سعيد الحمد
لعل استراحة السبت تكون فرصة لان نلتقط بعض انفاسنا ونقولها شكراً كبيرة وشكراً من القلب الذي عشق الوطن عشقاً صوفياً رائعاً.. شكراً لكم يا كل الاصدقاء والصديقات الذين خرجتم عن صمتكم هذه المرة وكسرتم قيوده المفروضة عليكم فعبرتم باتصالاتكم برسائلكم بمكالماتكم عن وقوفكم الجاد والاصيل ليس معنا ولكن مع تاريخكم الحضاري الضارب في اعمق اعماق هذه الارض فكنتم صوتاً، وكنتم موقفاً لا يعبر عن اشخاص ولكن يعبر عن البحرين التي عرفناها وخبرناها. فشكراً لكل من كسر الصمت وتحدث معنا مباشرة او كاتبنا ليعلن رفضه واحتجاجه وتأييده المطلق لموقفنا الذي يعبر عن بحرين الحضارة وبحرين الثقافة وبحرين الاستنارة التي حاول ويحاول الطارئون اطفاء جذوتها واسكات صوتها وقمع الحانها العذبة ولو تسنى لهم لقمعوا بلابل سدرتنا القديمة في حوشنا القديم الذي مازال يستقبل كل صباح لحن البلابل واصوات العصافير، وهي تغني للأمل حلماً وقصيدةً، أرادوا وأدها ولم يدركوا ان البحرين تلد القصائد ولا يمكن ابداً ان تئد القصائد..!! هذه المرة ليست ككل المرات لانكم تكلمتم .. لانكم عبرتم عن ذاتكم وعن افكاركم.. لانكم كسرتم دوائر الصمت وتحررتم من قيودها لانكم فقط تكلمتم فقد انزعجوا وانتفضوا وانفلتت منهم كالعادة سهام طائشة تريد اصطيادكم تريد اسكاتكم وتريد اعادتكم الى دوائر الصمت الذي كتبوه وفرضوه عليكم باعتبارهم وحدهم فقط من يحق لهم الكلام بعد ان اختطفوا كل الحقوق بما فيها حق الكلام وحق التعبير عن النفس وعن الموقف. هاجوا وماجوا وانفعلوا عندما فاجأتموهم بأن لكم عقولاً، وبأن لكم لساناً، وبأن لكم صوتاً قادراً على الكلام في زمن احتكروا فيه الكلام.. فثارت ثائرتهم وانفلتت اعصابهم وطار صوابهم فقط لانكم تكلمتم واستعدتم اصواتكم فخرجوا من اطوارهم وبدأوا كالعادة يحرضون ويدسّون ويشوشون ويشوهون ويحذرونكم من الليبراليين لانهم كما سبق وكتبنا تحدثوا وتكلموا فاتهموكم وقرعوا اجراس الخطر لانكم فقط خرجتم عن صمتكم. لو كانوا اقوياء في منطقهم، ولو كانوا يملكون مقارعة الحجة بالحجة لما هلعوا لانكم تحدثتم هذه المرة باصواتكم الحقيقية لا باصواتهم المستعارة.. ولما انزعجوا لانكم استعدتم حقكم الطبيعي وحقكم القانوني وحقكم الدستوري في حرية التعبير. يريدونكم ان تظلوا صامتين كما صمتم لستة اعوام مضت يريدونكم ان تظلوا مهمشين كما همّشوكم لستة اعوام مضت. ولذا فقد ازعجهم كثيراً انكم تملكون رأياً آخر وصوتاً آخر وعقلاً حراً مستقلاً لم يعد اسير حكمة الخوف المعروفة »لا أرى لا أسمع لا أتكلم«، ولذلك كاد صوابهم ان يطير فأقاموا الدنيا ولم يقعدوها عندما اكتشفوا ان اصواتكم مازالت ملككم ومازالت قادرة على التعبير عنكم وهي التي يريدونها مجرد صدى لاصواتهم فاكتشفوا اننا في زمن الصوت لا في زمن الصدى. سينذرونكم وسيخيفونكم بل وسيرهبونكم لتعودوا الى حظيرة الصمت لتجلسوا على مقاعد المتخرجين المصفقين لهم بوصفهم اللاعبين الوحيدين في الساحة.. وهذا هو التحدي الذي ينتظركم يا كل من عبرتم عن انفسكم ويا كل من استعدتم اصواتكم. بالفعل هذا هو التحدي الذي ينتظركم ويترصدكم ولن يدعوكم تمارسون حرية التعبير مادمتم لا تعبرون عنهم ولا تؤيدون اجندتهم ومشروعهم. خطوتم الخطوة الاولى فاستعدتم حقكم في الكلام وفي التعبير والتفكير المستقل .. فهل ستثبتونها وترسخونها وتبنون عليها لحماية ما تبقى من عقولنا الحرة المستنيرة.. أم ..؟؟ ان يستعيد المستنيريون اصواتهم في زمن اختطفها الطارئون هو انجاز على الطريق .. لكن الطريق مازال صعباً شائكاً وطويلاً لنحافظ فيه على تاريخنا ووجهنا الحضاري المستنير. لكنه في النهاية هو خيارنا الوحيد في ان نكون او لا نكون. وفي كل الاحوال شكراً لكم لأنكم استعدتم حق الكلام وحق التعبير.
الايام
21 ابريل 2007