حداد في ما أسمياه «الاستهداف للثقافة والإبداع».

وكانت العاصمة القطرية قد شهدت مساء الأمس أمسية شعرية موسيقية بين ميسون القاسمي ومحمد حداد وصفت من حضور المهرجان بأنها أجمل الأمسيات الشعرية.

وقد قدم «الدويتو» عرضاً امتزجت فيه كلمات ميسون القاسمي بألحان محمد حداد بقاعة الوسيل في فندق الريتز كارلتون الدوحة. رعى المهرجان رئيس المجلس الوطني للثقافة والفنون والتراث القطري الشيخ مشعل بن جاسم آل ثاني، بحضور الأمين العام للمجلس مبارك بن ناصر آل خليفة.

وبدأت القاسمي أمسيتها بقصيدة «حلاوة الحديث»، وسرعان ما تداخلت كلماتها مع عزف محمد حداد على آلة البيانو في تنويع تصاعدي مع محتويات القصيدة. إلا أن القاسمي فاجأت الجميع حين أعلنت إهداءها ومحمد حداد إحدى قصائدها للشاعر البحريني قاسم حداد والفنان اللبناني مارسيل خليفة تضامناً منهما مع قاسم ومارسيل فيما يتعرضان له عقب أمسيتهما في مهرجان ربيع الثقافة. وتبدأ قصيدة إدراك القيمة بالمقطع التالي: «قل لي بالكلمة/ كيف سيخطف كلانا ورق التوت/ على عاهاته؟/ قل لي: اليد، كيف ستقترب من لهث احدنا/ وتطبق على أنفاسه؟/ قل ولا تقل/ كلانا بالذنب موصوف/ والصفة موضوعة على الرف». ليرد حداد بعدها «الهلاك قادم/ يوم نمسك اللسان... الهلاك قادم».

الملاحظ أن تسارع الجمهور للتصفيق أضفى على الأمسية ايقاعاً خاصاً، سواء كلما أسهبت ميسون في كلماتها أو حداد في موسيقاه. على أن الأخير أبى أن يختتم الحفل إلا بمقطوعة عزف رائعة. تلا ذلك تكريم المبدعين، إذ كرم الشيخ مشعل بن جاسم آل ثاني كلاً من ميسون القاسمي ومحمد حداد بإهدائهما درع المهرجان.

الوسط
29 مارس 2007

***

في مسألة ربيع الثقافة: لماذا لا نرى الدولة تدافع عن مواقفها، ولماذا هذا التراجع في توجهات الدولة التنويرية ؟

بالنسبة إلى ربيع الثقافة، فإنه إذا حدثت ثغرات كبيرة أخلت بالمبادئ العامة، وإن هذه ثغرة يمكن سدها في العام القادم، ونحن ندافع عن الدين وكلنا مسلمون ونحترم رأي الآخرين، لكن هذه الهجمة أنا لا أعتبرها في صالح لا الوطن ولا في صالح المواطن الذي يريد حياة أفضل لأبنائه .
وأنا أشكر القائمين كلهم على ربيع الثقافة وأقدم لهم دعمي التام وثقتي التامة في أنهم سيقومون بسد الثغرات وتطوير البرنامج إلى الأفضل العام القادم .

ولكن لم نسمع أو نرى أحدًا من الوزراء دافع عن ربيع الثقافة ؟

هذا صحيح فإن لا أحد قال كلمة طيبة، وللأسف فإن الوزراء كان موقفهم غير مسؤول، وأنا مستاء جدًا وموقفي هذا نابع من حرصي على المستقبل.

الايام- 2 ابريل 2007

******

للبحرين وجه حضاري منذ زمن بعيد، وفيه انفتاح وتنوع.. وأنتم كوزير خارجية يهمكم صورة البحرين المشرقة في الخارج. فماذا عن تشكيل البرلمان لجنة للتحقيق في فعاليات ثقافية في مهرجان ربيع الثقافة الأخير، خصوصاً وأنها المرة الأولى التي توصف فيها أعمال كبار المبدعين العرب بالإسفاف؟ ألا تعتقدون أن ذلك سيؤثر سلباً على صورة البحرين في الخارج؟
- لا شك أن ذلك سيؤثر سلباً على صورة البحرين، لأن البحرين دائماً كانت رئة للتنفس في المنطقة، وكانت قبلة للمبدعين. وأنا أتذكر الشاعر الكبير نزار قباني رحمه الله عندما زار البحرين قال جئت إلى البلد الذي لا تموت فيه الطيور.
وبالتالي فصورة البحرين مشرقة وحضارية فيها التنوع والتعايش السلمي، ونحن فخورون بذلك، وأنا أعتبر أن محاربة هذا الوجه الحضاري للبحرين جريمة بحق هذا البلد، وإن كبت الحريات وقمع الإبداع وحرية التفكير جريمة بحق البحرين وبحق تراثه ومكتسباته وعلاقاته، ويجب أن نكون حذرين بعدم التفريط بسمعة هذا البلد المنفتح، هذا البلد المبدع الذي يأتي إليه المبدعون والفنانون والمحبون للحياة من كل مكان، واقول ان مهرجان ربيع الثقافة وجد ليبقى.

الايام
الثلاثاء 3 أبريل 2007

أقرأ أيضاً: