القضيبية - صادق الحلواجي
دعا منسق تيار «لنا حق» عبدالواحد أحمد إلى تشكيل لجنة وطنية للدفاع عن الثقافة والإبداع تضم أعضاء حقوقيين ومبدعين ومساهمين في القطاع ذاته، لتتصدى بدورها لكل التحركات المضادة والمكبلة للثقافة والحريات العامة.
جاء ذلك خلال حفل يوم الحرية الذي نظمته جمعية المنتدى بالاشتراك مع تيار «لنا حق» بقاعة أوال في فندق الخليج مساء أمس (الأربعاء) واشتمل على فقرات موسيقية وكلمات ألقاها ممثلو الجمعيات والتيارات المتعلقة بالثقافة، وحضرها عدد من الأدباء والمفكرين، كما قدم فيها قاسم حداد ومارسيل خليفة وصلة من حفلهم تحت عنوان «مجنون ليلى» وهي التي أثير حولها الجدل أخيراً.
وقال أحمد إن «التيار سيبرز كل الدعم اللازم لدعم ومتابعة اللجنة من اجل استمراريتها في الوقوف أمام مصادرة الحريات والثقافة، إذ مازالت الحملة المضادة للثقافة في بداية مشوارها»، مبيناً أن «التحرك الإيجابي الذي جاءت به كل أطراف المجتمع لملف الثقافة أخيراً أكد دون شك أن المجتمع يرفض العودة إلى الخلف، وخصوصاً بعد إصدار البيان الذي وقعه العشرات من أعضاء جمعيات المجتمع المدني».
ومن جانبه، قال حسن كمال في كلمة أناب بها عن الشاعر قاسم حداد ومارسيل خليفة إن «ما ظهر من الكتل السياسية والإسلامية في مجلس النواب لا ينظر إليه على أنه تصفية حسابات سياسية، بل هو لإرهاب كل أشكال الثقافة الحرة الرافضة للامتثال»، مشيراً إلى أن «المفارقة التي تنطلق من هذه الدعوة ومن تحت قبة البرلمان أوضحت أنه كان لابد للمجلس من أن يتمتع بتقبل واسع لمختلف الاتجاهات والآراء».
وقد وقع عدد من الحضور وأعضاء جمعيات المجتمع المدني عريضة بيان الثقافة والإبداع، تعبيراً عن الدفاع الثابت امام التهكم على الثقافة، على حد وصفهم.
****
المنامة - جمعية حقوق الإنسان
أصدرت الجمعية البحرينية لحقوق الإنسان بيانا يوم أمس قالت فيه إن «تشكيل لجنة نيابية للتحقيق في بعض عروض برنامج ربيع الثقافة يعكس مدى ضيق الأفق، وفهم الحرية بشكل انتقائي».
وأردفت أن ذلك «يتعارض مع منطوق المادة (23) من الدستور التي تنص على كفالة حرية الرأي والبحث العلمي، والحق في التعبير سواء بالنشر أو القول أو الكتابة أو غيرها، كما يتعارض مع الفقرة الثانية من المادة (19) من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية الذي انضمت إليه مملكة البحرين، والتي تنص على أن (لكل فرد الحق في حرية التعبير وهذا الحق يشمل حرية البحث عن المعلومات أو الأفكار من أي نوع واستلامها ونقلها بغض النظر عن الحدود، وذلك إما شفاهة أو كتابة أو طباعة وسواء كان ذلك في قالب فني أو بأية وسيلة أخرى يختارها)».
وتابعت أن ذلك «يمس الدور المرجو من الدولة وهو ما تعكسه بجلاء الفقرة الثالثة من المادة (15) من العهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتي تنص على أن (تتعهد الدول الأطراف في العهد باحترام الحرية التي لا يستغنى عنها من اجل البحث العلمي والنشاط الخلاق)».
***
الوقت - حسين مرهون
تشهد الساحة البحرينية تسخيناً جديداً بين أنصار ‘’ربيع الثقافة’’ ومناوئيهم من الإسلاميين، سنة وشيعة. ويأمل منظمو المهرجان الخطابي المقرر انعقاده يوم الأربعاء المقبل الموافق 18 أبريل/ نيسان الجاري في فندق الخليج، إعادة الوهج إلى موقف المثقفين من لجنة التحقيق في عرض افتتاح المهرجان التي صوت المجلس النيابي على تشكيلها الشهر الماضي.
وتأكدت أمس (السبت) مشاركة الفنانين مارسيل خليفة وخالد الشيخ في المهرجان، فيما لم ترشح أية معلومات موثوقة بشأن ما إذا كانا سيقدمان شيئاً بالمناسبة أو يكتفيان بالتضامن. لكن أمين عام جمعية المنتدى إبراهيم علي رجح لـ’’الوقت’’ أن يقدما وصلتين موسيقيتين يعيدان فيها التأكيد على حرية الإبداع وأهمية ألا يتم إخضاع الفنون لأية وصاية. وقال ‘’إن الفنانين (خليفة، الشيخ) سوف يشاركان في الحفل الذي سيلقي فيه ممثلو قوى المجتمع المدني كلمات قصيرة وسوف يشاركان بفقرة فنية إلى جانب بعض الفنانين والفرق المحلية’’.
من جهته، دعا القيادي في تيار ‘’لنا حق’’ للدفاع عن الحريات الشخصية عبدالله المدني ‘’القوى والفعاليات والشخصيات المؤمنة بدور البحرين الحضاري التنويري حضور الحفل وتأكيد مواقفها الداعمة للثقافة وحرية الاختيار التي تحاول بعض القوى خنقها وفرض الوصاية عليها، في ظاهرة غير مسبوقة في تاريخ البحرين ومجتمعها المتسامح’’.
ويُنتظر أن يُستثمر المهرجان لاستكمال التوقيعات على عريضة نخبوية سيتم توجيهها باسم المثقفين البحرينيين إلى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو)، حسبما أوضح رئيس هيئة تحرير مجلة ‘’كرز’’ الناطقة بلسان أسرة الأدباء والكتاب أحمد العجمي. ويأتي هذا التحرك في إطار مساعي يقوم بها مثقفون وفنانون وناشطون لتشكيل جبهة موسعة ضد أجواء الانغلاق التي يسعى إلى فرضها أصوليون إسلاميون، والتي عبرت عنها لجنة تحقيق أقرها المجلس النيابي ذو الغالبية الإسلامية في 20 آذار/ مارس في ما اعتبر خروجا على الشريعة و’’لقطات تثير الغرائز وتشجع على ارتكاب الفاحشة’’ في عرض ‘’مجنون ليلى’’ المستوحى من كتاب لقاسم حداد ولحنه مارسيل خليفة.
وفي سياق ذي صلة، اختارت جمعية المنبر الديمقراطي التقدمي أن تخصص افتتاحية مجلتها الدورية ‘’المنبر’’ لشهري مارس/ آذار وأبريل/ نيسان للتأكيد على موقفها من حملة النواب على ربيع الثقافة، معتبرة أنهم ‘’اختلقوا لأنفسهم مهمة، يهربون من خلال الانشغال بها عن المهام الكبيرة التي ينتظر الناخبون منهم أن يتصدروا لها’’.
وحذرت الجمعية من أن ‘’لجنة التحقيق في ربيع الثقافة، والهجوم الذي نال القائمين عليها كما نال الصحافة من قبل النواب ليس نهاية المطاف، إنما بدايته’’، موضحة ‘’نحن بصدد نهج متكامل يراد دفع المجتمع نحوه قسراً عبر الترهيب الفكري’’ على حد تعبيرها.
وقالت ‘’سيظل ماثلاً في ذاكرة البلد أن نائباً واحداً لم يجرؤ على الوقوف بوجه الهجمة العاتية على الثقافة التي يحاول أصحابها التمويه على جوهر موقفهم بالادعاء أنهم ليسوا ضد الثقافة’’.
ورأت الجمعية أن ‘’مثل هذه الحملات لا تأتي خبط عشواء، وإنما هي تندرج في سياق أجندة اجتماعية سياسية كاملة للاستيلاء على فضاءات المجتمع، ومصادرة ما تبقى من هوامش أو حيز خارج سيطرة القوى المحافظة’’.
وأضافت ‘’ظواهر من نوع الجمهور الواسع الذي يتدفق على فعاليات ربيع الثقافة، والثقل النوعي للجمعيات التي وقعت على مذكرة الانتصار للثقافة تقدم مؤشرات عن مزاج شريحة واسعة من المجتمع البحريني تتعطش لهذا النوع من الفنون الراقية’’ على ما جاء في الافتتاحية.
وأعادت المجلة نشر بيان قاسم حداد ومارسيل خليفة ‘’جئنا لنعلن الحب’’، فيما تصدر اللوحة الأمامية للغلاف صورتان كبيرتان للفنانين كتبت عليهما من الأعلى العبارة التالية: ‘’دفاعاً عن حرية الإبداع والثقافة’’. وسبق لنحو 53 مؤسسة من مؤسسات المجتمع المدني أن وقعت بياناً نشر في الصحف المحلية، ودعت فيه الدولة إلى ‘’النهوض بمسؤوليتها في حماية الرأي والإبداع والثقافة في بلادنا، وعدم الخضوع لابتزاز القوى التي تريد إعادة البحرين للوراء وتعطيل مستقبلها’’ وفق نص البيان.
الايام 15 ابريل 2007
***
من ناحية أخري توالت بيانات التضامن مع قاسم حداد ومارسيل خليفة. فقد أصدرت مؤسسة المورد الثقافي بيانا أعربت فيه عن قلقها إزاء تراجع الحريات في العالم العربي وجاء في البيان: "تعلن مؤسسة المورد الثقافي رفضها للإجراءات التي اتخذها البرلمان البحريني أخيرا بشأن تشكيل لجنة تحقيق برلمانية في العرض المسرحي أخبار مجنون ليلي الذي قدٌمه كل من الشاعر قاسم حداد والموسيقار اللبناني مارسيل خليفة في افتتاح مهرجان ربيع الثقافة. كما تعرب عن دهشتها من التصريحات التي أطلقها رئيس لجنة التحقيق النائب إبراهيم بوصندل وكشفت نياته في التفتيش في النص الشعري والعرض الفني وتأويلهما بما يسيء لمقاصد مبدعيه المعروفين بتاريخهما الإبداعي والنضالي. وتنتهز المؤسسة هذه الفرصة لتؤكد تضامنها مع مارسيل خليفة وقاسم حداد، كشريكين أساسيين في كل عمل إبداعي خلاق يستهدف تأكيد الطابع المستنير لهذه الثقافة ويعمل علي مواجهة القوي الظلامية في كل مكان.
كما حيٌت المؤسسة جهود مؤسسات المجتمع المدني البحرينية والهيئات الثقافية التي أعلنت رفضها لهذه الإجراءات التي تزيد القيود المفروضة علي حرية التعبير. وأضاف البيان: تحيي المؤسسة الوقفة الشجاعة التي وقفها المثقفون الفلسطينيون لمواجهة الإجراءات التي اتخذتها الحكومة الفلسطينية لمنع تداول كتاب الحكايات الشعبية الفلسطينية قول يا طير وإتلاف جميع نسخه داخل مكتبات المدارس الحكومية بحجة أنٌه يخدش الحياء. كما تعلن المؤسسة رفضها للموقف الرقابي الذي اتخذته وزارة الثقافة التونسية من العرض المسرحي خمسون حين طالبت مخرجه فاضل الجعايبي بحذف الأسماء والتواريخ والمقاطع الدينية الواردة في المسرحية التي تحلل الأسباب التي تنمي ظاهرة العنف الإسلامي والتي تغذيها أزمة الانتماء وانحطاط العالم العربي والإسلامي وانتشار الدكتاتوريات في كل زاوية من زواياه.
وأخيرا، دعت المؤسسة المثقفين إلي رفض هذا التوجه الذي يتستٌر بأقنعة الممارسة الديموقراطية، فيما يستهدف ممارسة أدوار تسلٌطية تحد من حرية الرأي والتعبير ويضع قيودا علي حرية الإبداع، الأمر الذي يفرغ أي ممارسة ديموقراطية من جوهرها.
اخبار الأدب
8 ابريل 2007
****
شن النائب في البرلمان البحريني محمد خالد حملة على عرض "مجنون ليلى" الذي قدمه الفنان اللبناني مارسيل خليفة في افتتاح مهرجان "ربيع الثقافة" المقام حالياً في العاصمة البحرينية المنامة وتستمر فعالياته حتى منتصف الشهر المقبل، بسبب تلقية شكاوي تشير لوجود "إيحاءات جنسية" بالعرض ، وهو ما رفضه الشاعر قاسم حداد صاحب نص العرض.
وقال خالد من كتلة "المنبر
قاسم حداد
الوطني" القريبة من الإخوان المسلمين: "لم أشاهد العرض لكنني تلقيت عدداً من الشكاوى تستنكر ما جاء فيه من رقصات فيها الكثير من الايحاءات الجنسية التي لا يفترض تقديمها في بلد إسلامي"، واصفاً فعاليات المهرجان بأنها "ربيع للسخافة وليس الثقافة"، بحسب تقرير كتبه الصحافي سيد محمود في صحيفة الحياة اللندنية الاحد 4-3-2007.
ودعا خالد وزير الاعلام البحريني محمد عبدالغفار إلى فتح تحقيق عاجل في القضية بما يضمن عدم تكرار تقديم هذا النوع من العروض، مؤكداً انه لا يقف ضد المهرجان لكنه يطالب باختيارات تراعي التقاليد الاسلامية والاقتداء بما يقدم في بلدان مجاورة بدلاً من اختيار فعاليات ذات نزعة غربية".
من جهته، رفض الشاعر البحريني قاسم حداد صاحب نص العرض التعليق على الحملة التي شنها خالد وتناقلتها بعض الهواتف النقالة عبر رسائل "تحريضية" متهمةً انتاج العرض بسرقة أموال الشعب، كما ورد في الرسالة.
وقال حداد: "ليس لدي انا او مارسيل خليفة رغبة في التعليق على هذا النوع من الاتهامات".
وذكرت صحيفة الحياة أن النائب خالد كان وجه الاتهامات نفسها للمهرجان في العام الماضي مما يشير الى ان تصريحاته الأخيرة لا تتصل بعرض "مجنون ليلى" بقدر ما تعبر عن موقف من المهرجان.
ويعتمد عرض «اخبار مجنون ليلى» على مجموعة من الرقصات الكوريغرافية التي اعدتها نادرة عساف وتقدم على خلفية موسيقية لخليفة واغنيات لأميمة الخليل مع القاء بعض الابيات الشعرية يقدمها حداد على المسرح في عرض حي بمشاركة حوالى 30 راقصاً وراقصة.
ورغم حملة النائب محمد خالد، فقد وجد المهرجان دعماً سياسياً واضحاً، اذ حرص وزير الاعلام البحريني الدكتور محمد عبدالغفار على حضور العرض في اليوم الاول بينما حضره في اليوم الثاني رئيس مجلس الشورى علي بن صالح الصالح وعدد آخر من أعضاء المجلس.
يذكر أن الشاعر قاسم حداد قد ولد في البحرين عام 1948 شارك في تأسيس "أسرة الأدباء والكتاب في البحرين" عام 1968 وهو عضو مؤسس في مسرح أوال منذ عام 1970 ويرأس تحرير مجلة -كلمات ولقد أصدر عدة داوين منها :البشارة ، قلب الحب،انتماءات،شظايا ومن مؤلفاته : الجواشن - المسرح البحريني-:التجربة والأفق....ترجمت أشعاره إلى لغات أجنبية ، قلب الحب ،الدم الثاني ، وشارك في عدد من المؤتمرات والندوات الشعرية العربية والعالمية.حصل على إجازة التفوق للعمل الأدبي من وزارة الإعلام نهاية عام 1997
تاريخ النشر : الاثنين, 2007.03.05
المصدر :وكالة الشعر + العربية + الحياة اللندنية
****
البحرين:جدل حول "ربيع الثقافة",الإسلاميون يرونه تشجيعا "للفاحشة", المثقفون والناشطون يتحركون في "مواجهتهم"
المنامة-19-3-2007:أشعل قرار مجلس النواب البحريني تشكيل لجنة تحقيق حول مهرجان "ربيع الثقافة" الذي افتتحه عرض للموسيقار اللبناني مارسيل خليفة معركة تتصاعد مع تحرك مثقفين وفنانين وناشطين للدفاع عن حرية التعبير.
وصوت مجلس النواب الذي يهيمن عليه الإسلاميون السنة والشيعة الأسبوع الماضي لصالح اقتراح تقدمت به كتلة "الاصالة" بتشكيل لجنة تحقيق حول مهرجان "ربيع الثقافة" وخصوصا بعض مشاهد العرض الافتتاحي "مجنون ليلى" المأخوذ عن كتاب للشاعر البحريني قاسم حداد قام بتلحينه مارسيل خليفة.
وفي تصريح للوكالة الفرنسية قال رئيس أسرة الأدباء والكتاب في البحرين ابراهيم بوهندي "إنها سابقة خطيرة لإخضاع الابداع للمساءلة والتحقيق في الوقت الذي كفل فيه الدستور حرية التفكير والابداع الثقافي والفني".
وقال بوهندي "قررنا خوض معركة للدفاع عن حرية التعبير والابداع وسنحشد كل المثقفين والفنانين للتصدي لهذه السابقة الخطيرة على ابداعنا وحرياتنا (...) التأويل الذي تم الأخذ به لتشكيل هذه اللجنة يفتح الباب لتأويل كل نص أدبي بهذا الاجتزاء وهذا خطير جدا".
وبعد أن أكد "أن كل الناس لديها الحق في التعبير عن الرأي", رأى بوهندي أن "على مجلس الشورى (المعين) ان يفتح نقاشا مع الحكومة (ما دام مجلس النواب قد قرر بغالبية تشكيل اللجنة) بغية الوصول الى اتفاق على صيانة حرية الابداع والتفكير" مضيفا "اذا لم نقف في وجه هذه الهجمة فعلى ابداعنا السلام".
وفي تصريح آخر, اعتبر المخرج المسرحي خالد الرويعي ان "هذه السابقة الخطيرة ستعيدنا الى القرون الوسطى ومحاكم التفتيش".وأضاف أن "مثل هذا التدخل في الابداع سيزرع ممارسات غريبة وسيفتح الباب لخطوات مماثلة تبرهن بالنهاية ان هناك تراجعا في مساحة الحريات في البحرين".وتابع الرويعي "في السابق كانت هناك مصادمات ومنع كتب لكن انظر إلى أوضاعنا الآن (..) اصبحنا نستنجد بالسلطة لكي تحمينا من ممثلي الشعب".
من جهته, اعتبر رجل الأعمال والناشط السياسي عادل فخرو أنه "للمرة الأولى نرى المجالس التشريعية تتدخل في الثقافة وتحاكم الثقافة"، مضيفا "اعتقد أن هذا خطر كبير على الحريات الفردية والعامة".وقال فخرو "هذا النهج يمكن أن يكون بداية لوضع خطير جدا تصبح فيه الحريات الشخصية خاضعة لموافقة اللجان البرلمانية".
واتحد النواب الإسلاميون السنة والشيعة حول القرار الذي حاز موافقة 29 نائبا من بينهم النواب الإسلاميون الشيعة من كتلة الوفاق (17 نائبا) وامتناع خمسة نواب عن التصويت فيما ينتظر أن يسمى اعضاء اللجنة جلسة البرلمان الثلاثاء 20 مارس/اذار الجاري.
وقد افتتح "مجنون ليلى" وهو عرض يجتمع فيه الغناء مع الأداء الشعري والرقص التعبيري والموسيقى المهرجان الذي بدأ في الاول من الشهر الجاري ويستمر حتى منتصف ابريل/نيسان.
وفي خطبته لصلاة الجمعة اعتبر رئيس المجلس الإسلامي العلمائي (شيعي) الشيخ عيسى قاسم إن "ربيع الثقافة دعوة صريحة للغواية باسم الحب على المسرح المكشوف في تحد ساخر لدين هذا البلد وحرماته وقيمه وأحكامه وطبيعته وذوقه وحيائه وطهره وعفافه" وفق ما نقلته الصحف البحرينية.
من جهته, قال الشيخ علي مطر (سني) في خطبة الجمعة ان "ما حصل في ربيع الثقافة من عرض مسرحية فيها لقطات تثير الغرائز, وتشجع على ارتكاب الفاحشة".
وبدأت الصحف البحرينية من جهتها حملة للدفاع عن المهرجان حيث نقلت صحيفة "الايام" الخميس الماضي وتحت عنوان رئيسي "كارثة ثقافية ومحاولات لفرض الرجعية" عن مثقفين وفنانين بحرينيين ان تشكيل اللجنة "محاولات لعودة فترات تكميم الافواه وكارثة ثقافية".
وفي مقاله الافتتاحي تحت عنوان "يا سادة.. من نصبكم أوصياء على الناس؟" السبت, شن رئيس تحرير صحيفة "اخبار الخليج" انور عبدالرحمن هجوما لاذعا على الاسلاميين متهما اياهم بمحاولة فرض الوصاية على الحريات.
وقال عبدالرحمن "للأسف الشديد يستطيع أي مراقب سياسي أن يرصد تلك القوى السياسية والثيوقراطية التي تحاول أن تأخذ لنفسها طريقا معاكسا من خلال دأبها على فرض افكارها ومعتقداتها على المجتمع باسره ضاربين عرض الحائط بحريات الآخرين".
وخلص للقول "إذا كان لديكم الاصرار على ان تكونوا اوصياء على الشعب, وتنوبوا عنه في كل شيء حتى في حرية التفكير والعقيدة, فإنكم لا محالة تزجون بهذا الشعب نحو لا وعي أو موات لن يستيقظ منه أبدا".
لكن صحيفة "الوطن" نقلت عن رئيس مجلس النواب خليفة الظهراني قوله انه يتوقع ان تتم اعادة النظر في تشكيل لجنة برلمانية للتحقيق في مهرجان ربيع الثقافة الثلاثاء.
وقد نددت نحو 50 جمعية ثقافية واهلية وسياسية في البحرين الاثنين بـ "محاولات بعض القوى السياسية في مجلس النواب خنق مناخ الحريات والابداع في البحرين" اثر قرار مجلس النواب في الثالث عشر من مارس الجاري تشكيل لجنة تحقيق في مهرجان "ربيع الثقافة".
وجاء في بيان بعنوان "دفاعا عن الثقافة والابداع" وقعته هذه الجمعيات وتسلم موقع آفاق نسخة منه "تابعنا ببالغ القلق والألم الهجمة المستجدة على الإبداع والمبدعين ورموز الفكر والثقافة والفن والمتمثلة في ما تمخضت عنه جلسة مجلس النواب من قرارات حول تشكيل لجنة تحقيق في برامج "ربيع الثقافة" وخاصة العرض المسرحي للمبدعين الشاعر قاسم حداد (... ) والفنان مارسيل خليفة".
واضاف البيان "نعرب عن مساندتنا ودعمنا القوي للمبدعين الكبيرين المشهود لهما بالنتاج الرفيع في الحقلين الأدبي والفني والدور الريادي في مجالات النهضة والتنوير والدفاع عن حقوق الإنسان" و"لكل مبدع يقف في وجه التعسف الفكري على ارض البحرين ذات التاريخ الطويل في التنوير والتسامح و التعددية الثقافية والتقاليد العريقة".
وفيما يلي نص البيان وأسماء الجمعيات الموقعة عليه:
دفاع عن الثقافة و الإبداع
بيان من جمعيات ومؤسسات المجتمع المدني في مملكة البحرين
باسم الحرية و المحبة والجمال
باسم البحرين البهية بإنسانها وحضارتها ومكتسباتها
وتمسكا بحقوقنا في الإبداع الفكري والأدبي والثقافي والفني، وحريتنا وحقنا في الاختيار، وانطلاقا من مواد الدستور وميثاق العمل الوطني التي أطرت و كفلت هذه الحقوق والحريات في ظل المشروع الإصلاحي لجلالة الملك المفدى، وعلى رأسها المادة 2 من الميثاق (الحريات الشخصية مكفولة) والمادة 4 منه (لكل مواطن حق التعبير عن رأيه بالقول أو الكتابة أو بأي طريقة أخرى من طرق التعبير عن الرأي أو الإبداع الشخصي) والمادة 31 من الدستور (لا يكون تنظيم الحقوق والحريات العامة المنصوص عليها في الدستور أو تحديدها إلا بقانون أو بناء عليه، ولا يجوز أن ينال التنظيم أو التحديد من جوهر الحق أو الحرية).
واستنادا إلى المعاهدات و المواثيق الدولية ذات الصلة التي وقعت عليها حكومة مملكة البحرين:
فإننا، نحن أعضاء الجمعيات والمؤسسات الفكرية والثقافية والسياسية والاجتماعية والحقوقية والمهنية والنسوية في مملكة البحرين، وقد تابعنا ببالغ القلق والألم الهجمة المستجدة على الإبداع و المبدعين ورموز الفكر والثقافة والفن، والمتمثلة في ما تمخضت عنه جلسة مجلس النواب في 13 مارس 2007 من قرارات حول تشكيل لجنة تحقيق في برامج "ربيع الثقافة" وخاصة العرض المسرحي للمبدعين الشاعر قاسم حداد والفنان مارسيل خليفة، لنعبر عن:
- مساندتنا ودعمنا القوي للمبدعين الكبيرين المشهود لهما بالنتاج الرفيع في الحقلين الأدبي والفني، والدور الريادي في مجالات النهضة والتنوير والدفاع عن حقوق الإنسان، و لكل مبدع يقف في وجه التعسف الفكري على ارض البحرين ذات التاريخ الطويل في التنوير والتسامح والتعددية الثقافية والتقاليد العريقة.
- مساندتنا ودعمنا اللامحدود لكافة الأنشطة الثقافية و الفكرية ذات الرسالة الهادفة إلى التنوير والحداثة، والارتقاء بالذوق الفني والأدبي، وإشاعة الفرح والجمال و الحب والتسامح، وتأكيد حضور البحرين الحضاري على خارطة العالم الأدبية والفكرية والفنية.
- إدانتنا الشديدة لما يتعرض له أهل الفكر والفن والقلم والإبداع من اتهامات باطلة وتشهير وإقصاء تحت ذرائع زائفة.
- استنكارنا القوي لمحاولات بعض القوى السياسية الممثلة في مجلس النواب خنق مناخ الحريات والإبداع المكفولة في الدستور والميثاق، عن طريق فرض نفسها كوصية على خيارات المواطنين، وإلهاء المجتمع بما ليس من صميم مسئوليتها، بدلا من ملامسة القضايا المجتمعية الملحة.
- خيبة أملنا لما آلت إليه الأوضاع في البحرين من هيمنة للفكر الأحادي، و التوجهات الاقصائية الرافضة للآراء الأخرى، و التشهير بأصحابها، والتشكيك فيهم.
- إصرارنا على الوقوف صفا واحدا للدفاع عن التعددية والفكر الحر وقيم الحرية والديمقراطية، والعمل في سبيل رقي مجتمعنا وتطوره و إنمائه وتعزيز وحدته، والتصدي لمن يستهدفون ضرب مكتسابتنا الحضارية وحرياتنا العامة والخاصة ويستبدلون الحوار والنقد البناء بالشتائم والتحريض والإقصاء والهيمنة والسعي لاستصدار التشريعات الجائرة.
- دعوتنا الدولة للنهوض بمسئوليتها في حماية الرأي و الإبداع والثقافة في بلادنا، و عدم الخضوع لابتزاز القوى التي تريد إعادة البحرين للوراء و تعطيل مستقبلها.
لقد خلقنا الله أحرارا ، ووهبنا أرضا حرة عزيزة يتعايش عليها الجميع دون تمييز أو حجر أو ترهيب، وساعدنا على تحقيق مكتسبات حضارية غالية، وإننا لمتمسكون بها بالنواجذ، مدافعون عنها بشتى الوسائل، مستمرون في زرعها بسنابل الفرح و الخير والجمال والحب.
الجمعيات و المؤسسات الموقعة:
- الاتحاد النسائي، و يضم:
- جمعية أوال النسائية
- جمعية البحرين النسائية
- جمعية تنمية المرأة
- جمعية الرعاية النسائية
- جمعية الرفاع النسائية
- جمعية فتاة الريف
- جمعية مدينة حمد النسائية
- جمعية المرأة البحرينية
- جمعية المرأة المعاصرة
- جمعية المستقبل النسائية
- جمعية النساء الدولية
- جمعية نهضة فتاة البحرين النسائية
- أسرة الأدباء و الكتاب
- جمعية الاجتماعيين
- جمعية أصحاب الفنادق و المطاعم
- جمعية أصدقاء البيئة
- جمعية الأطباء البحرينية
- جمعية الأكاديميين البحرينية
- جمعية الاقتصاديين البحرينية
- الجمعية البحرينية لحقوق الإنسان
- الجمعية البحرينية للبحث و التوثيق و الترجمة (تحت التأسيس)
- الجمعية البحرينية للشفافية
- جمعية البحرين للفن المعاصر
- جمعية البحرين للفنون التشكيلية
- جمعية التجمع القومي الديمقراطي
- جمعية التجمع الوطني الديمقراطي
- جمعية حماية العمالة الوافدة
- جمعية رجال الأعمال
- جمعية رجال الأعمال التنموية
- جمعية سيدات الأعمال
- جمعية الشبيبة البحرينية
- جمعية الصحفيين البحرينية
- جمعية الصيادلة البحرينية
- جمعية العمل الوطني الديمقراطي (وعد)
- جمعية الفكر الحر
- جمعية المحاسبين البحرينية
- جمعية المحامين البحرينية
- جمعية المصرفيين
- جمعية المهندسين البحرينية
- جمعية المنبر الديمقراطي التقدمي
- جمعية المنتدى
- جمعية منتدى المستقبل الثقافي
- جمعية الوسط العربي الإسلامي
- مجموعة الراصدون (تحت التأسيس)
- مركز جدحفص الثقافي
- مسرح أوال
- مسرح الصواري
- الملتقى الثقافي الأهلي
- نادي البحرين للسينما
- نادي الخريجين
- نادي العروبة
- نقابة الصحفيين البحرينية (تحت التأسيس)
- نقابة المصرفيين